الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الدون» و«الفرعون».. طريق الأمل من ماديرا إلى بسيون

«الدون» و«الفرعون».. طريق الأمل من ماديرا إلى بسيون
26 مايو 2018 01:45
محمد حامد (دبي) حسمها يورجن كلوب، ولم يكن الملايين من عشاق الكرة العالمية في حاجة إلى تصريح من المدرب الألماني، الذي قال إن صلاح يحتاج إلى ما يقرب من 10 مواسم يواصل خلالها رحلة التألق والتهديف بنفس الطريقة، لكي تتم مقارنته مع أيقونة «الملكي» والبرتغال كريستيانو رونالدو، فالأخير حقق كل شيء على مستوى البطولات الجماعية، والجوائز الفردية، والأرقام القياسية، فيما يسعى النجم العربي صلاح إلى السير في طريق الأساطير. المنطق والواقع يقولان إن هناك منافسة حقيقية، وأوجه مقارنة واقعية بين «الدون» و«مو»، خلال الموسم الحالي تحديداً، حيث يجب التأكيد على أن المقارنة بينهما بصورة مطلقة ما هي إلا عاطفة ليس لها ما يبررها، وعلى الرغم من كل ما يقال والخلط القائم على العاطفة وضعف الذاكرة الذي وقع فيه عشاق صلاح، إلا أن الأمور تبدو واضحة ولا تحتاج إلى تفسير، حيث يحلق رونالدو وميسي في كوكب خاص بهما، مقارنة مع جميع نجوم الكرة العالمية في السنوات العشر الأخيرة، إلا أن «الفرعون» المصري على الرغم من كل ذلك وبما قدمه مع ليفربول خلال الموسم الحالي نجح في أن ينتزع لنفسه حقاً مشروعاً في أن يكون «الرجل الثالث» الذي يهدد عرش الساحر الأرجنتيني وينافس النجم البرتغالي. قد يرى البعض أن هناك صعوبة في اكتشاف أوجه تشابه بين رونالدو وصلاح، إلا أن الحقيقة تقول، إن أوجه التشابه أكثر مما كنا نعتقد، وخاصة فيما يتعلق ببعض الجوانب الاجتماعية، وبدايات المسيرة الكروية، ونجاحهما اللافت في «صناعة الأمل»، والأخذ بيد المهمشين، وجعل الأحلام تخضع للواقع وتغادر مساحات الوهم والخيال، فقد أتى رونالدو وكذلك صلاح من طبقة اجتماعية متوسطة كل في بلده، وبعد أن انتزعا لنفسيهما مكانة كروية ومالية واجتماعية دخلا سباق الأعمال الخيرية، وكان مسقط الرأس على رأس الجهات التي أغدقا عليها الخير. رونالدو هو أيقونة منتخب البرتغال، وفي الوقت ذاته يذهب البعض بعيداً في تقديرهم لدور صلاح مع منتخب مصر، فيطلقون عليه «منتخب صلاح»، وهو وجه آخر للتشابه بينهما، وفي الوقت الراهن تكاد قصة رونالدو تتكرر بكافة تفاصيلها مع النجم المصري، فقد تمكن الدون من خطف الأضواء من الجميع في عام 2008 وانتزع لقب هداف البريميرليج، ودوري الأبطال لتبدأ رحلة التفاوض مع الريال، وهي أجواء تتطابق في كثير من تفاصيلها مع ما يعيشه صلاح في الوقت الراهن. كما أن صراع الكرة الذهبية بين النجمين وارتباطه بما سيحدث في موقعة كييف الليلة ليس أمراً وهمياً، بل هي الحقيقة التي أقرت بها «فرانس فوتبول» الفرنسية قبل أيام، وأشار إليها نجوم الكرة العالمية بصورة واضحة، صحيح أن الأمر يبدو أكثر مما يتوقع عشاق صلاح، ولكنه الواقع الذي تشكلت ملامحه في غضون عدة أشهر، وربما يكون ذلك سبباً لشعور البعض بالدهشة، وفي