الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيوضات ليلة القدر في انتظار الفائزين

25 سبتمبر 2008 23:10
اختص الله عز وجل ليلة القدر بفيوضات إيمانية عظيمة يفوز بها كل من أحياها بالعبادة والتلاوة والتدبر، إخلاصاً لله وعز وجل، ويعتبر ذلك من أهم فضائل القرآن الكريم على أهله من قرائه وحفّاظه ومتدبري آياته· ويصف الشيخ منصور الرفاعي عبيد، وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق ''ليلة القدر'' بأنها ليلة عظيمة الشأن رفيعة القدر، لها منزلة عند الله، فقد أخبرنا القرآن الكريم أنها خير من ألف شهر· ويقول: إن ليلة القدر فازت بنزول القرآن فيها، فأصبح لها قدر وقيمة· قال تعالى في سورة البقرة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)· ويضيف أن ليلة القدر غير محددة، وغير محدودة المعالم، وهي في شهر رمضان كله من أول ليلة إلى آخر ليلة· وقد خبّأها الله في ليالي الشهر كله حتى لا يحتشد الظالمون والمجرمون في ليلة القدر، فيدعون ربهم فيغفر لهم، فيتساوى بهذا المسيء مع المطيع· وهذه المساواة في ميزان العدالة لا تجوز، ولذلك خبّأ الله تعالى الليلة في الشهر كله، ليجتهد الناس في الطاعة في الشهر كله· ويشير إلى أن هذا النهج نجده في جوانب اخرى، ومنها أن لله تعالى أسماء حسنى، له تسع وتسعون اسماً، فيها اسم الله الأعظم، فمن عرفه عرف الفضل كله، والخير كله، قال تعالى في سورة الأعراف: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الحسنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)· وقد خبّأ الله الاسم الأعظم في أسمائه الحسنى ليقوم الناس بدعائه بالأسماء كلها· وكذلك في الصلوات يأمرنا الله تعالى بالحفاظ على الصلوات والصلاة الوسطى· فما هي الصلاة الوسطى؟·· العلماء اختلفوا، فقال بعضهم هي: الظهر، وآخرون قالوا: العصر، وآخرون قالوا: المغرب· وهكذا· الأمر نفسه تكرر في يوم الجمعة، حيث اختصه الله تعالى بساعة يجاب فيها الدعاء، فيوم الجمعة سيد أيام الأسبوع، ورمضان سيد الشهور، وليلة القدر سيدة الليالي، وقد خبّأ الله ساعة الإجابة يوم الجمعة، ليجعلها منذ شروق الشمس حتى غروب الشمس· ويلفت الشيخ منصور إلى أن ليلة القدر ليست طاقة نور، كما يعتقد البعض، وإنما هي لحظة من لحظات الإيمان التي يجود فيها الله على عباده بالخير كله· وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ماذا تقول لو صادفت ليلة القدر؟ فعلّمها الرسول أن تدعو الله بقولها: ''اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني''· وينصح الشيخ منصور المسلم في هذه الليلة بأن يدعو الله تعالى بما شاء من خير لنفسه والمسلمين جميعاً، ولوطنه الذي يعيش فيه، وإخوانه المسلمين حتى يرفع عنهم الظلم· ويشدد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، على أن لقيام ليلة القدر فضلاً عظيماً على أهل القرآن، فقد جعلها الله عز وجل خيراً من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر· وفي هذا دلالة عظيمة على أن العبادة في هذه الليلة أعظم شأناً وأثراً، وأكثر فضلاً على المؤمن من غيرها· وقد روى أبوهريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ''من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه''· ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم أن ليلة القدر ليست كما يزعم البعض ـ كوكباً مضيئاً ـ أو جائزة مالية يتلقفها صاحب الحظ، فإنما هي ليلة مباركة ذات مكانة جليلة، وينبغي على المسلم إحياؤها بسائر أنواع العبادات· ويقول: لا شك في أن ليلة القدر هي ليلة قبول الدعاء وهي أيضاً ليلة تتنزل فيها ملائكة الله سبحانه وتعالى، وتغشى رحمته العباد، ويتقبل الله عز وجلّ دعاء من يدعوه مخلصاً له، وصادقاً في الإقبال على الله تعالى صلاة وتلاوة للقرآن وذكراً ودعاء واستغفاراً· وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كوكبة من الملائكة، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى''· ويشير الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أن ليلة القدر التي اختارها الله عز وجل لنزول القرآن الكريم، إنما هي نفحة من نفحات الله سبحانه وتعالى التي ينفع بها عباده المؤمنين··''إن لربكم في أيام دهركم نفحات·· ألا فتعرضوا لها''· ويجزم الدكتور هاشم بأن التعرض للنفحات يكون بالتوبة الصادقة، والرجوع إلى الله عز وجل وكثرة الذكر والدعاء، والإخلاص في العبادة، وحسن المعاملة مع الناس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©