السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اغتيال دبلوماسي فرنسي وضابط شرطة في صنعاء

اغتيال دبلوماسي فرنسي وضابط شرطة في صنعاء
6 مايو 2014 00:25
عقيل الحـلالي (صنعاء) قُتل دبلوماسي فرنسي وأصيب اثنان، أحدهما في حالة حرجة، كما قتل جنديان مساء أمس الاثنين برصاص مسلحين مجهولين في العاصمة اليمنية بعد ساعات من اغتيال ضابط شرطة برتبة عقيد، بينما أحزر الجيش اليمني تقدما كبيرا في العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد. وذكر شهود عيان لـ (الاتحاد) أن مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة، من نوع لاندكروزر، فتحوا نيران أسلحتهم على سيارتين أحدهما تحمل لوحة مرورية «هيئة دبلوماسية» والأخرى تابعة للشرطة بالقرب من مبنى السفارة الفرنسية وسط العاصمة صنعاء. وأوضحوا أن الهجوم أدى إلى مقتل وجرح ثلاثة أجانب يعتقد أنهم فرنسيون ومقتل جنديين يمنيين على الأقل بالإضافة إلى احتراق السيارة الدبلوماسية، مشيرين إلى أن المهاجمين لاذوا بالفرار بعد الهجوم مباشرة. وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية في رسالة نصية عبر الجوال «مقتل أجنبي وإصابة آخر» برصاص «مسلحين مجهولين» وسط العاصمة. وقال مسؤول في شرطة العاصمة لـ(الاتحاد) إن الهجوم المسلح استهدف «دبلوماسيين فرنسيين» قالت وسائل إعلامية محلية إنهما يعملان لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في صنعاء. وأوضح المسؤول الأمني أن الهجوم أسفر عن مقتل أحد الفرنسيين على الفور وإصابة اثنين نقلا إلى المستشفى الجمهوري الحكومي القريب من موقع الحادثة ومبنى السفارة الفرنسية المحاط بإجراءات أمنية مشددة وحواجز إسمنتية كبيرة. وذكر أن حالة أحد الفرنسيين «حرجة»، بينما الآخر حالته مستقرة، دون أن ينفي إصابة جنديين في الهجوم الذي يعد الأحدث في مسلسل العنف الذي يستهدف الأجانب والدبلوماسيين في اليمن المضطرب منذ تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح بداية 2012 تحت ضغط الشارع. وكان دبلوماسي إيراني قتل برصاص مسلحين مجهولين حاولوا اختطافه في صنعاء في 18 يناير الفائت بعد قرابة شهر من إصابة القنصل الياباني في محاولة اختطاف فاشلة تعرض لها جنوب العاصمة، بينما قتل خبيران عسكريان من بيلاروسيا وألماني يعمل لدى سفارة بلاده في صنعاء في هجومين منفصلين في نوفمبر وأكتوبر العام الماضي. كما يأتي الهجوم على الدبلوماسيين الفرنسيين بعد ساعات من اغتيال ضابط أمني في شارع رئيسي شمال العاصمة صنعاء. وقال سكان لـ(الاتحاد) إن مسلحين كانا على متن دراجة نارية أطلقا الرصاص على العقيد محمد قوزع، مسؤول الأمن في معهد اللغات التابع للجيش، عندما كان يسير صباح الاثنين في شارع «تونس» حيث المعهد العسكري. وذكر مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس أن العقيد قوزع أصيب بأربع رصاصات أودت بحياته بينما تمكن المهاجمان من الفرار، مؤكدا الهجوم يحمل «بصمات» تنظيم القاعدة الذي قتل المئات من رجال الجيش والأمن في اليمن منذ عام 2011. وتزامن الهجوم مع إصابة ثلاثة أشخاص في انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع كانت مخبأة تحت القامة بالقرب من سوق في صنعاء لا يبعد كثيرا عن فندق «تاج سبأ» الذي يستضيف باستمرار زوار عرب وأجانب. وعزا مراقبون الهجومين والتفجير في صنعاء إلى محاولة إشاعة الفوضى والقلاقل الأمنية في العاصمة مع اشتداد الحملة العسكرية على تنظيم القاعدة في جنوب البلاد التي انطلقت الثلاثاء الماضي بهدف القضاء على معاقل التنظيم في محافظتي أبين وشبوة. وعلقت وزارة الداخلية على حوادث العنف التي شهدتها صنعاء أمس بأن «تنظيم القاعدة أصيب بحالة من الهستيريا في أعقاب قتل وجرح المئات من عناصره في المعارك» جنوب البلاد. وقالت في بيان الانتصارات التي يحققها الجيش ضد القاعدة دفعت التنظيم إلى «الإقدام على تصرفات هستيريا يائسة منها استنفار أنصاره وخلاياه النائمة لاستهداف ضباط من الأمن والجيش, وكذا وضع العبوات الناسفة والمتفجرات في عدد من المحافظات بهدف إرباك الدولة والمجتمع». وأشارت وزارة الداخلية إلى أنها «تتعامل بجدية ومسؤولية مع كافة الاحتمالات والتهديدات الإرهابية»، مؤكدة في الوقت ذاته قدرة الأجهزة الأمنية على «التصدي لكافة المخططات الإرهابية وإحباطها». وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت صباح أمس سيطرة الجيش على بلدة «حبان» في محافظة شبوة بعد مواجهات «كبّدت عناصر الإرهاب خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». وقالت الوزارة في بيان إن «وحدات الجيش سيطرت على الطرق الرئيسية التي تمنع تحرك عناصر القاعدة إلى محافظات أخرى»، مؤكدة سيطرة القوات الحكومية على طريقي «مثلث النقبة» و«مفرق الصعيد» المؤديين إلى مدينة عتق، عاصمة شبوة، وإلى بلدتي «ميفعة» و«عزان»، حيث الأخيرة معقل استراتيجي لتنظيم القاعدة بسبب موقعها الذي يتوسط ممرات جبلية وصحراوية وساحل بحر العرب. وقال مصدر مسؤول في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة التي تقود الحرب ضد القاعدة في شبوة، إن العملية العسكرية متواصلة باتجاه «عزان» حتى يتم القضاء على العناصر الإرهابية. وفي محافظة أبين حقق الجيش انتصارات على عناصر القاعدة في مناطق جبلية عدة في بلدة «المحفد» (شمال شرق)، التي لجأ إليها المتطرفون بعد أن طردهم الجيش من معاقلهم الرئيسية في الجنوب منتصف 2012. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن قوات الجيش والمليشيات القبلية المحلية الموالية للحكومة قامت بتمشيط منطقتي «وادي معوان»، و«سناج» قبل أن تبدأ بـ«تطهير» مناطق «لحمرو»، «السدة» و«جسر المعجلة» ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف مقاتلي تنظيم القاعدة. وقال مصدر مسؤول في المنطقة العسكرية الرابعة، التي تقود الحرب ضد المتشددين في أبين، إن الجيش ورجال القبائل المحلية «استولوا على عدد من المعدات والسيارات والأسلحة والذخائر التي تركها الإرهابيون»، مؤكدا أن الجيش يعتزم خلال ساعات اقتحام معاقل المتطرفين في «وادي ضيقة» الذي تعرض في 19 و20 أبريل الماضي لغارات جوية شنتها طائرات من دون طيار ومقاتلات يمنية موقعة مالا يقل عن 65 قتيلا في صفوف «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، الذي يتخذ من اليمن مقرا له وتعتبره حكومات غربية أخطر وأنشط فروع الشبكة العالمية. وكشفت وزارة الدفاع اليمنية، الليلة قبل الماضية، عن هوية ستة سعوديين لقوا مصرعهم الأحد في الهجوم العسكري على منطقة «جول ريدة» في شبوة والذي أوقع 37 قتيلا غالبيتهم أجانب أعضاء في التنظيم الذي تأسس في يناير 2009 من اندماج فرعيه في اليمن والسعودية. وذكرت أن القتلى السعوديين هم «عبادة الشروري، عبدالرحمن الحوطي، أبوعبيدة، حسين البدوي، بن حيزون، ومالك المكي». إلى ذلك، جدد الجيش اليمني أمس الاثنين دعوته سكان المناطق القريبة من جبهات القتال في محافظتي أبين وشبوة، بمواجهة «الإرهابيين» الفارين من المعارك. وطالب مصدر عسكري السكان المحليين بـ«محاصرة شراذم الإرهابيين الذين يفرون من مناطق المواجهة إلى الجبال والوديان والقرى»، مشددا على ضرورة «الوقوف في وجه هذه العناصر ومنع دخولها القرى أو احتمائها بمنازلهم أو الأسر». كما طالب المصدر الأهالي بـ«الإبلاغ الفوري» عن وجود مسلحين متشددين، حسب موقع الجيش اليمني. ومن المتوقع أن يرأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الثلاثاء اجتماعا استثنائيا لأعضاء البرلمان والحكومة ومجلس الشورى يناقش خصوصا تطورات العملية العسكرية على تنظيم القاعدة، بحسب صحيفة «براقش» الإلكترونية التي يملكها النائب في البرلمان، محمد الشايف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©