الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الفنزويلية... حسابات الربح والخسارة

23 ابريل 2013 23:06
تشارلز شابيرو سفير الولايات المتحدة في فنزويلا من 2002 إلى 2004 على رغم من أن اللجنة الوطنية للانتخابات في فنزويلا، كانت قد أعلنت فوز نيكولاس مادورو، الخليفة المختار للرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز، في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً، إلا أنه كان فوزاً تحقق في ظل نظام مطعون في نزاهته، مالت بسببه كفة الميزان لتنتهي نتيجتها في مصلحته. والآن يجد «مادورو» نفسه مضطراً للتعامل مع اقتصاد يعاني فوضى عارمة، في حين لا يمتلك تفويضاً واضحاً، ويعاني نقص الشرعية، في نظر نصف الناخبين تقريباً، حيث فاز بنسبة 50.7 في المئة فقط، وبفارق أصوات لم يزد على 230 ألف صوت بينه وبين مرشح المعارضة «انريكي كابريليس»، الذي طعن على النتيجة، وطالب بإجراء إعادة عد للأصوات بحجة وجود أخطاء بلغ عددها 3,200 شابت تلك العملية. في البداية وافق «مادورو» على الطلب، ثم ما لبث أن غير رأيه، وسرعان ما اعُترف به فائزاً، ما أدى إلى احتجاجات، واتهامات بالتآمر، ثم تلا ذلك عنف أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص. والسؤال الآن هو: من الذي فاز في تلك الانتخابات ومن خسر؟ الخاسرون: نيكولاس مادورو: كان مادورو متقدماً على كابريليس في استطلاعات الرأي برقمين عشريين، أي بنسبة تزيد على عشرة في المئة، ولكنه فرط في ذلك التقدم، حيث حصل على عدد من الأصوات يقل بمقدار686 ألف صوت عن العدد الذي حصل عليه تشافيز في الانتخابات الأخيرة التي جرت في أكتوبر من العام الماضي، في الوقت نفسه الذي زاد فيه عدد أصوات كابريليس بنفس المقدار تقريباً، وهو ما أرجعه المراقبون لافتقاره إلى المهارات التواصلية، والجاذبية الشديدة التي كان يتمتع بها تشافيز، ونظرة الناس إليه كبديل يحاول استحضار روح الرئيس الراحل. هوجو تشافيز: كانت الأمنية التي عبر عنها قبل موته، هي أن يقوم أنصاره بالتصويت لمادورو، ولكن ما يقرب من 700 ألف صوت تجاهلوا تعليماته. اللجنـة الوطنيـة للانتخابـات: حرصـت اللجنة الوطنية للانتخابات التي يسيطر عليها «التشافيتسا» (حركة أنصار تشافيز) على تطبيق القواعد الانتخابية على كابريليس فقط: فكابريليس كان يحصل على 4 دقائق بث يومياً على التلفزيون الرسمي، في حين كان «مادورو» يظهر لساعات على شاشة ذلك التلفزيون، وهو يفتتح مشروعات جديدة كان من الواضح تماماً الهدف الدعائي الكامن وراءها. وعلى الرغم من أن القواعد كانت تنص على انتهاء الحملات الانتخابية في الحادي عشر من أبريل، فإن اللجنة لم تعترض عندما قامت كل محطة تلفزيونية وإذاعية تقريباً بنقل خطاب سياسي لـ»مادورو» في 14 أبريل، أي نفس يوم الانتخابات. في المرات السابقة كانت النتيجة تعلن فوراً لأن الإحصاء كان إلكترونياً، أما في المرة الأخيرة، فتأجل إعلان النتيجة لساعات، ما أثار شكوكاً حول تزويرها، خصوصاً وأن اللجنة الوطنية للانتخابات رفضت الاستعانة بمراقبين أجانب للإشراف على إجراءاتها. السياسيون والخبراء: الذين كانوا ينظرون إلى أنصار تشافيز على أنهم أناس فقراء يسعون جاهدين لتحقيق الاعتراف السياسي والاقتصادي، في حين كانوا ينظرون إلى المعارضة على أنها تمثل الطبقات الثرية البيضاء، ذات النفوذ. هذه الرؤية المشوهة انقلبت رأساً على عقب يوم ظهور النتيجة، حيث حصل مرشح المعارضة على 49 في المئة من الأصوات من مختلف مكونات الطيف الاجتماعي. الولايات المتحدة: التي تفتقر إلى النفوذ الذي يمكنها من التأثير على تصرفات حكومة فنزويلا. فعندما دعت إدارتها إلى «عملية انتخابية موثوق بها وشفافة» في فنزويلا لم يأبه الحزب الحاكم بذلك، وعندما تجاهلت الرد بشكل قوي على الاتهامات التي وجهتها لها حملة «مادورو» بالتآمر، والتخريب، ومحاولات الاغتيال، فإنها لم تفد حملة مرشح المعارضة. الصين والبرازيل: راهنت الدولتان على الحزب الاشتراكي الذي يقوده تشافيز، باعتباره حزب السلطة الطبيعي في فنزويلا واضعة بذلك بيضها كله في سلة واحدة. والآن ربما ترغب الدولتان في إعادة النظر في هذه السياسة على ضوء التطورات الأخيرة. الفائزون: كوبا فالشيء المهم بالنسبة لهافانا، هو استمرار كاراكس في ضخ النفط المجاني إليها وهو ما يضمنه لها فوز «مادورو» بصرف النظر عن مدى هزال ذلك الفوز- في الوقـت الراهن على الأقل. المعارضة الفنزويلية: فاجأ ائتلاف المعارضة الفنزويلية نفسه، فعلى الرغم من خسارة مرشحه للانتخاب، إلا أنه كائتلاف خرج فائزاً من المعمعة. فهناك قائد معترف به، والائتلاف ذاته منظم جيداً، بعد أن دفنت مكوناته خلافاتها. ولا شك أن مطالبتـه بإعادة إحصـاء الأصوات وردود الفعل الخرقاء للحكومة سيضمن بقاء قواه في حالة منظمة. وعلى الرغم من أنه من المبكر التنبؤ بأنها تشهد صعوداً وأن» التشافيزية» دخلت مرحلة الانحدار، إلا أنها -المعارضة- استوعبت درساً مهماً وهو: أن الانتخابات يتم الفوز بها ليس في الولايات المتحدة، ولا في محكمة الجنائية الدولية؛ وإنما في فنزويلا. أنريكي كابريليس: استجابة للاحتجاجات على نتيجة الانتخابات أظهر زعماء التشافيستا وبلطجيتهم قدراً كبيراً من العنف في الشوارع وفي الجمعية الوطنية. وهناك احتمال كبير لأن تمضي الأمور من سيىء لأسوأ. في غضون ذلك يتشبث «مادورو» وفريقه بالسلـطة، ولكـن دون أن يكـون لديهـم ذلـك القدر من الخبرة والغريزة السياسية الذي كانـا متوافرين لزعيمهم الراحل، في حين دعا كابريلس أنصاره لأخذ فترة من الراحة والامتناع عن العنف، ما جعله يبدو في مظهر رجل الدولة، تاركا «مادورو» مستمراً في تساؤله: ماذا كان هوجو سيفعـل في أوضاع كهذه؟. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي. تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©