الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيع السمك على قارعة الطريق ينقذ نساء غزة من الحاجة ويكفيهن ذل السؤال

بيع السمك على قارعة الطريق ينقذ نساء غزة من الحاجة ويكفيهن ذل السؤال
12 ديسمبر 2009 23:55
اتجهت نساء فقيرات لبيع السمك على قارعة الطرق في غزة بحثاً عن الرزق الحلال، ولم يخلف البحر ما تأملته هذه النسوة فقدم لهن العطاء والخير. ومن بين تلك النسوة أم إبراهيم التي لم تضع يدها على خدها، وتندب حظها، بل تحولت إلى بائعة سمك، وهو عمل يدر عليها مالا ويكفيها ذل السؤال. وتحصل أم إبراهيم على كميات من السمك الطازجة من الصيادين الذين يصطادون بشباكهم من البحر وفي عمق محدد من المياه حددته لهم السلطات الإسرائيلية التي تحاصر غزة، وتتحكم ببرها وسمائها وبحرها. واعتادت أم إبراهيم أن تحمل كمية من السمك في الصباح الباكر جداً، وتجلس على ناصية أحد الشوارع الرئيسية في مدينة غزة، وتبيع السمك الطازج للمارة، متحملة برودة الجو التي تنخر في أوصالها، فهي سعيدة بها لأنها تساعدها على المحافظة على جودة السمك أكبر وقت ممكن، فلم تعد بحاجة لاستخدام قوالب الثلج، أو حتى الثلاجات الصغيرة المتنقلة، والتي لا تستطيع بالطبع شراء إحداها لفقرها الشديد. وتؤكد أم إبراهيم أنها أصبحت خبيرة بكل أنواع السمك، لافتة إلى أن الزبائن يقبلون على سمك السردين لرخص ثمنه، وطعمه الطيب، في حين أن هناك كثرة من الأغنياء الذين يطلبون منها أنواعا معينة من السمك تصلح للشواء. وبخبرتها المتواضعة تقول:« يكثر السمك في الأِشهر التي يوجد بها حرف الراء وهو الحرف المشترك بين أسماء الشهور وكلمة البحر مثل يناير وفبراير وأبريل ونوفمبر وأكتوبر وديسمبر، ورغم أن هذه المعلومة لا ترتبط بأي حسابات فلكية أو حتى بيئية ، إلا أن أم إبراهيم تؤكد صحتها وتقول:«هذه خبرة تعلمتها من الصيادين» الإغاثة الزراعية في حين استطاعت أم إبراهيم أن تصل إلى الصيادين مباشرة، وتحصل منهم على كمية من الأسماك لبيعها، لجأت عزيزة صيام إلى جمعية الإغاثة الزراعية في غزة والتي كانت تنفذ مشروعاً ضمن برنامج ممول من البنك الإسلامي للتنمية، وحصلت على الدعم من الجمعية التي قدمت لها أدوات صيد لزوجها الذي هو في الأساس يعمل صيادا ولكنه فقد شباكه وأدوات صيده بعد أن أطلقت عليه قوات البحرية الاسرائيلية النار، ففر ناجيا بحياته دون أن يتمكن من جمع «عدة الصيد» من البحر. فتوجهت تلك المرأة الأربعينية لجمعية الإغاثة الزراعية في شمال غزة رغم أنها تقطن في رفح، وطلبت من المسؤولين في الجمعية مساعدتها وشرحت لهم ظروفها التي أجملتها في بيت متداع لا يحمل أي من مقومات الحياة، وخال من الأجهزة الكهربية، وبلا أبواب أو شبابيك، وعائلة كبيرة العدد يصل عدد أفرادها إلى اثني عشر فردا جميعهم في المراحل الدراسية المختلفة. وتشير عزيزة إلى تحسن وضعها حاليا بعد أن كانت تعيش مشاكل مستمرة مع زوجها بسبب ضيق ذات اليد، فاشتراكها في مشروع «شبك صيد» بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفيذ جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) جعل لها مصدر دخل تستطيع من خلاله تسديد ديونها، والإنفاق على تعليم أولادها خاصة ابنتها الكبرى التي استطاعت بفعل عمل أمها في بيع السمك الذي يصطاده الأب أن تلتحق بعامها الجامعي الأول. إلى ذلك، تقول المهندسة عفاف أبو غالى منسقة برنامج «شبك صيد»، من جمعية التنمية الزراعية، إنه تم اختيار هذه العائلة ضمن عائلات كثيرة تقدمت للاستفادة من هذه المنحة، لعده أسباب منها حالة الفقر الشديدة التي تعيشها. وتوفر خبرة في الصيد لدى رب العائلة حيث تم تزويده بنوعين من الشبك بالإضافة إلى كل الأدوات اللازمة لصيد السمك، مشيرة إلى أنها تعقد اجتماعات دورية مع المستفيدين من هذا المشروع لتوعيتهم بطرق الصيد، وتحذيرهم من المخاطر التي تحدق بالصياد الفلسطيني.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©