البيت العائم .. قصر متنقل فوق سطح البحر

في معرض الإمارات للقوارب واليخوت الذي ينظم في أبوظبي، بيت عائم يشبه القصر المبني، مصمم ومصنوع محلياً عن طريق شركة “أمواج الإمارات” ووصفه العديد من الزوّار بأنه اللؤلؤة والعلامة الفارقة من بين كافة اليخوت والقوارب الوثيرة المعروضة بما فيها تلك التي يزيد ثمن الواحد منها على عشرة ملايين دولار. ويعود فضل ابتداع فكرة البيت العائم إلى عثمان الفلاحي، صاحب ومدير شركة أمواج الإمارات، الذي قال في حديث للاتحاد إن الغالبية العظمى من زوّار معرض أبوظبي كانوا حريصين على رؤية اليخت، والاطلاع على تفاصيل هندسته الداخلية. وأشار الفلاحي إلى أن الكثير من الزوّار الأجانب، بمن فيهم خبراء بناء اليخوت والقوارب، حرصوا أيضاً على التجوّل فيه وأخذ فكرة عن جدوى بناء القصور العائمة، وبدا بوضوح أنها فكرة غريبة عنهم. الحياة بعيداً عن الجغرافيا المكانية وفي هذا البيت، يمكن للإنسان أن يتمتع بالحرية الكاملة في اختيار المكان الذي يفضل العيش فيه. وإن ملّ منه، يمكنه الانتقال إلى مكان آخر. والبيت العائم .. طوق نجاة من صخب الحياة الحديثة وضجيج الشوارع الملأى بالسيارات. وهو ملجأ ومأوى لكل من يطلب الهدوء والسكينة ويبحث عن الحياة الشاعرية. ومن أهم ميزاته الأخرى أنه مصمم للملاحة في المياه الضحلة التي لا تستطيع القوارب العادية بلوغها، ويمكن لسكانه أن يستمتعوا بإطلالة بانورامية على المناظر الطبيعية؛ وأن يلقوا مراسيهم في المكان الذي يحلو لهم البقاء فيه. وكثيراً ما تستهوي سكانه مراقبة الحياة البحرية ومتابعة أسراب الطيور البحرية وهي تمسح الأفق الأزرق أثناء هجرتها، وكل زاوية من زوايا هذا البيت تعبق بنسمات الهواء النقي البعيد عن أسباب التلوّث. وما أجمل متابعة الأمواج الرقيقة وهي تداعب جدران بيتك العائم وهو يشقّ طريقه عبر المياه. التصميم الهندسي يعود الفضل في تحويل هذه الفكرة إلى إنجاز حقيقي للمهندس البحري الإماراتي ماجد الفلاسي الذي يصف بيته العائم بأنه يتمتع بكافة مظاهر الأناقة والتصميم الهندسي الراقي والخصوصية. ويتألف من طابقين. الطابق الأعلى خاص بالمالك ولا يمكن لسكان الطابق السفلي بلوغه إلا بمعرفته. وهو يتميز بجلسته الهادئة وبديكوره الفخم وإضاءته المتناغمة، وزوايا الجلوس الواسعة والمتباعدة التي تنسجم مع كل الأذواق من النواحي الهندسية التصميمية. وتم تجهيز الصالات بكل ما تتطلبه الحياة العصرية المترفة. فهي مجهّزة بشاشة تلفزيونية عريضة، وتطل على البحر من الجهات الأربع بنوافذها الواسعة المجهّزة بستائر ذات تفصيل وألوان مميزة. وفي الطابق السفلي صالة مريحة مزودة بكل أساليب الاستجمام ذات تنسيق وتنظيم هندسي لافت وهي مزودة بشاشة تلفزيونية وتطل على صالة أخرى مكشوفة تتعدد فيها الزوايا والجلسات الشاعرية وتكشف مناظر تشرح النفس وتبتهج لها الروح . ويضم الطابق السفلي غرف النوم مع حماماتها المنفصلة. وكل واحدة من غرف النوم مصممة ومجهّزة بحيث توفر الهدوء والسكينة وتحتوي على شاشة تلفزيونية ونافذة تغطيها ستارة جميلة تحجب أي إضاءة غير مستحبّة وتساعد على نوم هادىء . ويتضمن البيت أيضاً مطبخاً واسعاً مجهزاً بأحدث الأجهزة المنزلية، وهو يطلّ على البحر من خلال نوافذ واسعة متعددة. ويوجد بالقرب من المطبخ مستودعان وغرفة للحراس بالإضافة إلى حمامين خارجيين. طرازان يقول الفلاحي إن البيت العائم مصمم بطرازين مختلفين؛ تبلغ أبعاد الأول 7 في 30 مترا أو 210 أمتار مربعة، ويضم 3 غرف نوم وصالتين رئيسيتين ويقدّر ثمنه بمبلغ 1.9 مليون درهم، ويتمتع الثاني برحابة أكبر إذ تبلغ أبعاده 10 في 40 مترا وبمساحة إجمالية تبلغ 400 متر مربع ويضم 7 غرف نوم وصالتين رئيسيتين و4 صالات خارجية، ويبلغ ثمنه 8.9 مليون درهم. وكل واحد من الطرازين مجهز بمولدين للطاقة الكهربائية وخزانين لمياه الشرب وأربعة خزانات لمياه الصرف الصحّي وخزان وقود. والبيت العائم مدفوع بأربعة محركات من طراز “ميركوري” بقوة إجمالية تبلغ 1200 حصان ويمكنه الإبحار بسرعة 16 ميلا بالساعة. وتتم قيادة البيت العائم بسهولة من مقصورة قيادة تقع على السطح، وهي مجهّزة بنظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية. والبيت مجهّز بمنصة للدراجات البحرية والقوارب الصغيرة تساعد في النزول إلى الشاطئ، وبمهبط لطائرة هيلكوبتر يقع على السطح وهو خاص لاستقبال الضيوف الآتين من بعيد. ويمكن لهذا البيت أن يتسع لعائلة كاملة وعدد كبير من الضيوف. ويختتم الفلاحي حديثه عن قصره العائم بالقول: “في المنزل العائم أحلامك تتحول إلى حقيقة”.