الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاعدة» … مخطط لاستهداف قطار كندي

«القاعدة» … مخطط لاستهداف قطار كندي
23 ابريل 2013 23:00
تشارمين نورونها تورونتو - كندا أعلنت الشرطة الكندية يوم الاثنين الماضي عن اعتقال رجلين بتهمة التآمر لشن هجوم إرهابي ضد قطار مسافرين كندي بدعم من عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» في إيران. وتعزز هذه القضية ادعاءات بعض الحكومات والخبراء بوجود علاقة مصلحة بين إيران الشيعية والتنظيم الإرهابي ذي الأغلبية السنية. وقال مساعد قائد الشرطة «جيمس ماليزيا» إن شهاب الصغير، 30 عاماً؛ ورائد جاسر، 35 عاماً، تلقيا «توجيهات وتعليمات» من أعضاء لـ «القاعدة» في إيران، رغم أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الهجمات المخطط لها مدعومة من الدولة. كما أوضحت الشرطة أن الرجلين لم يحصلا على الدعم المالي من «القاعدة»، ولكنها رفضت إعطاء تفاصيل أكثر. وقال المراقب «دوج بيست» في مؤتمر صحفي: «إن هذا هو أول هجوم مخطط له من قبل القاعدة معروف تشهده كندا». هذا في حين نفى مسؤولون في واشنطن وتورونتو وجود أي علاقة للهجوم بتفجيري ماراثون بوسطن الأسبوع الماضي. غير أن الاعتقالات في مونتريال وتورونتو أثارت أسئلة بشأن علاقة إيران المبهمة مع التنظيم الإرهابي. ويقول «يروس ريدل»، المسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقاً وزميل مؤسسة بروكينجز حالياً، إن «القاعدة» لديها وجود في إيران منذ 2001 على الأقل، وإن المجموعة الإرهابية وطهران لا يتحدثان حول هذا الموضوع صراحة. وقال في هذا الصدد: «إن النظام الإيراني وضع بعض هذه العناصر تحت الإقامة الجبرية»، مضيفاً «البعض يعمل خفية ربما؛ ولكن أعضاء القاعدة كثيراً ما يعبرون إيران، حيث يسافرون بين المخابئ في باكستان والعراق». والواقع أنه لطالما رصد مسؤولو الاستخبارات الأميركية نشاطاً محدوداً لـ «القاعدة» داخل إيران؛ حيث مازال فلول ما يسمى مجلس إدارة «القاعدة» هناك، وإن كانوا عادة ما يوضعون تحت الإقامة الجبرية من قبل نظام إيران يرتاب من الحركات القتالية السُنية والسلفية. كما أن ثمة أيضاً عدداً صغيراً من الممولين والمساعدين الذين يسهلون نقل الأموال، وأحياناً الأسلحة والأشخاص عبر المنطقة من قاعدتهم في إيران. وكانت إدارة أوباما قد عرضت الخريف الماضي مكافآت تصل قيمتها إلى 12 مليون دولار، مقابل معلومات تفضي إلى القبض على قياديين في «القاعدة» يوجدان في إيران. ووصفتهما وزارة الخارجية الأميركية، باعتبارهما يلعبان دوراً أساسياً في تسهيل إرسال متطرفين إلى العراق وأفغانستان. كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن عقوبات مالية ضد أحد الرجلين. غير أن علي رضا ميريوسفي، المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، قال إن التنظيم الإرهابي لم يكن ينشط في إيران. وقال في بيان أرسل إلى وكالات الأنباء يوم الاثنين الماضي: «إن موقف إيران من هذا التنظيم واضح ومعروف جداً. «القاعدة لا يمكنها القيام بأي نشاط داخل إيران أو القيام بأي عملية في الخارج انطلاقاً من الأراضي الإيرانية»، مضيفاً «إننا نرفض بقوة وبشكل جذري أي صلة بهذه القصة». ويشار إلى أن التحقيق المحيط بالهجوم المخطط له كان جزءاً من عملية عابرة للحدود شاركت فيه وكالات إنفاذ القانون، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الـ»إف. بي. آي»، ووزارة الأمن الداخلي الأميركية. وقالت «جينيفر ستراتشان» من الشرطة الكندية يوم الاثنين الماضي، إن الهجوم: «كان قطعاً في مرحلة التخطيط، ولكنه لم يكن وشيكاً»، مضيفة «إننا نفترض أن هذين الشخصين اتخذا خطوات وقاما بأنشطة للشروع في هجوم إرهابي.. حيث كانا يقومان بمراقبة القطارات والسكك الحديدية». وقالت «ستراتشان» إنهما كانا يستهدفان مساراً؛ ولكنها لم توضح ما إنْ كانت مساراً عابراً للحدود. ومن جانبه، أوضح «بيست» أن الرجلين كانا تحت التحقيق منذ الخريف الماضي. وفي الأثناء، أعلنت شركة القطارات الكندية «فيا رايل» أن المسافرين أو أعضاء الجمهور لم يكونوا «في أي وقت من الأوقات» معرضين لخطر وشيك. ويشار هنا إلى أن «فيا رايل» تنقل قرابة أربعة ملايين مسافر سنوياً. وفي واشنطن، أعلن رئيس شركة القطارات الأميركية «آمتراك» جو بوردمان أن شرطة القطارات ستستمر في العمل مع السلطات الكندية للمساعدة في التحقيق. ويذكر هنا أن «فيا رايل» و«آمتراك» تقومان بتسيير القطارات بين كندا والولايات المتحدة بشكل مشترك. النائب بيتر كينج (الجمهوري) من نيويورك أشاد بالاعتقالات التي قامت بها السلطات كندية، وأصدر بياناً يقول إن الهجوم كان يهدف إلى «التسبب في خسارة مهمة في الأرواح البشرية، ومن ذلك أرواح بعض سكان نيويورك». وتشمل التهم الموجهة للرجلين التآمر لتنفيذ هجوم وقتل أشخاص. وقد أشارت الشرطة الكندية إلى أن الرجلين ليسا مواطنين كنديين، وأنهما يقيمان في كندا لـ «فترة معتبرة من الوقت»؛ ولكنها رفضت الكشف عن جنسيتهما أو أسباب وجودهما في البلاد. ولكن محمد روبرت هيفت، الذي يدير منظمة لمعتنقي الإسلام؛ وحسين حمداني، وهو محام ومدافع عن حقوق الجالية المسلمة، قالا إن أحد المشتبه فيهما تونسي. ويشار هنا إلى أن «هيفت» و»حمداني» ينتميان إلى مجموعة من زعماء الجالية المسلمة الذين تم إطلاعهم من قبل الشرطة على الموضوع قبل إعلان يوم الاثنين. وقال «بيت» إن السلطات تلقت معلومات من أعضاء جالية أحد المشتبه فيهما، ولكن من دون أن يستفيض في الشرح. ومن جانبها، قالت متحدثة باسم جامعة «شيربروك» قرب مونتريال إن الصغير درس هناك في 2008-2009. وقد شرع مؤخراً في الإعداد لشهادة الدكتوراه بالمعهد الوطني للبحث العلمي، تؤكد المتحدثة باسم الجامعة. وأشارت «جولي مارتينو»، المتحدثة باسم المعهد البحثي، إلى الصغير بدأ العمل في المركز القريب من مونتريال في 2010 وكان يعد لشهادة الدكتوراه في تكنولوجيا النانو. وقالت مارتينو: «إننا بالطبع متفاجئون جداً!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©