الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روبيرت بوفال: الفراعنة أصلهم إفريقي

روبيرت بوفال: الفراعنة أصلهم إفريقي
12 ديسمبر 2009 23:56
لازالت أهرام مصر تحمل الكثير من الغموض، ولازالت تشكل مادة خصبة للمهتمين بعلم الآثار، وفي كل حين تكون المفاجأة بأنه لازالت هناك أسرار كثيرة وحقائق يجب التنقيب عنها، ولازالت الأهرامات من العجائب التي تتجه إليها الأنظار من كل صوب في العالم، يبحثون في غموضها يريدون تعرية الحقائق الخفية، ولايزال السباق جاريا في هذا الإطار والأيام تحمل الكثير من المفاجآت، ومن العلماء الذين جذبتهم الأهرامات وكانت مجالا خصبا لبحوثهم، بل اكتشفوا الجديد في هذا الإطار وألفوا الكتب لمقاربة الحقائق عن الأهرامات في مصر، عالم الآثار البلجيكي روبيرت بوفال. يقول روبيرت بوفال عن اكتشافاته وعن الجديد الذي أضافه إلى هذه الأبحاث وعن تميزه في هذا الإطار: جاء جدي إلى مصر سنة 1890، وولد والدي في مصر وتوفي بها، فوالدي بلجيكي ووالدتي مصرية، ولدت هناك لكني رحلت إلى بريطانيا للدراسة في سن مبكرة جدا، درست في الإسكندرية في مدرسة النصر للأولاد، وعندما وصل سني 19 عاما رحلت إلى بريطانيا لإكمال دراستي، وتخرجت مهندس مباني وعملت بعد ذلك في عدة دول منها عمان، حيث عملت مستشارا لوزارة الدفاع لمدة 5 سنوات، وعملت في إيران وفي السودان وفي السعودية ما بين 1980 و 1985، وفي هذه الفترة كانت والدتي في مصر، حيث كنت أتردد على زيارتها في رحلة من السعودية إلى مصر. وكانت البداية.. ويفيد بوفال أن سبب إقباله على دراسته لعلم الفلك هو تردده على مصر وزيارته للأهرامات، فقرر دراسة علم الفلك للتحقق مما يقوله بعض الناس عن الأهرامات، ويقول عن ذلك: أثناء زياراتي المتكررة لمصر لم يكن غرضي في البداية الكتابة أو الاطلاع على الآثار، ولكن كان يحركني فضول داخلي لمعرفة الأهرامات ومكوناتها وحضارتها وقصص الغموض التي تحملها، فقررت شراء الكتب والدراسة والتعمق في علم الفلك لأغذي طموحي وتزويده بالمعرفة العلمية الدقيقة، ودرست بشغف كبير سنوات عديدة، وأثناء دراستي علمت أن الفراعنة كان عندهم دين سماوي وتحدد وقته في 2500 سنة قبل الميلاد، فحاولت فهم هذه الديانة التي يقال عنها أنها دين السماء في ذلك الوقت، وحسب اعتقادهم أن الملك يذهب إلى السماء عندما يتوفى ويعيش في النجوم وغير ذلك من المعتقدات المرتبطة بالسماء والنجوم، وحاولت معرفة سبب هذا التفكير وما موقعه من الصحة؟ وفي سنة 1982 ذهبت إلى مصر من السعودية وذهبت إلى المتحف، وهناك رأيت صورة الهرم، وكانت صورة فضائية ولاحظت أن كل الأهرام متساوية في خط واحد، أما الثالث الصغير فيهم لا يوجد في نفس المستوى، وزاد اهتمامي فاشتريت كتبا أخرى وتعمقت في الدراسة، كما دخلت فيما بعد للأهرام فلاحظت أنها خالية من الكتابة، أما الرابع به كتابة، ومن خلال ملاحظاتي أيضا أدركت أن هناك في الهرم شكل غرفتين صغيرتين وهي بنفس طريقة النجوم في السماء وعلى نفس الخط، ومرة كنت في صحراء السعودية ورفعت رأسي إلى السماء وكان معي أحد علماء الفلك ولاحظنا أن هناك على شكل نهر يطلق عليه طريق درب التبان، وعندما أمعنت النظر لاحظت ذلك، حيث شاهدت أربعة نجوم على شكل مربع وفي النصف شاهدت اثنين وواحدا صغيرا، بالضبط نفس رسم الهرم، بعد هذه الملاحظة تواصلت مع مدرسي علم الآثار وتعرفت على مدير متحف لندن الدكتور إدوارد وساعتها قال لي شيئا غريبا عندما رأى خريطة النيل والهرم الكبير والثاني والثالث بنفس ترتيب الموجود في السماء، حيث هناك مجرى نجوم وبقربه نجوم أخرى أكبر بنفس ترتيب الأهرامات، وفي نفس السنة كتبت أول كتبي. من أين جاءوا؟ ويضيف دوفال: في سنة 1993 كتبت أول كتبي تحت عنوان غموض مجموعة أوراين" وانتشر هذا الكتاب بشكل كبير، حيث ترجم إلى أكثر من 30 لغة وبعد هذا الانتشار وما حققه لي هذا الكتاب انطلقت وكتبت بعده عدة كتب، واليوم بصدد تأليف كتاب عن الآثار في الصحراء الغربية في مصر، سؤال كبير طرحته على نفسي وأحاول الإجابة عنه، هو.. من أين جاء الفراعنة؟ حيث حيرني كثيرا ما بدأ به الفراعنة منذ ظهورهم بتطور كبير جدا في جميع المجالات من رياضيات وعلم فلك وديانة وكان كل شيء في أوجه ساعتها، منذ الأسرة الأولى، ومن خلال بحوثي وجدنا دلائل في الصحراء الغربية بمنطقة اسمها "نبتة"، حيث اكتشف باحث أميركي موقعا أثريا اسمه "نبتة بلايا" على بعد 100 كلم من أبوسنبل ولم يسبق أن عرف المكان فيما قبل إلا سنة 1973، ووجدوا به رسومات على الحجارة على شكل أجرام سماوية وبنفس الطريقة لعرض الأهرامات ودلالات هذه المنطقة لها نفس مبادئ الحضارة الفرعونية، بل كانت قبل الحضارة الفرعونية بـ 2000 سنة، ولا يوجد بها آثار للبشر، إلا قبورا تحت الأرض بعمق كبير بها آثار للبقر، وهذا يدل على أنهم كانوا يقدسون البقر، وهكذا أدركنا أن عبادة البقر بدأت من الصحراء، وعرفنا أن هؤلاء الناس سكنوا هنا قبل 7000 سنة قبل الميلاد إلى 3400 قبل الميلاد، بعد هذه الفترة كان هناك تغير كبير في المناخ وجفت ينابيع المياه وأصبح الجو حارا جدا، وبالتالي لم يستطع سكان المنطقة الصمود هناك، وفي هذه الفترة بدأت الحضارة الفرعونية، ومن هذا المنطلق نعتقد أن هؤلاء الناس هم أجداد الفراعنة وآباؤهم، بعد ذلك تبلور للذهن سؤال آخر من أين جاء هؤلاء الناس؟ وبعد البحث تبين أنهم جاؤوا من منطقة في الحدود بين السودان وليبيا ومصر وهي منطقة "الجلف الكبير" و "جبل العوينات" ولم يكن معروفا في السابق أنهم من هذا المكان إلا سنة 1923 على يد أحمد حسن مدرس الملك فاروق الذي تزوج الملكة زوجة فاروق بعد وفاته، وكان يقوم برحلات استكشافية على ظهور الجمال واكتشف هذه المنطقة بمحض الصدفة وبدافع الفضول، ووجد قبيلة في هذه المنطقة اسمها "التبو" لونهم أسود، وعدد أفرادها 150 شخصا، وعلى رأسهم ملك اسمه هاني ولا يتكلمون بالعربية، ولاحظ رسومات أناس وبقر على الجدران والحجر، وبعد سنين اكتشف الأمير كمال الدين منطقة الجلف الكبير ولاحظ أن الجدران بها نفس الرسومات .. أناس وبقر، وبعد سنين تم الربط بين ما تم اكتشافه في نبتة وفي هذه المنطقة من تشابه في العناصر المكونة لهما، وبعد فترة من اكتشاف قبيلة التبو والناس الموجودين بها، كانت هناك رحلات لاكتشاف المكان، لكن كانت المفاجأة أن هؤلاء الناس هربوا عندما عرفهم الآخرون، وهناك من يرجع الأمر لسيطرة المناخ الجاف ولندرة المياه وشحها، وهذا ما جعلهم يرحلون من مناطقهم ويستقرون قرب النيل. رحلة الفراعنة ويضيف بوفال: منذ سنة ونصف ذهبت إلى نفس المنطقة لاستكشافها وتأكدت من كل شيء بنفسي، حيث الرسومات على الجدران وتأكد على يد الباحث محمود المريحي في سنة، والذي خرج من القاهرة إلى العوينات، وهو أول من وجد كتابة من الفراعنة، وأكد أن الفراعنة كانوا يقومون برحلات إلى هذه المنطقة وخاصة من الأسرة السادسة. والغريب في الأمر أن هذه الفترة لم يكن بها جمال، وكان هناك فقط الحمير، وبالتالي فرحلاتهم كانت على الحمير والمسافة اليوم تعادل 600 كلم بسيارة الدفع الرباعي، فكم استغرقت هذه الرحلات على الحمير، وخاصة أن المنطقة ليست بها مياه، وبالتالي فهناك محطات مياه على طول الطريق تفصل بينها نفس المسافات، وبالتالي عرفنا أن الفراعنة كانوا على اتصال بهؤلاء الناس، وهذا يعد اكتشافا مهما في إطار علم الآثار. خلفية للأفلام الوثائقية ويؤكد روبيرت بوفال أنه شارك في إنجاز العديد من الأفلام الوثائقية بآرائه، حيث يرجع له دائما للمساهمة بآرائه حتى