سياق اجتماعي بعيداً عن كرة القدم، يحرص رونالدو على الظهور مع ابنه في كثير من المناسبات، وهو ما يفعله صلاح مع ابنته، ويبدو كريستيانو جونيور، ومكة محمد صلاح وقد ارتسمت على وجهيهما اللذين يفيضان بالبراءة مشاعر الزهو والفخر والسعادة بإنجاز الأب. أما المفارقة المثيرة حقاً، فهي أن رونالدو أحرز 44 هدفاً الموسم الحالي في مختلف البطولات مع الريال، وسجل صلاح 44 هدفاً مع ليفربول في جميع المسابقات منذ انطلاقة الموسم أيضاً، وهي مصادفة تؤكد تعدد أوجه التشابه والتقارب بين النجمين، ويكفي أن الهدف 45 قد يكون هو الباب الكبير للحصول على الكرة الذهبية، والأهم من هذا المجد الشخصي أنه قد يصبح بوابة العبور للقب دوري الأبطال، سواء لليفربول أو الريال. 1/طريق الأمل الأمر لا يتعلق بطفل موهوب كروياً يتحلى بالمثابرة حتى يصل إلى القمة، بل إن للمعادلة وجهاً آخر يبدو أكبر كثيراً من كرة القدم، وهو قصة النجاح الملهمة للجميع في شتى المجالات، ويبدو التشابه كبيراً بين قصة كفاح رونالدو وطريق صلاح، فالأول جاء من ساو بيدرو الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 8 آلاف نسمة، وهي جزء من جزيرة ماديرا البرتغالية، ورحل الفتى الصغير إلى لشبونة قبل أن يكمل 12 عاماً، وهناك لم يتوقف عن البكاء لشعوره بالاغتراب. وفي المقابل، رحل صلاح من نجريج البالغ عدد سكانها 8 آلاف نسمة أيضاً، وهي تابعة لمركز مدينة بسيون القريبة من طنطا، واتجه الفتى الصغير إلى القاهرة، حيث الإقامة في نادي المقاولون العرب، بعد أن أعياه السفر يومياً من قريته إلى القاهرة، فعلها صلاح وهو في مقتبل العمر، ومن هنا يظهر وجه التشابه بين بدايات الدون وصلاح، حيث الانتماء إلى الطبقة المتوسطة، والنشأة في مجتمع هامشي مقارنة مع العاصمة، وكلاهما اخترق أضواء هذه العاصمة الكبيرة في سن صغيرة. 2/يد الخير وماذا بعد؟ نجح رونالدو في مسيرته الكروية بسرعة الصاروخ، حيث الانتقال سريعاً إلى عالم الاحتراف الخارجي، عبر بواية مان يونايتد، غادر صلاح المقاولون العرب إلى سويسرا منتقلاً إلى بازل، ومضت السنوات سريعاً، وحقق كل منهما مجداً كروياً كبيراً، وحصدا مالاً وفيراً، ولكنهما لم يترددا في دعم الأعمال الخيرية كل بطريقته، والأهم أنهما أصبحا من قصص النجاح الملهمة في البرتغال وفي مصر، كل بطريقته أيضاً، وفتحا أبواب الأمل أمام الجميع، سواء في كرة القدم أو خارج نطاقها، ويتشابه الدون وصلاح في مساندة الأعمال الخيرية بقوة. فقد تبرع رونالدو بالمال للمؤسسات الخيرية في مسقط رأسه جزيرة ماديرا، ولم يتردد في القيام بحملات إعلانية مجانية لدعم السياحة في الجزيرة التي شهدت مولده، كما ساهم في دعم الطفولة، واللاجئين، وسار صلاح على هذا الدرب، حيث التبرعات لأهل قريته ومدينته، سواء ما يتعلق بأعمال الخير في جانبها الاجتماعي، وكذلك التبرع بالمال للصناديق التي تدعم مصر اقتصادياً، ما رفع من شعبيته بصورة لافتة على المستويات كافة. 3/النداء الملكي في موسم 2007 - 2008 أبدع رونالدو