الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تحيي «معركة جاليبولي» في ظل ذكرى «الإبادة الأرمنية»

25 ابريل 2015 00:15
جاليبولي، تركيا (أ ف ب) أحيت تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان الجمعة الذكرى المئوية لمعركة جاليبولي في مراسم ضخمة وجهت رسائل مصالحة يغطي عليها الجدل حول مئوية اخرى هي الإبادة الأرمنية. وبحضور نحو 20 من قادة العالم، التقوا على ضفاف مضيق الدردنيل وجه اردوغان تحية حارة لذكرى العشرات من جنود السلطنة العثمانية ومن البريطانيين والفرنسيين على حد سواء الذي سقطوا في معركة انتهت بهزيمة فادحة للبريطانيين والفرنسيين. وقال اردوغان «أريد أن أؤكد مجددا باسم الجميع وأمام ذكرى مئات آلاف الشبان الراقدين هنا عزمنا على إقرار السلام والازدهار في العالم». وأضاف «آمل أن تكون الدردنيل مثالا للعالم أجمع ولكل المجموعات لكي نعمل على تحويل آلامنا المشتركة الى أداة تشجع على الأخوة والسلام، وتكون دواء ضد الإرهاب والعنصرية والاسلاموفوبيا والكراهية». من جهته، قال ولي العهد البريطاني الامير تشارلز خلال المراسم التي جرت بحضور رئيسي وزراء استراليا ونيوزيلندا «علينا تكريم بطولة المحاربين في غاليبولي من الطرفين». والدعوة الجامعة للرسالة التي وجهها اردوغان طغى عليها الجدل حول الإبادة الأرمنية. ولم يلب الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين الدعوة للحضور الى جاليبولي وفضلا الذهاب الى يريفان للمشاركة في ذكرى مئات الآف الأرمن الذي قتلوا خلال حكم السلطنة العثمانية ابتداء من الرابع والعشرين من أبريل 1915. وللمرة الأولى، شارك وزير تركي في قداس أقيم في اسطنبول تكريما للضحايا الأرمن عام 1915. وقال أردوغان في رسالة تليت خلال القداس «قلوبنا مفتوحة للمتحدرين من الارمن العثمانيين من العالم أجمع»، لكنه لم يذهب أكثر من ذلك. وكان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أعلن أمس الأول الخميس «خضنا حربا قبل 100 عام لكننا اليوم مجتمعون لنبني السلام معا ونرفض خطاب الكراهية». وأثارت هذه «الكارثة الكبرى» في الأيام الأخيرة جدلا حادا بين سلطات انقرة التي ترفض بشكل قاطع الإقرار بانها كانت أعمالا ممنهجة وبين الذين يصفونها بأنها إبادة، على غرار البابا فرنسيس أو البرلمان الأوروبي. ورد الاتراك مؤخرا بحدة على كل من طالبهم بالاعتراف بان هذه المجازر كانت أعمالا ممنهجة وإبادة. فبعد البابا فرنسيس والبرلمان النمساوي وصف الرئيس الألماني تلك الأحداث مساء الخميس بانها «ابادة» ما أثار غضب أنقرة. وعلى غرار داود اوغلو في مطلع الأسبوع أقر أردوغان مساء الخميس «بالمعاناة» التي لحقت بالارمن في ظل السلطنة العثمانية بين 1915 و1917 لكنه رفض وصفها بالابادة، على ما فعلت حوالى 20 دولة. وصرح أن «القضية الارمنية باتت أداة حملة لتشويه صورة تركيا، وهذا أمر مرفوض». وبعد الحفل الرسمي الضخم في غاليبولي، يحيي خصوم 1915 السابقون ذكرى قتلاهم في معركة الدردنيل في مراسم وطنية تستمر الى الغد، اشهرها «مراسم الفجر» التي تنظمها استراليا ونيوزيلندا فجر 25 من نيسان/ابريل في ساعة انزال قوات الحلفاء على السواحل التركية. وبدات معركة الدردنيل في فبراير 2015 عند محاولة اسطول فرنسي بريطاني السيطرة على المضيق للاستيلاء على اسطنبول، التي كانت عاصمة السلطنة العثمانية المتحالفة مع المانيا. وبعد صد هجومهم في مارس، نفذ الحلفاء انزالا في 25 أبريل في غاليبولي. لكن بعد حرب خنادق دامية استغرقت 9 اشهر واسفرت عن مقتل واصابة اكثر من 400 الف شخص من المعسكرين اضطروا الى الانسحاب بمذلة. ورغم هذا النصر ستنهي السلطنة العثمانية المتقهقرة هذه الحرب في صفوف الخاسرين وستتفكك. لكن معركة غاليبولي تحولت الى رمز للمقاومة التي آلت الى تأسيس الجمهورية التركية الحديثة في 1923. وكان مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك يقود لواء في تلك المعركة التي جعلت منه بطلا قوميا. وقبل أقل من شهرين على انتخابات 7 يونيو التشريعية، من المتوقع أن يستغل اردوغان هذه المراسم لإثارة الحماسة الوطنية التركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©