الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إستوديانتس... من مطاردة الفئران إلى لقب “أسود الأرجنتين”

إستوديانتس... من مطاردة الفئران إلى لقب “أسود الأرجنتين”
13 ديسمبر 2009 02:19
منذ قدومه إلى أبوظبي مساء الأربعاء الماضي بعد رحلة طيران استغرقت أكثر من 20 ساعة للمشاركة في مونديال الأندية، لم يحظ فريق استوديانتس الأرجنتيني بما يستحق من اهتمام من وسائل الإعلام سواء المحلية أو العالمية باستثناء الاهتمام الكبير من الصحف الأرجنتينية والإسبانية، فتدريبات الفريق وتحركاته لا يتم رصدها باهتمام كبير، صحيح أنه لا يتمتع بالشهرة والمكانة التي يحظى بها فريق برشلونة، إلا أنه يظل في نهاية الأمر ممثلاً للكرة الأرجنتينية، وبطلاً لدوري أبطال أميركا الجنوبية “ليبرتادورس”، وهي واحدة من أقوى بطولات كرة القدم في العالم على مستوى الأندية، كما أن بطولات الدوري في أميركا اللاتينية ربما لا تقل إثارة عن نظيرتها في أوروبا، ولكنها تفتقد إلى أضواء الإعلام، وتدفق الأموال واهتمام الرعاة وغيرها من مقومات وعوامل شهرة وانتشار الكرة الأوروبية، ولكن الفارق الفني يظل محدوداً، بل إنه ينحاز في بعض الأوقات لمصلحة اللاعب اللاتيني، وعلى أي حال فإن فريق استوديانتس الذي يستحق المزيد من الاهتمام والمتابعة يزخر تاريخه بكثير من المحطات الجديرة بأن نتوقف أمامها. استوديانتس هو نادي الطلبة، فالمرادف في الإسبانية يعني ذلك، وقد تأسس النادي في 4 أغسطس العام 1905 بواسطة طلاب الجامعة الذين شعروا أنهم يتعرضون للتجاهل في لابلاتا معقل الفريق بالأرجنتين فتمردوا على هذا الواقع وقرروا تأسيس ناد يحمل اسم الطلبة، وتم افتتاح الملعب الرئيسي للفريق في 25 ديسمبر 1907. وقبل ظهور الاحتراف في كرة القدم، فاز فريق استوديانتس بلقب الدوري العام 1913، وعندما ظهرت بوادر الاحتراف في كرة القدم في الأرجنتين العام 1931، كان الفريق يمتلك حشدا جيدا من اللاعبين المتألقين مثل لوري، سكوبيلي، زوزايا، وفيريرا، والذين كانوا يُعرفون باسم الأساتذة، ومازالوا يُعتبرون من أفضل لاعبي الأرجنتين على مر العصور، ولعب كل من جوايتا و سكوبيلي في المنتخب الإيطالي الذي فاز بكأس العالم 1934، وفي العام 1937، تم تركيب نظام إضاءة في الاستاد يسمح بإقامة المباريات الليلية. وخلال فترة خمسينيات القرن العشرين ظهر حارس المرمى أوجاندو، ونجوم الوسط جارسيرون، بوتشيه، أوريولابيتيا، إنفانتي، آنطونيو، وأيضا كانت المواسم النهائية للمهاجم مانويل الذي ظل هدافاً للفريق حيث سجل 221 هدفا. وبعد المواجهة مع حكومة البيريونيست في مقاطعة بوينس آيرس، انتقلت إدارة النادي بواسطة السلطات نتيجة رفض توزيع نسخ من كتاب إيفا بيرون على أعضاء النادي، وخلال حقبة ستينيات القرن العشرين، قام ميجيل إيجنوميريلو بتدريب فريق استوديانتس تحت 19 سنة والذي كان يعرف باسم ( الأحداث القتلة)، حيث انضم إلى الفريق مجموعة قام بتدريبها أوزفالدو زوبيلديا الذي فاز بالبطولة العام1967. ملهم الضعفاء مع الحصول على لقب أول بطولة له، أصبح استوديانتس أول ناد بعيد عن الخماسي الكبير ( بوكا جونيورز، ريفر بليت، ريسينج ، اندبندنتي، ونادي سان لورينزو) يحصل على بطولة احترافية، وقد فتح ذلك الأبواب أمام الأندية الصغيرة كي تفعل مثلما فعل فريق استوديانتس، حيث أصبحت التجرية مصدر إلهام للجميع ليفوز نادي سارسفيلد بالبطولة العام1968، وفاز فريق تشاكاريتا جونيورز بالبطولة في العام التالي. واستمر فريق استوديانتس في الفوز بكأس أميركا الجنوبية للأندية “ليبرتادوريس” لمدة ثلاث سنوات متتالية ( من 1968 إلى 1970) وفاز بكأس الانتركونتننتال في العام 1968 أمام العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد، ثم خسر في العام 1969 أمام ميلان، وفريق فينورد العام 1970، وارتفعت أسهم النادي وبدأ يقف على قدم المساواة مع كبار الأرجنتين وأميركا الجنوبية، ويحقق جزءًا من الشهرة العالمية. ومن المواقف التاريخية التي لا تنسى أنه بعد مباراة مليئة بالعنف أمام نادي ميلان، تم القبض على الفريق كاملاً بناء على أوامر من رئيس الأرجنتين في هذا الوقت خوان كارلوس أونجانيا، وفي خطوة غير مسبوقة، تم سجن حارس المرمى بوليتي طول حياته، ولكنه قضى وقتا في السجن وتم الإفراج عنه فيما بعد، مع رفاقه في الفريق آجيوري سواريز وماديرو، وبسبب تلك الأحداث العنيفة، أصبح من المعروف الإشارة إلى كرة القدم على أنها لعبة عدوانية في بعض الأحيان، وهو أمر شائع في الكرة اللاتينية. ولأن لقب “صائدي الفئران” يرتبط عامة بالعمل المعملي الذي كان يقوم به العديد من طلاب كلية الطب من لاعبي الفريق في بداية تكوينه، فقد امتد هذا اللقب إلى مشجعي النادي، وهناك رواية أخرى تقول إن هذا اللقب قد أتى من اسم فيليب مونتيدونيكا، الحارس الشخصي للفريق خلال العقد الثاني من القرن العشرين، والذي كان يُعرف بهذا الاسم، وهناك رواية ثالثة تقول إن أماكن التدريب الأولى للفريق كانت مليئة بالفئران، وكان اللاعبون يقضون الكثير من الوقت والجهد في تعقب الفئران. كما يطلق المشجعون أيضا على الفريق اسم (الأسد) احتفاء بالمدينة وبكبار منطقة لابلاتا، وقد كان من المألوف لعدة أعوام أن تستخدم عبارة نادي البطولات الثلاث نتيجة ما حققه ثلاث مرات في بطولة ليبيرتادورس، ولكن هذا الاسم قد استبدل بعبارة صاحب البطولات الأربعة بعد نهائي بطولة ليبرتادورس العام 2009. يعد المدرب الشهير كارلوس بيلاردو من أهم نجوم استوديانتس لاعباً ومدرباً، فقد لعب للفريق من العام 1965 إلى العام 1970، وشارك خلال تلك الفترة في 175 مباراة، أحرز خلالها العديد من الأهداف، وبعد موسم 1970، تقاعد بيلاردو من اللعب وانشغل مع عائلته في تجارة الأثاث. ومع تدهور أحوال الفريق، استدعي من منتصف العام 1971 كي يدرب الفريق. واستمر في منصبه حتى العام 1975، وانتقل بيلاردو ما بين تدريب فريق استوديانتس والفرق الكولومبية، ثم أصبح مدربا للمنتخب الكولومبي ولكنه استدعي مرة ثانية إلى فريق استوديانتس في العام 1982، وبعد فترة وجيزة فاز الفريق ببطولة المتروبوليتان في العام 1982. وانتقل بيلاردو فيما بعد إلى تدريب المنتخب الأرجنتيني الأول عام 1983 ليستمر على رأس القيادة الفنية له حتى العام 1990 محققاً أفضل الانجازات في تاريخ منتخب التانجو، وعلى رأسها الفوز بكأس العالم عام 1986 وهو الإنجاز الذي يفخر به كل مشجع لاستوديانتس باعتبار ان بيلاردو هو كلمة السر في هذا الإنجاز الذي تحقق على يد مارادونا الذي كان في قمة توهجه الفني في هذا المونديال. وفي ظل الإدارة الفنية للمدرب إدواردو لوجان مانيرا، فاز فريق استوديانتس بالدوري الأرجنتيني العام 1983 على حساب منافسه المباشر اندبندنتي المليء بالنجوم، ومن أهم نجوم الفريق قي هذا الوقت هيريرا وبراون وبونس، واليخاندرو سابيلا مدرب الفريق حالياً، وتروبياني مع روسو لحراسة ظهورهم. بالإضافة إلى رأسي حربة هما المهاجمين جوتاردي و تراما. كما يتذكر أنصار فريق استوديانتس وصول الأرجنتين إلى نهائي كأس العالم العام 1990 دعم من ماديرو طبيب الفريق في كلا البطولتين، وكان ريكاردو إيتشفاريا، من فريق استوديانتس أيضا، مدرباً للياقة البدينة في الفريق، عدا عن جهود بيلاردو كمدرب لتصبح غالبية تشكيلة الجهاز الفني من فريق استوديانتس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©