تكون خلفية للأفلام الوثائقية، ويذكر منها على سبيل المثال ستارجيت و10.000 سنة قبل الميلاد، وترانسفورم وغيرها من الأفلام الوثائقية. نهاية العالم وعن إيمانه بنهاية العالم وعن التحولات المناخية، يقول بوفال: فعلا هناك تغير كبير في العالم، وهذا التغير جاء من جراء التغير في المناخ، وتحدث هذه التغيرات كل 12 ألف سنة، وهذه التغيرات المناخية حصلت فنتج عنها العصر الجليدي، يمكن أن تحدث مرة أخرى، وهذا ما نرى بوادره اليوم، حيث زادت حرارة الشمس وستذوب الثلوج ويزيد بالتالي منسوب المياه في البحر، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات وغرق بعض المدن الساحلية، وبعض العلماء يقولون إنه ستكون هناك مرحلة جليدية مرة أخرى، ومن خلال هذه التغيرات ومن خلال حضارة مايا في أميركا الجنوبية التي تتوفر على تقويم قديم يقول إن نهاية العالم ستكون سنة 2012، وعلى إثر ذلك كان هذا الفيلم. وبالنسبة لي لا أستطيع الجزم بذلك. في شهر مارس وفي سنة 1993، كان هناك مهندس ألماني اسمه رودولف جنتربرينج صنع روبوتا بعجلات يمكن تحريكه في كل الاتجاهات مجهز بكاميرات وأدخله في نفق الهرم، بحوالي 60 مترا، فوجد بابا مقفلا بمقبضين نحاسيتين، وفي سنة 2002 قرر رئيس الآثار في مصر الدكتور هواس من الناحية المعاكسة لهذا النفق أي في النفق المقابل وأدخل روبوت مزود بكاميرات بنفس الطريقة فوجد بابا آخر وبمقبضين على نفس البعد، ونحن اليوم نصر على فتح هذه الأبواب ومعرفة ما يدور وراءها، وأنجز اليوم كتابا عن أصول الفراعنة وهناك حقائق كثيرة سنعرفها من خلال بحوثنا التي نجريها هناك. روبيرت بوفال يتواجد في أبوظبي استعدادا للمشاركة في المؤتمر الدولي للدراسات القديمة. يقول بوفال: بعد النجاح الذي حققه أول مؤتمر دولي حول الدراسات القديمة العام الماضي، قرر المنظمون إعادة الكرة بإطلاق حدث أكثر طموحا هذه المرة، المؤتمر الدولي للدراسات القديمة – دبي 2010، والذي سيقدم اثني عشر باحثا من أبرز الباحثين في أصول الحضارة وجذور المغامرات الإنسانية على هذا الكوكب وستتضمن قائمة المتحدثين مؤلف الكتاب الأكثر مبيعا، جراهام هانكوك، (بصمات الآلهة والحضارة المفقودة)، وروبرت بوفال (السر وراء كوكبة أوريون والرمز المفقود) ، جون ميجور جنكينز (عام 2012 ونبوءة المايا) وأحمد عثمان (أصول الشعوب العربية)، والدكتور روبرت سكوك (العمر الحقيقي لأبو الهول) و مايكل كريمو (حضارات العصور القديمة). ستعرض بعض الأبحاث والاكتشافات الجديدة والمثيرة معلنة التحدي في وجه المعتقدات السائدة واضعة إياها موضع التشكيك طارحة تساؤلا عن حقيقة من نكون و ما نحن عليه حقا، من أين أتينا وإلى أين نحن ماضون. أهنالك حضارة أم حضارات "فقدت"؟ إلى متى يرجع تاريخ الإنسانية؟ ترى هل تكون لأسطورة أتلانتس أصل في حقيقة؟ ما مدى صحة نبوءة 2012 من ثقافة المايا؟ هذا بالإضافة للعديد من المسائل المثيرة للجدل التي يمكن استعراضها ومناقشتها من قبل حلقة من الخبراء في المؤتمر الدولي للدراسات القديمة – دبي 2010، و الذي سيعقد يومي الثاني والثالث عشر من شهر فبراير 2010 في جامعة زايد بدبي. لقد تم تسعير بطاقات الدخول لهذه الدورة بما يعادل نصف ما كانت عليه في الدورة الماضية من العام الماضي، مما يجعلها معقولة لعامة الناس الذين يرغبون في حضور هذه التجربة الفريدة. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك معرض مصاحب للآثار يعرض بعضا من أسرار جزيرة الفصح (إيستر آيلاند) / تشيلي، في بادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة. المعرض الأثري سوف يقام في جامعة زايد وسيكون متاحا إلى الثالث والعشرين من شهر فبراير 2010.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©