الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان يطالب دمشق بوقف نهائي لاستخدام الأسلحة الثقيلة

عنان يطالب دمشق بوقف نهائي لاستخدام الأسلحة الثقيلة
23 ابريل 2012
عواصم (وكالات) - دعا كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أمس، دمشق إلى التوقف “نهائياً” عن استخدام أسلحة ثقيلة معتبراً الحوار السياسي “قضية ذات ضرورة قصوى”، وقال إن القرار 2043 الصادر بإجماع مجلس الأمن الدولي بشأن نشر 300 فرد آخرين لمراقبة وقف إطلاق النار الهش يمثل “لحظة حاسمة لاستقرار البلاد”. وفي بيان وزع على وسائل الإعلام، رحب عنان بقرار إرسال 300 مراقب إلى سوريا للإشراف على وقف إطلاق النار المهدد بالانهيار منذ دخوله حيز التنفيذ في 12 أبريل الحالي. ودعا عنان في البيان الصدر في جنيف كلا من قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لإلقاء أسلحتهم والعمل مع المراقبين العزل لدعم الوقف الهش لإطلاق النار. وقال عنان “يجب أن تكف الحكومة خاصة عن استخدام الأسلحة الثقيلة وأن تسحب، كما تعهدت، مثل هذه الأسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية وأن تنفذ بالكامل التزاماتها بموجب الخطة المؤلفة من 6 نقاط”، مشيراً إلى خطته للسلام التي قبلها الجانبان لإنهاء العنف المستمر منذ أكثر من 13 شهراً. وتتمحور خطة عنان التي وافق عليها مجلس الأمن، حول ارسال بعثة مراقبين إلى سوريا. كما تطالب الخطة التي وافقت عليها سوريا في الثاني من أبريل الحالي وصادق عليها مجلس الأمن في الخامس من الشهر نفسه، بإجراء حوار سياسي ونقل المساعدة الإنسانية وإنهاء الاعتقالات التعسفية وبحرية الصحفيين واحترام حق السوريين بالتظاهر. واعتبر عنان أمس “أن عمل البعثة من شأنه أن يساعد على توفير الظروف الملائمة لإطلاق العملية السياسية” والاستجابة بذلك لـ”التطلعات المشروعة للشعب السوري”. وخلص عنان إلى القول “ادعو الحكومة والمعارضة والجميع في سوريا للاستعداد للدخول في مثل هذه العملية لكونها قضية ذات ضرورة قصوى”. ومن المقرر أن يطلع عنان مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل على التطورات في سوريا. وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع قراراً صاغته روسيا ودول أوروبية أمس الأول يسمح بنشر ما يصل إلى 300 مراقب عسكري أعزل بشكل مبدئي في سوريا لمدة 3 أشهر. وتم نشر عدد محدود من المراقبين بالفعل الأسبوع المنصرم في إطار فريق طليعي وتفقد مدينة حمص المضطربة أمس الأول بعد شهور من القصف. وقال عنان “سيساعد عمل البعثة على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة والتي ستتناول المخاوف والتطلعات المشروعة للشعب السوري”. ومضى يقول “أدعو الحكومة والمعارضة وكل أبناء سوريا إلى الاستعداد للانخراط في مثل هذه العملية باعتبار أن لها أولوية كبرى”. ومع تبني القرار 2043 الذي سمح بنشر بعثة مراقبين مكتملة بالاجماع، ما زال أعضاء مجلس الأمن منقسمين حول فرص النجاح في ضمان انتشار سريع لهذه البعثة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا عقب اقرار القرار الدولي، الحكومة السورية إلى “أن تؤمن سريعاً الظروف الضرورية لانتشار بعثة” المراقبين. وشدد بان كي مون على “ضرورة أن تضع الحكومة السورية حداً للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان”، وخصوصاً أن تسحب أسلحتها الثقيلة من المدن السورية. لكن الولايات المتحدة هددت بعدم تمديد الانتشار الميداني للمراقبين غير المسلحين إلى ما بعد “الفترة الأولية التي تستمر 90 يوماً” كما نص القرار 2043. وقامت روسيا حليفة دمشق بإعداد القرار وتولت فرنسا والصين وباكستان والمغرب وألمانيا رعايته بمعزل عن بريطانيا والولايات المتحدة. ووفق القرار، على بان كي مون أن يحدد ما إذا كان “تعزيز” وقف النار يتيح انتشار المراقبين الذين سيكونون تحت حماية القوات السورية. وصرحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس لفرانس برس بقولها “على الأمين العام للمنظمة الدولية أن يقيم بعناية ما إذا كانت الظروف ملائمة. ترى الولايات المتحدة أن كيفية التعاطي مع البعثة الأولية التي تضم 30 مراقباً، وحرية تحركها واحترام أو عدم احترام الحكومة السورية لالتزامها بوضع حد للعنف، ستكون عناصر مهمة في تقييمنا لفاعلية المهمة”. وقالت رايس أمام المجلس “لقد نفد صبرنا” مذكرة “بقائمة الوعود الطويلة التي أخل بها” النظام السوري. وأضافت محذرة “لا يجوز لأحد أن يعتبر أن موافقة الولايات المتحدة على تمديد المهمة بعد 3 أشهر هو أمر مسلم به”. وتملك واشنطن حق النقض “الفيتو” في المجلس ويمكنها تالياً تعطيل أي تمديد لمهمة المراقبين. واعتبرت رايس أن الأمر لا يتعلق بـ”30 أو 300 مراقب” بل بـ”ضغوط أقوى من الخارج” يمكن أن تقنع الرئيس بشار الأسد. وبدوره، أكد السفير الفرنسي جيرار أرو أنه يدرك الأخطار، لكن ينبغي “إرسال المراقبين في أقرب فرصة”. وأضاف “نعلم أن الوضع سيئ، وأن السوريين لا يحترمون التزاماتهم.. لكنها فرصتنا الأخيرة”. وقال ارو “قد نجدد مهمتهم (المراقبين) إذا كانت ذات فائدة”. واعتبر نظيره الروسي فيتالي تشوركين أن المراقبين يستطيعون “ممارسة تأثير يساهم في الاستقرار”، مشدداً على أهمية “دعم المهمة وضمان نجاحها”. وأمل تشوركين في أن يتحلى المراقبون “بالشجاعة والمهنية وأن ينتقدوا الحكومة وأيضاً المعارضة” السورية. وبعثة المراقبين مكلفة بالاشراف على وقف إطلاق النار في سوريا والمساعدة في تطبيق خطة النقاط الست التي وضعها عنان والتي تلحظ أيضاً إجراء حوار سياسي بين النظام السوري والمعارضة، والإفراج عن المعتقلين منذ بدء قمع الحركة الاحتجاجية في مارس 2011. وطلب مجلس الأمن من بان كي مون أن يرفع إليه تقريراً خلال 15 يوماً، ثم كل 15 يوماً حول تطبيق القرار، وأن يبلغه “فوراً” في حال قام النظام السوري أو المعارضة بعرقلة مهمة البعثة. وإضافة إلى العسكريين العزل الـ300، ستضم البعثة “مكونات مدنية” أي عدداً غير محدد من الخبراء في مجالات مختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©