غرر الخيل

النجدي 1 ثم نظرت النجدي، فعظم لأجله بالخيل وجدي، وصغرت في عيني عنده (ذئبة) وهي فرس حاجز الأزدي، وإذا هو أسد أغلب، لا تذكر عنده (صهي)، وهي فرس النمر بن تولب، هو في الجياد رب المجد· ما قيل له (النجدي) إلا لكثرة صعوده في النجد، والنجد عنده كالغور أنى سلك، يرفع رأسه في الجو كأنه مربوط إلى الفلك، قوي صلدم، ليث هصور إذا أقدم، ملآن من الصلف، يهيم به ذو الكلف، نجيب عتد، هو للأرض من جملة الجبال وتد، صلتان يقظ الجوارح، بطاش يخافه الصيد والجوارح، فرس قبوص، قوي العظم والفصوص، جواد أقب، يعوذ من غاسق إذا وقب، كل قائمة له كالدعامة، إذا جرى فكالنعامي من النسيم أو كالنعامة، سابق ليست النسيم من كفاته، جميل تمنى الغيد بعض صفاته، كما قال من دأب في الأدب ومرس، العلامة عبدالله بن الإمام شرف الدين رضي الله عنهما في فرس· وشوها تمنى الغيد بعض صفاتها على أن بعض الحسن مما يشينها تسابق عينيها يداها فلم تكن تطا دون أقصى ما تراه عيونها ذو أديم مصقول، وحسن تقصر عن تفهمه العقول، واسع البة والنحر، يسبح في السراب فكأنه المركب في البحر، يود أن يكون نعلاً لحافوره الهلال، وتتمنى الضفائر المجدولة على سوالف الغادات بأنها له شكال، إذا بدا أغريت به العيون، وإن غاب في شوطه لم تعلق بمتنه الظنون، يوصف فتولع به الآذان، وينعت فتهيم به الأذهان، أخف من الأسود الواثبة، صلب الحافر صقيل الكاثبة، إن جرى فبعيد المدى، وإن بارز في المعركة فسم العدا، وإن قارب المنابذ فما قاربه إلا الردى، يفرق للخصم كتائب، فإن لم يكن تائباً عنده فهو كتائب، يرهبه الجماد؛ لأن تحته جمر البطش يضطرم ولذا بدا لونه في شكل الرماد، إذا صفا أديمه الذي يضرب سواده إلى الغبرة أو رق، قطع الرائي له مع إقدامه على غنم العداء أنه ذئب أورق، من رآه قال: (يا حبذا جبل الريان من جبل)، ومن واجهه يوم الصدام من الأعدا دهش لمنظره الهائل واختبل، يقع الصيد من حفر حافوره في هوة؛ لأن له قوة لا يمكن دفعها فليس فيه عند علماء النجوم (دفع القوة)