الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبناء الوطن عيون ساهرة على حركة الطيران في سماء الإمارات

أبناء الوطن عيون ساهرة على حركة الطيران في سماء الإمارات
31 يناير 2009 00:28
في مهنة خاصة لا تحتمل الأخطاء، ومهمات يومية مصيرية لمراقبة سماء الوطن من أرضه داخل غرف مغلقة محاطة بأعلى درجات الخصوصية، يوصل 30 شاباً إماراتياً الليل بالنهار لتوجيه حركة الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة لأجواء الدولة في مركز المراقبة الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني· نوف العفيفي، ابنة الإمارات التي اقتحمت العمل في مجال الطيران، وزملاؤها طلال الحمادي وأحمد الجلاف وعشرات آخرون عيون ساهرة على أجواء الدولة، يراقبون حركة الطيران، وأحوال الطقس· يعيشون حالة خاصة جدا، وعيونهم على السماء عبر أجهزة حديثة، ويديرون حواراً في غاية الأهمية مع أطقم الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة لأجواء دولة الإمارات، شعارهم الدقة، وغرف عملياتهم سرية لا يدخلها أي أحد، وتقتصر على فريق العمل ضمن المراقبين، والأفراد ذوي الصلة· فريق العمل من شباب الوطن يعملون ضمن فريق من المراقبين يضم جنسيات عديدة، مهامهم الرئيسية المراقبة الجوية والتواصل مع أطقم الطائرات العابرة لأجواء الدولة، والمغادرة والقادمة من وإلى مطارات الإمارات الستة، ما دامت تحلق فوق 15 ألف قدم مربعة، ويتدخلون عند الحاجة تحت هذا المعدل· معلوماتهم لابد أن تكون دقيقة لتوجيه الطائرة إلى الوجهة الصحيحة في الزمان والمكان المناسبين، دون استخدام أي ترجيح، وعلى المراقب أن يتخذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، بأقصى سرعة، فالقرار مصيري في مجال المراقبة الجوية، ولا يحتمل التأويل، ومن هنا تأتي الدقة في الاختيار لمن يعمل في هذا المجال، وإخضاعهم لتدريب وتأهيل شامل· يتعامل هؤلاء يومياً مع نحو 1500 رحلة جوية، الأمر الذي يتطلب قدرات عالية على المتابعة، كما يتلقى المركز أكثر من أربعة آلاف رسالة من الطائرات التي ستعبر أجواء الدولة، أو تلك التي ستهبط في أحد مطاراتها· حسن كرم مدير خدمات الملاحة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني يوضح أن المراقبة الجوية تمثل العمود الفقري للملاحة الجوية، وتقع على عاتق فريق العمل في هذا القطاع مسؤولية توجيه الطائرات في المسارات الصحيحة، والتواصل مع أطقم الطائرات، وتصبح مهامهم أصعب في حالات الطوارئ· ويشير إلى أن العمل في مركز المراقبة يحتاج إلى كفاءات وقدرات معينة، لابد من توفرها في الأشخاص العاملين في هذا المجال· ويفيد كرم بأن المراقب الجوي يخضع لشروط ودراسات وعمليات تأهيل قريبة من تلك التي تتم مع الطيارين، علاوة على الشروط عند الالتحاق، بينها حصوله على الثانوية العامة الفرع العلمي بمجموع لا يقل عن 70%، وإجادة اللغة الإنجليزية، كما يخضع المتقدم للعمل في المراقبة الجوية لامتحانات تقدير كفاءة وقدرات· الأرقام تؤكد أن قطاع المراقبة الجوية أضحى واحداً من القطاعات التي تستقطب شباب الوطن للعمل فيه، بل تطور الأمر لأن أصبح عدد من المواطنين مدربين للجيل الجديد من العاملين في المراقبة الجوية، بينهم خالد علي الجابري، واحمد الصابري ومعتصم الثويني· والاهتمام بتدريب الكوادر الموطنة يتجسد في ابتعاث مالا يقل عن 8 مواطنين سنويا إلى ''نيوزيلندا'' للدراسة على نفقة الهيئة، ليصبحوا مراقبين فيما بعد، إضافة إلى خطة للتدريب داخل الدولة ضمن خطة توطين شاملة لقطاع المراقبة الجوية وفقا لما يقوله حسن كرم، وذلك مع بدء العمل في مركز زايد للملاحة الجوية في أبوظبي· ويوضح أن التوطين سياسة عامة، لا رجعة عنها، لتأهيل كوادر مواطنة في مجال حيوي مثل الطيران، مشيرا إلى أن عدد المراقبين بالمركز سيصل بنهاية العام 2009 إلى 61 مراقباً أغلبيتهم من أبناء الوطن، كما ان هناك برنامجا مستمرا لتأهيل وتدريب عدد من المواطنين للعمل في المركز· منذ عشر سنوات وتحديداً من عام 1998 بدأ برنامج لتأهيل المواطنين للعمل في المراقبة الجوية، وكان حينها كرم، الذي يدير المركز، ضمن أول دفعة· أدركت الهيئة العامة للطيران المدني مبكراً أهمية الحفاظ على هذه الكوادر، وتوفير الإمكانيات لها لتبقى على رأس عملها في الهيئة، خاصة مع ندرتها، وفي بداية العام تم اعتماد كادر جديد لها، ولم يكن العجز في ميزانية هذا العام حائلا دون زيادة رواتبهم وتوفير مميزات لهم، وفقاً لما يقوله كرم· قائمة عيون الوطن على سماء الطيران طويلة وتضم أسماء بينهم عمر العبدولي، ويوسف العوضي، ومحمد البلوشي، وعبدالله الهاشمي، وعبدالله الكعبي، وفيصل الخاجة، وصقر المراشدة، وحميد الشامسي، وهشام مؤيد الطنيجي، محمد الزعابي، ومحمد سيف العامري، وسليمان العلي· وتمتد القائمة إلى اسماء جديدة تزيد يوما بعد يوم بينهم محمد حسين، وراشد وحميد وعلي المنصوري، وناصر الشحي، وأحمد ياماهي وأحمد الشحي وأحمد علي، وعدد من الدارسين حاليا بينهم خالد الحسيني، وأحمد وجاسم المنصوري، وأحمد صالح الشحي· ويبقى الملفت للنظر أن يستقطب العمل في المراقبة الجوية بنات الوطن، فبعد التحاق ابنة الإمارات الكابتن عائشة الهاملي بالعمل في مجال الطيران، لتصبح أول قائدة طائرة، تدخل إلى عالم الطيران نوف العفيفي لتضع بصمة جديدة لبنات الوطن في عالم الطيران، واختارت مجال العمل في المراقبة الجوية، واقتحمت المجال لتصبح حاليا مساعد مراقب جوي، في خطوة أولى نحو صياغة جديدة كليا لنوعية العمل الذي تختاره مواطنات دولة الإمارات، وحتما لن تكون عائشة ونوف إلا مجرد البداية في عالم الطيران، وعيون الوطن من أبنائه على سماواته المفتوحة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©