الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحت المعاني من القلب

25 سبتمبر 2008 23:12
وفد الشاعر أبو تمام الطائي على الأمير أحمد بن المعتصم في حياة أبيه المعتصم وكان الأمير في مجلسه وضمن المجلس يعقوب بن إسحق الكندي وأنشد أبو تمام قصيدة عصماء مطلعها: ما في وقوفك ساعة من باس تقضي رسوم الأربع الأدراس ومضى فيها مادحاً للأمير حتى قال له: إقدام عمرو في سماحة حاتمٍ في حلم أحنف في ذكاء إياس فقاطعه يعقوب الكندي قائلاً: ما زدت أن شبهت الأمير بصعاليك العرب! ومن هؤلاء الذين ذكرت وما قدرهم؟ فأطرق أبو تمام قليلاً ثم قال: لا تنكروا ضربي له من دونه مثلاً شرودا في الندى والباس فالله قد ضرب الأقل لنوره مثلاً من المشكاة والنبراس فلما نظروا في الرقعة التي يقرأ منها لم يجدوا هذين البيتين! فأعجب القوم به وأجزل له أحمد بن المعتصم الجائزة وقال يعقوب بعد انصراف أبي تمام إنه لن يعيش طويلاً لأنه ينحت المعاني من قلبه· أميران روي أن الوليد بن عبدالملك اختلف مع أخيه مسلمة بن عبدالملك، وكان مسلمة أديباً ذا فراسة في الأدب والشعر، وكان الخلاف بينهما يدور حول أيهما أحسن وصفا لليل أهو امرؤ القيس وهذا ما يذهب إليه مسلمة، أم هو النابغة الذبياني وهذا ما يذهب إليه الوليد فاحتكما إلى القاضي عامر الشعبي فقال أسمعاني: فأنشد الوليد للنابغة يقول: كليني لهم يا أميمة ناصب وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب تطاول حتى قلت ليس بمنقض وليس الذي يرعى النجوم بآيب وصدر أزاح الليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب ثم أنشد مسلمة من قول امرئ القيس: وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطّى بجوزه وأرف أعجازاً وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل فيالك من ليلٍ كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل فأظهر الوليد طرباً شديداً لقول امرئ القيس، فهتف الشعبي: بانت القضية!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©