مع مان يونايتد، وانتزع لقب هداف الدوري الإنجليزي برصيد 31 هدفاً، ليحصل على الحذاء الذهبي في أحد أفضل مواسمه على الإطلاق، وكان ختامه رائعاً بالحصول على الكرة الذهبية، بعد التتويج بدوري الأبطال مع الشياطين الحمر، ما جعل الريال يلاحقه، ويجعله الصفقة الأغلى في التاريخ في حينه، وأصر السير أليكس فيرجسون على الاحتفاظ برونالدو الموسم التالي، ولم يكن ممكناً منعه من الرحيل إلى النادي الملكي في موسم 2009 - 2010. وقد يتكرر هذا السيناريو بالطريقة ذاتها مع صلاح، فقد تألق وأبهر الجميع مع ليفربول، وانتزع لقبي الهداف وأفضل لاعب في البريميرليج، وها هو يصل إلى نهائي دوري الأبطال، كما أن الريال وفقاً لتقارير عالمية عدة يرغب في الحصول على خدماته، وقد يتمسك ليفربول بالإبقاء على صلاح لموسم آخر، ليصبح سيناريو تلبية النداء الملكي والانتقال للريال متشابهاً بصورة تامة بين رونالدو وصلاح، ويمكن القول إن الأخير تفوق على الدون بكسر رقمه التهديفي في الدوري الإنجليزي بفارق هدف. 4/الفخر أبي يحرص رونالدو وصلاح على جعل العائلة في صدارة المشهد، حينما يتعلق الأمر بأجواء احتفالية وتتويجات خاصة تبعث على الفخر، فقد ظهرت مكة ابنة محمد صلاح في الآنفيلد 13 مايو الماضي، لتحتفل معه بالفوز على برايتون في مباراة ختام الموسم والتتويج بالحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي، وخطفت ابنة صلاح الأضواء بشدة، فقد داعبت الكرة في مملكة الأب، ووسط تفاعل الآلاف من عشاق صلاح مع ابنته بمشاعر تفيض حباً من الجميع، وحرصت الصحافة العالمية وكذلك العربية، وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي على رصد المشهد باهتمام لافت. بدوره، يحرص رونالدو على جعل ابنه كريستيانو جونيور حاضراً بقوة في حياته العلنية، وخاصة في لحظات التتويج بالجوائز والبطولات، وكان المشهد الأكثر رسوخاً في ذاكرة الملايين حول العالم ظهور رونالدو الابن مع الأب في حفل التتويج بالكرة الذهبية أكثر من مرة، وعلى الرغم من صغر عمر مكة وكريستيانو جونيور، إلا أن ملامح السعادة كانت حاضرة على وجهيهما، ولسان حالهما يقول، «أبي هو الفخر يحقق أملي ويصنع مستقبلي». 5/منتخبا الدون وصلاح البرتغال ليس بها سوى رونالدو، هذه هي الكلمات التي يرددها الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم، حينما يتعلق الأمر بالحديث عن كأس العالم أو بطولة أمم أوروبا، حيث تسود فكرة راسخة عن أن المنتخب الملقب ببرازيل أوروبا يعتمد بصورة شبه كاملة على رونالدو، وهو الذي قاده للتأهل للمونديال بعد تسجيله 15 هدفاً في التصفيات، كما أنه الهداف التاريخي للمنتخب 81 هدفاً، يعول البرتغاليون على الدون لإحداث الفارق في المونديال على أمل تحقيق مفاجأة برتغالية مدوية. المصريون على الجانب الآخر، تتعلق آمالهم بصلاح من أجل تجاوز مرحلة المجموعات في المونديال، الذي ينطلق الشهر المقبل في روسيا، وكان صلاح قد نجح في قيادة الفراعنة للعودة من جديد إلى أجواء كأس العالم بعد انتظار دام 28 عاماً، وسجل صلاح 5 أهداف في مشوار التأهل يتصدر بها قائمة الهدافين في التصفيات الأفريقية على مستوى القارة السمراء، وعلى الرغم من أن صلاح يبلغ 25 عاماً، فقد سجل 33 هدفاً لمنتخب مصر، وشارك في 57 مباراة. 