الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدين النصيحة

25 سبتمبر 2008 23:08
قال النبى صلى الله عليه وسلم: ''الدين النصيحة''· قال لمن؟ قال ''لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم''· رواه أبو رقية تميم بن أوس الداري ـ رضي الله تعالى عنه ـ وأخرجه مسلم· تطرق هذا الحديث إلى مجموعة قيمة من اللآلئ النبوية الشريفة، يشرحها الدكتور عبد الباسط أحمد على حمودة في كتابه ''الإعجاز في البيان النبوي''، موضحاً أن السنة المباركة طالبت بضرورة أن يأخذ الفرد المسلم بالنصيحة وأن يطلبها سواء من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو من أئمة المسلمين وعامتهم· وقد كان الصحابة ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ لا يقدمون على شيء إلا بعد أن يطلبوا النصيحة من الرسول صلى الله عليه وسلم· وأيضًا كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يشاورهم ويأخذ برأيهم· وأضاف الدكتور عبد الباسط حمودة أن الغالبية العظمى من المسلمين في هذا العصر يتصرفون من منطلق آرائهم الخاصة ودون اللجوء إلى طلب النصيحة، فى أمور خطيرة، فحتى رب الأسرة لم يعد يأخذ برأى أفراد أسرته، سواء كانت الزوجة أو الأبناء وربما في أمور متعلقة بمستقبلهم، وقد يترتب على ذلك عواقب وخيمة، ربما لا يتحمل تبعاتها الشخص الذي لم يلجأ لطلب النصيحة بقدر ما تتأثر به أفراد أسرته· والسنة المحمدية لم تترك هذا الأمر دون علاج، بل حثت المسلمين على طلب النصيحة، وأوضحت الجهات التي تأخذ منها النصيحة الصحيحة· ويرى الدكتور عبد الباسط أنه من خلال القراءة الجيدة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتشف أن الإسلام دين يسعى إلى الفضيلة والكمال الإنسانى، والإنسان لا يمكن أن يصل إلى المثل العليا وحده، فهو كائن حي في المجتمع يؤثر ويتأثر: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا)· وقد ينسى الإنسان في موكب الحياة وغرورها حق الله وحق الآخرين إن لم يجد من يذكره (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)· ويضيف أن خير الناس من إذا تذكر ونصح قبل وتاب إلى رشده (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيرًا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا)· ولكى يقام العدل في المجتمعات لابد من اشتراك طوائف الأمة خاصتها وعامتها حتى يقوموا بالقسط لله رب العالمين، فيسعدون ويسعدون· وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ''إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم''· فتلك دعوة للأمة أن تتعاون من أجل تحقيق صلاحها وفلاحها فى الدنيا والآخرة· ويصف الشيخ طه عبد الله العفيفى فى كتابه ''من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم'' أهمية النصيحة فيقول: إنه نظراً لأهمية النصيحة فقد ربطها المصطفى صلى الله عليه وسلم بالدين الذى شرعه الله لعباده، فقال الصادق الأمين، عليه أفضل الصلاة والسلام ''الدين النصيحة'' والمراد النصح في العقيدة وفي القول والفعل، وهى تعني الإصلاح والبعد عن الغش والتدليس حتى تتحقق مصلحة الأمة· وعرف النصيحة بأنها إخلاص الرأي من الغش للمنصوح وإيثار مصلحته وبذل المودة والاجتهاد في المشورة، أو هى تحري الإخلاص قولاً وفعلاً واعتقاداً وبذل الجهد لمصلحة المنصوح سرًا وجهرًا· وقد أوضح المصطفى صلى الله عليه وسلم ''لمن'' تكون النصيحة التي هي الدين· فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''لله'' ولا يقبل أن يتجه الإنسان بنصحه لله تعالى، ولكن المقصود الإخلاص في العقيدة بوحدانيته ووصفه بما هو واجب في حقه تعالى من صفات واجب الوجود، مع قيام العبد بالطاعة واجتناب المعصية والإقبال على ربه والابتعاد عما سواه· وبعد ذلك تكون النصيحة ''لكتابه'' أي القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه وتعظيم حرمته وتدبر حكمته·· ثم ''لرسوله'' بتصديق رسالته والعمل بها والإخلاص لدعوته والجهاد فى سبيلها· محمد اسماعيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©