الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخطوة خطوة تجتذب أطفالاً إلى الصيام

الخطوة خطوة تجتذب أطفالاً إلى الصيام
25 سبتمبر 2008 23:06
لم تجد موزة الشحي أفضل من المكافآت المادية لتعويد صغارها على الصيام· وبحسبها فإن سياسة التدرج والارتقاء على منهجية ''الخطوة خطوة'' هي الأسلوب الأسهل لدمج الأطفال في منظومة الكبار، وحثهم على الصلاة والصيام، والولوج في عالم الروحانيات· وعلى الرغم من تنوع الأساليب والطرق في الوطن العربي التي تحث الصغار على البدء في الصيام وترغبهم في الانضمام لباقي أفراد العائلة في أداء فريضة الصوم التي تمر مرة في العام· بيد أن الجميع يتفق على التدرج حيث يتبع الأهالي عادة جعل الطفل يبدأ بصوم جزء يسير من النهار في اليوم الأول على أن تزداد الفترة تدريجيا لينتهي به الأمر صائما النهار كله في جو احتفالي بهيج عند الإفطار يأسر الطفل ويجعله ينخرط في أداء الفرائض بكل محبة واقتناع· وتقول العراقية عذوب الجبوري وهي أم لطفلين:''في بغداد يطلق على صوم الأطفال صوم الغزالة، إذ نباشر بتدريب الطفل على الصوم في سن السادسة منتهجين أسلوب التدريج من بداية وحتى نهاية الشهر الكريم، ولا نجبر الصغار على الصوم، متغاضين عن أي هفوة يقومون بها، وحين يؤذن الظهر ينتهي صيامهم حيث نعلمهم أن الغزالة جاءت لتطعمهم''· و تضيف الجبوري أن اخبارهم للغزالة جاء كونه من الحيوانات الجميلة والمفضلة لدى الأطفال، لافتة إلى أن والدتها، رحمها الله، اتبعتها معها لتعليمها الصيام· وتبين ''لقد بدأت أدرب صغيري عدي على الصيام في رمضان الحالي أما ولدي سيف فقد دأب على الصيام منذ كان في السادسة، واستمر عليه حتى اليوم وهو الآن في الرابعة عشرة من عمره''· أما في سوريا فتسمى طريقة تدريب الأطفال على الصيام ''درجات المئذنة'' حيث يبدأ الطفل الصوم في سن الخامسة ضمن إطار تدريجي، وفقا لرولا جابر، ففي اليوم الأول يصوم حتى أذان الظهر ويستمر على هذا المعدل حتى نهاية الأسبوع الثاني، ومن ثم تبدأ مرحلة جديدة وهي الصوم حتى أذان العصر، ويستمر على هذا الحال حتى أسبوعين وفي الأسبوع الأخير يبدأ التدريب على صوم يوم كامل· وتبين جابر أنه ''حين يتمكن الصغير من صيام يوم كامل يقام له حفل على الإفطار حيث يتم شراء أنواع مختلفة من الحلويات المفضلة لديه، ويزوره أقاربه ويقدمونها له''· وفي السودان يبدأ الطفل بالتعود على الصيام في سن السابعة تدريجيا حتى يتمكن من صوم اليوم كاملا في سن العاشرة، وتقول أميره الأمين (طبيبة)، أم لطفلتين، إن أفضل طريقة لتعويد الطفل على الصيام هي جعله يصوم جزء من النهار، وتشجيعه على الاستمرار، وحين يشعر بالعطش والجزع الشديدين نسمح له بالإفطار حتى يصل لمرحلة يتمكن من خلالها الصيام بصورة كاملة· وفي تونس لا تختلف الطريقة كثيرا، وتقول رقية محمد :''نجعل الصغير ممن هو في سن السابعة يصوم في اليوم الأول حتى منتصف النهار ومن ثم يتناول إفطاره مبتهجا بما أنجزه· وفي اليوم الثاني نجعله يبدأ صيامه في منتصف النهار وحتى الغروب ليتناول طعام الإفطار مع العائلة، وهكذا يكون الطفل قد صام يوما كاملا بعد أن تم ربط اليومين ببعضها البعض''· وعن آلية تدريب الأطفال على الصيام في المغرب، توضح رشيدة بوزاويد أن الصغار يبدأون بممارسة الصوم في السادسة من عمرهم في ليلة القدر إيذانا بعهد جديد من الالتزام بالفرائض· وزادت :''تشهد المدن المغربية في ليلة القدر احتفالات وابتهالات في الأسواق والميادين والمساجد حيث يتجمع الأهالي برفقة أطفالهم وهم يرتدون الزي المغربي التقليدي· وخلال هذا اليوم تحرص الأسرة المغربية على أن يكون أول ما تتذوقه الطفلة التي تصوم لأول مرة سبع تمرات وكوبا من الحليب· وبعد الإفطار ترتدي الطفلة المغربية الزي التقليدي وتضع الزينة والإكسسوارات· ثم يوضع لها الحناء، ويتجمع حولها أفراد الأسرة بعد إعداد لأطباق المغربية التقليدية الشهيرة في رمضان · وتشير بوزاويد إلى أن ''للطفل المغربي نصيب من هذه التوليفة الجميلة عند الاحتفال به في أول صيام له، فعندما يصل إلى السن التي تؤهله إلى خوض تجربة الصوم وتذوق فرحة رمضان فإن أسرته تقوم بإهدائه الزي المغربي الكامل كما تحرص على تشجيعه ووصفه بالشجاع
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©