6/متحف وحضارة لم تعد كرة القدم مجرد لعبة، كما أن تأثيرها يتجاوز وصفها بأنها اقتصاد وصناعة، فالساحرة مؤثرة في المزاج العام على المستوى العالمي، ونجومها يقومون بدور ملهم، خاصة حينما يكون هذا النجم صاحب حضور عالمي لافت، حينها يصبح مصدراً لمشاعر الفخر، ويمكنه بذلك أن يلعب دوراً في تعزيز القيم الوطنية، وبعد أن أدركت الدول هذا الأمر كان التوجه سريعاً لجعل النجوم جزءاً من التاريخ والحضارة، فقد سارع المتحف البريطاني بوضع حذاء صلاح مع مجموعة الآثار الفرعونية، وهي مبادرة تحمل أعلى درجات تقدير الإنجليز للنجم المصري. على الجانب الآخر، قررت السلطات الحكومية في جزيرة ماديرا إطلاق إسم رونالدو على المطار، وهي لافتة تؤكد أن الدون ليس مجرد لاعب كرة قدم، كما أن متحف رونالدو في الجزيرة التي اكتسبت شهرتها من الابن الأسطوري يضم مقتنياته من أحذية وجوائز وكرات ذهبية، وكرات سجل بها عدداً كبيراً من الهاتريكات، وغيرها من المقتنيات التي تصبح في هذه الحالة إرثاً للأجيال القادمة، وجزءاً من حضارة وتاريخ الدولة. 7/المال والقيمة القيمة المالية لرونالدو وفقاً لمؤشرات موقع «ترانسفير ماركت»، المتخصص في هذا الجانب تبلغ 110 ملايين يورو، وهو رقم مذهل قياساً ببلوغه 33 عاماً، وقد تطورت قيمته السوقية على مدار مسيرته بما يتناسب مع ما يقدمه، فقد كانت البداية الحقيقية في اليونايتد بـ 16 مليوناً، ثم مرحلة ما قبل الريال بـ55 مليون يورو، وصولاً إلى تجاوزه حاجز الـ 100 مليون يورو، وليس للأمر علاقة بالأرقام المذكورة في صفقات تنقله بين الأندية. النجم المصري محمد صلاح يسير في طريق يتشابه مع رونالدو، فقد كانت بدايته متواضعه، ولم تتجاوز 25 ألف يورو، ثم مليون يورو قبل رحيله عن فريق المقاولون العرب، وفي أوروبا واصل رحلة الصعود وصولاً إلى 17 مليوناً في تشيلسي، وتجاوز الـ 30 مع روما، وهو الآن يقترب من 80 مليون يورو، وسط تقارير تتحدث عن أن ليفربول قد يوافق على رحيله إلى الريال مقابل ما يقرب من 200 مليون يورو، ليسجل رقماً تاريخياً على طريقة الدون حينما انتقل للريال. 8/الشهرة والمكانة وفقاً لتقرير رسمي لشبكة «إي إس بي إن» العالمية، فإن رونالدو هو الرياضي الأشهر والأكثر تأثيراً في العالم، ويتم احتساب ذلك وفقاً لمقاييس محددة أهمها عدد المتابعين عبر السوشيال ميديا، والنشاط الإعلاني، ومؤشرات البحث عن إسم النجم عبر محركات البحث، ولدى رونالدو أكثر من 120 مليون متابع بمواقع التواصل الإجتماعي، ولدى رونالدو كاريزما خاصة تتجاوز توهجه الكروي، مما يجعله نجماً إعلانياً وإعلامياً يستحق صدارة مشهد الشهرة، ليس في كرة القدم فحسب بل في عالم الرياضة بأسره. ويسير صلاح على خطى الدون، فقد حدثت زيادة لم يسبق لها مثيل