انخفض سعر النفط للعقود الآجلة أمس بفعل استمرار الغموض الذي يكتنف خطة للحكومة الاميركية قيمتها 700 مليار دولار لانقاذ القطاع المالي وبوادر على تراجع الطلب في اثنتين من أكبر دول العالم استهلاكا للطاقة·
وبحلول الساعة 12:05 بتوقيت جرينتش كان الخام الاميركي الخفيف للعقود تسليم نوفمبر المقبل منخفضا 1,82 دولار إلى 104,11 دولار للبرميل بعد أن أغلق أمس الأول منخفضا 88 سنتا إلى 105,73 دولار، وهبط خام القياس الاوروبي مزيج برنت 1,67 دولار إلى 100,78 دولار للبرميل·
كما انخفض متوسط أسعار سلة خامات أوبك القياسية أمس الأول إلى 98,88 دولار للبرميل من 99 دولارا يوم الثلاثاء الماضي، كما قالت المنظمة أمس، وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام·
وحتى إذا تمت الموافقة على خطة الانقاذ لمعالجة أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم فإن المستثمرين غير واثقين كيف سيمنع ذلك الاقتصاد الاميركي من التباطؤ بدرجة أكبر بعد الاضطرابات التي اجتاحت أسواق المال هذا الشهر·
وهوت أسعار النفط حوالي 25 في المئة منذ أن سجلت مستوى قياسيا مرتفعا فوق 147 دولارا للبرميل في أواسط يوليو الماضي متأثرة بتزايد الادلة على أن تكاليف الطاقة المرتفعة والمشاكل الاقتصادية تضعف الاستهلاك العالمي من الوقود·
وفي علامة أخرى على تباطؤ الطلب في اميركا أظهر تقرير للحكومة الاميركية أن متوسط الطلب على النفط في الولايات المتحدة على مدى الاسابيع الاربعة الماضية كان منخفضا 5,3 في المئة عن مستواه العام الماضي وسط الاضطرابات الاقتصادية المتزايدة في البلاد·
وفي اليابان ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم تراجعت واردات الخام بنسبة 3,3 في المئة إلى 4,13 مليون برميل يوميا في اغسطس الماضي مقارنة مع الشهر نفسه قبل عام حسبما أظهرت بيانات لوزراة المالية اليابانية أمس·
ومع هذا فإن محللين يقولون: إن التعافي البطيء لانتاج النفط والغاز في منطقة الساحل الاميركي على خليج المكسيك وهبوط المخزونات في الولايات المتحدة وانخفاض امدادات أوبك كلها عوامل من شأنها أن تواصل تقديم دعم للاسعار·
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأول: إن مخزونات البنزين بالولايات المتحدة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1967 بعدما أغلق الاعصاران جوستاف وايك مصافي تكرير على ساحل خليج المكسيك وعطلا إنتاج وقود السيارات مما أدى إلى بعض نقص المعروض في محطات الخدمة·
وقالت الإدارة في مراجعتها الأسبوعية لسوق النفط: ''يمكن توقع استمرار تقارير نقص البنزين في بعض منافذ التجزئة الأكثر تعرضا لتعطل الامدادات على مدى الأسابيع القليلة القادمة''، لكن الوكالة قالت: إن أسعار التجزئة للبنزين قد تتراجع إلى 3,50 دولار للجالون ''إن لم يكن أقل'' بنهاية العام ما لم تحدث تعطيلات جديدة للمعروض·
وفي سياق متصل قال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو أمس: إن روسيا تريد التأثير في أسعار النفط العالمية من خلال توقعات الانتاج وتجهيز المكامن لتطويرها مستقبلاً·
وقال شماتكو: إن سياسة روسيا لن تنطوي على عمل منسق مع دول أوبك، رغم أنه قال: إن روسيا معجبة بنفوذ أوبك على الاسعار، وإن عليها أن تؤدي دورها في التخفيف من تقلبات الاسعار التي شهدتها الاسواق في الاشهر الاخيرة·
وأضاف الوزير في تصريحات للصحفيين: ''نحن نعتقد أنه بما أن لنا هذا الوضع البارز في المجتمع الراقي للنفط العالمي فيجب أن يظهر العامل الروسي· ونحن نريد صياغة منهجنا''·
وقال شماتكو: ''نعتقد أننا يجب أن نكون أكثر مشاركة بنشاط في السوق··· ربما نعبر عن وجهة نظرنا من حيث التوقعات· بل ربما نشارك بنشاط في ذلك بطريقة عملية، وتبدو فكرة وقف الانتاج من حقول مغرية جدا لي''·
وقال: إن وزارته مستعدة للكشف عن منهجها في القمة التي تعقدها أوبك في الجزائر خلال شهر ديسمبر المقبل·
وكانت روسيا ثاني أكبر دول العالم تصديرا للنفط أرسلت وفدا رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء ايجور سيشين وهو من الحلفاء الرئيسيين لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين لحضور الاجتماع الذي عقدته منظمة أوبك في سبتمبر الجاري ووعدت بإرسال وفد رفيع للاجتماع المقبل·
وفيما يتعلق بإنتاج النفط أيضاً قال وزير النفط النيجيري اودين اجوموجوباي: إن هجمات المتشددين في الفترة الأخيرة على منشآت نفطية لم تؤثر بدرجة كبيرة على الانتاج الحالي من النفط البالغ نحو مليوني برميل يوميا·
وقال اجوموجوباي لرويترز أمس الأول في العاصمة ابوجا: ''بعض المنشآت التي تعرضت لهجمات لم تكن منتجة لذلك فإنها لم تؤثر على انتاجنا بدرجة كبيرة··· وفيما يتعلق بانتاجنا الراهن من النفط فهو نحو مليوني برميل يومياً''·
وأعلن متشددون في دلتا النيجر وقف إطلاق نار مؤقت يوم الأحد الماضي بعد هجمات على مدى اسبوع على منصات نفط وخطوط انابيب ومحطات ضخ وشركات غاز·
ودفعت الحملة التي استمرت ستة ايام شركة رويال داتش شل الأكثر تضررا للتحذير من انها قد لا تتمكن من الوفاء بالتزاماتها المتعاقد عليها فيما يتعلق ببعض شحنات الخام من نيجيريا·
وقال اجوموجوباي في اجتماع أوبك في فيينا في وقت سابق هذا الشهر قبل الهجمات ان نيجيريا تضخ 2,2 مليون برميل يوميا وانه تم وقف انتاج مليون برميل
عدد اليوم
