الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حتَّا.. ِِقلاع الزمن تحميها من عيون الطامعين

حتَّا.. ِِقلاع الزمن تحميها من عيون الطامعين
13 ديسمبر 2009 00:01
«حتا»منطقة في إمارة دبي، تعد من أجمل الأماكن المفضلة للتخييم فـي الشتاء وفي وقت اعتدال الجو، حيث تنتشر المخيمات في السيوح وعلى سفوح جبالها الخلابة، تحيط بها المياه المتدفقة من هامات الجبال. كل من لديه الرغبة في التعرف عن قرب عن هذه المنطقة باستطاعته قيادة سيارة ذات دفع رباعي، والتوجه إلى تلك المنطقة التي تقع على بعد 105 كيلو مترات من دبي، حيث الطريق إليها ممهد، يمر بعده مناطق مثل المدام والهباب، ويخترق أيضاً جزءاً من ولاية محضة التابعة لسلطنة عمان الشقيقة. تشتهر حتا بـ»وادي القحفي» الذي ينبع من سلطنة عُمان ويمر بها، ويقصده السياح الأوروبيون بشكل خاص، ويمتاز بجريانه الدائم طوال العام، وتحيط به الجبال والبساتين الخضراء. يعرف هذا الوادي بطوله، ويمر مخترقاً حتا في طريقه الى البحر، ويبلغ طوله أكثر من 155 كم، هو يتميز بجريانه الدائم صيفا وشتاء، وتحيط به جبال شاهقة يظن الناظر إليها من بعيد أن لا حياة فيها، مع خصوبة التربة تمتلئ حتا بالعديد من المزارع والبساتين وتنوع أصناف الثمار. يقول أحد أهالي منطقة حتا سالم إبراهيم النعيمي: «يسود هذا الوادي، ومنطقة حتا بشكل عام، مناخ صحراوي يكون شتوياً بارداً كثيف الغيم في الشهور الأولى من العام، ويزداد معدل هطول الأمطار في هذه الفترة. أما في شهور الصيف، فيكون الجو حاراً قائظاً تهب فيه رياح الكوس والسموم، لكن الجميل أن هناك أمطاراً موسمية تهطل أيضاً في فصل الصيف، مما يبدد جزءاً كبيراً من حرارته». ويضيف النعيمي: «الوصول عبر هذه الجبال إلى منبع وادي القحفي يستغرق حوالى ساعة ونصف، لكن الوصول إليه قد يكون مستحيلاً إن لم يكن لدى السائح دليل من المنطقة، لأن أهالي حتا يعرفون منافذ الجبال ويحفظون دروبها المختلفة. يذكر النعيمي عدد السدود الموجودة بمنطقة حتا بالقول: «بسبب وفرة الأمطار في هذه المنطقة، وحرصاً من الدولة على الاستفادة القصوى من الأمطار، وتحويل المياه إلى مخزون المياه الجوفية، فقد تم إنشاء حوالى ستة سدود مختلفة الأحجام منها سد الخنفرية، وسد الصبيغة في منطقة مزيرعة، وسد حتا الذي يسميه الأهالي (الحتاوي)، سد سهيلة، وسد حتا الكبير، وهو من أكبر السدود في الدولة». ولمن يهوى التراث يدعو النعيمي زيارة قريه حتا التراثية التي تستقبل زوارها ليقضوا فيها لحظات مع الزمن الجميل، والعودة بالذاكرة للأيام القديمة. ويستفيض محدثنا بوصف محتويات القرية التراثية قائلاً: «في هذه القرية تجسيد جميل لماضي البلاد، ولكل ما حمله ذاك الماضي من بيوت سعف وطين ووسائل شرب وطهور وحياة، وللأكلات الشعبية ووسائل العلاج القديمة، هي أشبه بالمتحف الحي لكل ماضي حتا، الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من ماضي الدولة العريق، وبخلاف هذه القرية فإن العديد من القلاع والحصون مازالت تقف شامخة على جبال حتا، وكأنها تحرسها من الطامعين.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©