في عدد المتابعين له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أصبح وجهاً إعلانياً معتاداً على المستوى العربي على الأقل، وترسخت مكانته وشعبيته عربياً وعالمياً في الشهور الأخيرة بصورة لافتة، فضلاً عن تأليف جماهير ليفربول بعض الأغاني والألحان التي تخص نجمهم الأول، وهي ظاهرة لا تحدث إلا لعدد قليل من اللاعبين، وفي حال واصل النجم العربي رحلة التألق في المستطيل الأخضر، فسوف تتعزز شهرته أكثر خارجه. 9/ 44 هدفاً خاض رونالدو 43 مباراة مع الريال الموسم الحالي، فيما ظهر صلاح مع ليفربول في 51 مواجهة، والمفارقة أن هذا العدد الكبير من المباريات التي خاضها كل منهما أسفر في نهاية المطاف عن تسجيل رونالدو 44 هدفاً، وهو نفس رصيد صلاح من الأهداف، وهي مصادفة مثيرة، ليس في تطابق عدد الأهداف فحسب، بل فيما يخص النهائي القاري الذي يقام الليلة في كييف بين الريال والريدز، فقد يكون الهدف 45 لأي منهما حاسماً في تحديد وجهة اللقب الكبير، سواء بحصول الريال على البطولة للمرة الـ13، أو معانقة ليفربول لها للمرة السادسة. وفي الوقت الذي يتفوق الدون تهديفياً على صلاح، بل على الجميع في النسخة الحالية لدوري الأبطال برصيد 15 هدفاً، مقابل 11 هدفاً للنجم المصري، فإن الأخير صنع توهجه الموسم الحالي في البريميرليج، فقد سجل 32 هدفاً وتوج بالحذاء الذهبي، فيما اكتفى الدون بتسجيل 26 هدفاً في الليجا، تاركاً عرش الهدافين لغريمه الأزلي ليونيل ميسي، ويتواصل الصراع بين البرتغالي والمصري في النهائي القاري. 10/كرة ذهبية نعم مهرها الأغلى هو لقب دوري الأبطال، وعدوها الأول اسمه ليونيل أندريس ميسي، فقد أشارت تقارير عالمية، على رأسها ما رصدته «فرانس فوتبول» الفرنسية، إلى أن الموسم المنتهي شهد تقارباً كبيراً بين رونالدو وميسي وصلاح، وهو الثلاثي الأقرب للصعود إلى منصة التتويج بالكرة الذهبية، فقد أنهى ليو الموسم وفي رصيده 45 هدفاً، فيما يملك رونالدو وصلاح 44 هدفاً، ولديهما الفرصة لرفع الرصيد في موقعة الليلة، وبعيداً عن الأرقام التهديفية، فقد شارك الثلاثي بصورة مؤثرة في مسيرة وانتصارات الريال والبارسا وليفربول. وحصول رونالدو أو صلاح على دوري الأبطال سيرجح كفة أي منهما في سباق الكرة الذهبية، وفقاً لتأكيدات تقارير الصحافة العالمية، ورؤية نجوم ومشاهير الساحرة، وقد يتحول حلم المصري والبرتغالي إلى سراب في حالة واحدة، وهي تتويج ميسي مع منتخب الأرجنتين بكأس العالم في روسيا، وفي هذه الحالة لن يكون هناك أدنى شك في حصول ليو على لقب أفضل لاعب في العالم، خاصة أنه فاز بالدوري الإسباني وكأس الملك. رونالدو: نحن بانتظار اللحظة التاريخية أكد البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم نادي ريال مدريد الإسباني، أن فريقه لا يفكر كثيراً في إنجاز حصد لقب بطولة دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، إذا ما فاز على ليفربول الإنجليزي في نهائي اليوم. وطالب رونالدو زملاءه بإظهار خبراتهم من أجل الفوز بهذه المباراة: وقال: ليس علينا أن نلقي بالاً للتاريخ الذي يمكننا أن نصنع، ولذلك علينا أن نتحلى بالتركيز وإظهار خبراتنا. وأضاف اللاعب البرتغالي قائلاً: ستكون لحظة تاريخية، نشعر برغبة كبيرة، لا نفكر كثيراً فيما يمكن أن نصنعه إذا ما حصدنا اللقب للمرة الثالثة على التوالي، وهذا أفضل لأننا نصب تركيزنا في المباراة. وتابع: أشعر أنني بحالة جيدة، وأن زملائي أيضا يتمتعون بحالة جيدة، إذا ما حققنا الفوز، فسنصنع التاريخ، يروق لي اللعب في هذه البطولة، إنها مباريات جيدة دائماً، من أجل أن تفوز بهذه البطولة عليك أن تفوز على الفرق الأفضل في العالم. وشدد رونالدو على أهمية التحلي بالدوافع الإيجابية، وقال: يجب أن تتحلى بالدوافع دائماً، لا يمكنك أن تركن للراحة في هذا النادي أو في هذه البطولة. ورفض رونالدو محاولات وضعه في صورة البطل الأوحد لريال مدريد، حيث قال: أرغب في أن أكون بحالة جيدة اليوم، وأن ألعب جيداً، وأن أسجل أهدافاً، إذا كان هذا ممكناً ولكن الأهم هو الفوز، لا تهم هوية من يقوم بتسجيل الأهداف، الأهم هو صناعة التاريخ. صلاح: ليفربول أهم من أمجادي الشخصية لم يذهب النجم البرازيلي رونالدو الملقب بالظاهرة بعيداً في وصفه للمصري محمد صلاح، حينما قال إنه قريب الشبه من ميسي على المستويين الكروي والشخصي، فالتواضع صفة مشتركة بينهما، فضلاً عن تقديم مصلحة الفريق على المجد الشخصي، ومنذ ظهور ميسي على الساحة الكروية مع البارسا، وهو يكرر نفس التصريح، حيث يقول إن الفوز وتحقيق بطولة للبارسا أكثر أهمية من مجده الشخصي وأرقامه القياسية. صلاح يسير على خطى ليو في هذا الجانب، فقد نقلت الصحف اللندنية عنه قوله:«لا أفكر كثيراً في الجوائز والألقاب الفردية، نعم هي من أسرار سعادتي وشعوري بالفخر، لأنني بذلك جهداً كبيراً طوال مسيرتي لكي أصل إلى هذه النقطة، ولكن هذه الجوائز لا تعني الكثير مقارنة بطموح الحصول على بطولة كبيرة مع ليفربول، ونحن الآن نقف على أعتاب فرصة تاريخية بخوض النهائي أمام ريال مدريد». وتابع صلاح: «الحصول على دوري الأبطال مع ليفربول أكثر أهمية من أي ألقاب أو جوائز فردية، إنه نهائي دوري الأبطال، وأنا أشارك فيه للمرة الأولى في مسيرتي الكروية، لدي درجة عالية من التركيز، ما قاله رونالدو من أننا لدينا طرق لعب مختلفة هو أمر صحيح، فأنا ألعب بقدمي اليسرى، وهو بقدمه اليمنى، على أي حال نحن في قمة التركيز لتحقيق الفوز كل لمصلحة فريقه، كل ما يمكنني التعهد به هو أن أقدم أفضل ما لدي لكي نفوز باللقب». وعلى الرغم من كل ما يقال عن المقارنة بين صلاح من جانب وميسي ورونالدو من جانب آخر، وقدرته على إنهاء سيطرتهما على الكرة الذهببة، إلا أن النجم المصري يتحلى بالتواضع أمام هذا الإطراء الذي أغدقه عليه مارادونا وبيليه والصحف العالمية، حيث قال:«ميسي ورونالدو لاعبان كبيران، نجحا في البقاء على القمة لسنوات عدة، وهذا هو السر الأكبر في المكانة التي يتمتعان بها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©