الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الكتبي: سباقات الهجن وتربية الإبل لا تتعارضان مع استكمال دراستي الجامعية

محمد الكتبي: سباقات الهجن وتربية الإبل لا تتعارضان مع استكمال دراستي الجامعية
13 ديسمبر 2009 23:05
تقدم لنا تجارب الآخرين التي يخوضونها في الحياة باقتدار ونجاح، دروسا في الأمل، مثلما تدفعنا للإعجاب بخياراتهم وتقديرها.. فالسيد محمد عبيد دلموك الكتبي انطلق في الحياة بعد أن تقاعد من العمل، ودرس واستذكر كثيرا قبل أن يتقدم لنيل الشهادة الثانوية ويحصل عليها وهو قاب قوسين أو أدنى من الخمسين من عمره.. مما خلق جو منافسة في بيته فتحفز أبناءه نحو مزيد من العلم والتفوق، خاصة أن والدهم جنبا إلى جنب في مقاعد الدراسة، تلك الدراسة التي لم تحل دونه ودون ممارسة هوايته في تربية الإبل وخوض سباقات الهجن التي تحققت له فيها مراكز متقدمة. بعد مضى نحو 35 عاما قضاها في خدمة الوطن، كأحد أفراد القوات المسلحة، آثر محمد الكتبي ألا تتوقف مسيرة البذل والعطاء، وإن اتخذت هذه المسيرة شكلا آخر عبر تسخيره جل جهده، في تربية أبنائه، وتنشئتهم التنشئة الصالحة، ليواصلوا ما بدأه والدهم وغيره ممن قامت على سواعدهم أسس النهضة الشاملة والتقدم المنتشر في ربوع إمارات الدولة. مميزات عديدة اكتسب الكتبي العديد من الخبرات على مدار سنوات العمل، يقول في ذلك: «اكتسبت تجارب وخبرات كثيرة إلا أنني لم أسع إلى توظيفها في مشروعات تجارية أو أعمال خاصة كما يفعل الكثيرون، لأن مرحلة التقاعد لها ما يميزها عن مراحل العمر المختلفة المصحوبة غالبا بسعي لتحقيق أهداف وآمال يرجوها الفرد، قد ينجح في تحقيق بعضها، أو يعجز عن تحقيق البعض الآخر». ومن أهم مميزات فترة التقاعد كما يحددها الكتبي: «إنها أولا تمنح الفرد فرصة لمراجعة مسيرة حياته، وتحليل الخطوات الهامة فيها، ومعرفة مدى صواب أو خطأ الحكم على بعض الأمور، والقرارات المصيرية في حياته. وثانيا يجد المتقاعد متسعا من الوقت للجلوس إلى الأهل والأولاد، مقارنة بأيام العمل. ويمكنه ثالثا ممارسة الهوايات المحببة إليه التي ربما شغلته أعباء الوظيفة وواجباتها، عن ممارستها». ويضيف: «ما إن تنقضي فترة النشاط والعمل الجاد، ويصل الفرد إلى وقت التقاعد، تعتريه حالة من الضيق أو الشعور بحدوث تغيير جذري في نظام حياته اليومية، ولكن يمكن التغلب على هذا الشعور بالتخطيط الأمثل للاستفادة من الوقت المتاح وتنظيمه، فتصبح سنوات التقاعد سنوات ذهبية للإنسان، وبالإجمال يمكن القول بأن حسن استغلال الزمن عند التقاعد يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في التغلب على الكثير من المتاعب التي تظهر في هذه المرحلة». الدراسة المسائية يشير الكتبي إلى أن أول ما سعى إليه ووضعه في مقدمة أولوياته عندما بلغ سن التقاعد، هو الاهتمام بالأبناء و متابعة دراستهم عن قرب، وزيارتهم في المدارس للاطلاع على مستوياتهم التعليمية، وعلاج أوجه القصور في حالة وجودها. يقول: «إن انشغالي بالعملية التعليمية لأولادي مثل حافزا لي وأعادني إلى استكمال دراستي، وهو ما حدث بالفعل حيث التحقت بإحدى المدارس المسائية إلى أن تمكنت من الحصول على الثانوية العامة في سن الـ 48، وكان ذلك في عام 2008، أي بعد إحالتي إلى التقاعد بأربع سنوات، وأفكر حاليا في التسجيل في إحدى جامعات الإمارات، لتحقيق حلمي في الحصول على مؤهل عال، خاصة أن ظروف العمل وانشغالاته السابقة حالت دون تحقيقه، مما يؤكد أن الحياة تبدأ بعد سن الخمسين أحيانا إذا انطلقنا في فضاءاتها الواسعة». يتابع الكتبي قائلا: «إن معاودتي لاستكمال الدراسة مرة أخرى، كانت خير محفز ومشجع لأبنائي على بذل المزيد من الجهد في العملية التعليمية والحصول على أعلى الدرجات، كوني حرصت على التعلم ودرست أمام أولادي وأنا في هذه السن، فحملت رسالة ضمنية لهم بأهمية التعليم في الحياة، وضرورة التفوق والنبوغ، وبأن العلم هو السلاح الوحيد الذي يضمن النجاح في الحياة، وليس المال ولا غيره من الوسائل التي يعتبرها البعض من أسباب القوة والنجاح». بين الإبل والهجن انصرف الكتبي إلى الاهتمام بأولاده ودراسته بعد إحالته إلى التقاعد، لكن ذلك لم يكن حائلا أمام ممارسته لواحدة من أجمل الهوايات المرتبطة بالبداوة والحياة العربية الأصيلة وهي تربية الجمال بأنواعها والاهتمام بها، خاصة الهجن، والمشاركة بها في سباقات الهجن المتعددة على مستوى الوطن في أوقات العام المختلفة. يشير الكتبي إلى هوايته التي يرصد لها وقتا ليس بالقليل، قائلا: «بعدما أحلت إلى التقاعد قمت بتربية الجمال والمشاركة في سباقات الهجن، فاهتمامي بعالم الإبل والهجن يمتد إلى سنوات العمر المبكرة، حيث كانت علاقتي قوية ومباشرة بالصحراء والجمال، قبل انتشار مظاهر المدنية الحديثة، وصارت علاقتي بالجمال أكثر من هواية، أي أصبحت وسيلة لترسيخ الهوية والتراث الإماراتي». ويضيف: «مع وجود الوقت الكاف لدي لمتابعة كل ما يتعلق بهوايتي أصبحت شغوفا بالمشاركة في كافة المهرجانات والسباقات الخاصة بالهجن التي تقام في الدولة، ومنها سباقات: (الذيد- الوثبة- اللبسة - سويحان- رأس الخيمة- دبي) وقد فازت بعض من الجمال التي أملكها بمراكز أولى أكثر من مرة في هذه السباقات، وهو ما شجعني وجعلني حريصا على المشاركة فيها باستمرار». أصدقاء جدد عن علاقته بأصدقاء العمل، ذكر الكتبي أنه من الطبيعي أن تضعف العلاقة مع البعض منهم، بسبب البعد الجغرافي، وأعباء الحياة ومشاغلها، وإن كان هناك تواصل مع قلة منهم، وخاصة في أيام الأعياد والمناسبات الاجتماعية المختلفة. وفي السياق ذاته يقول: «اكتسبت أصدقاء جددا أثناء وجودي في الفصول الدراسية المسائية، وكذلك أثناء مشاركاتي في سباقات الهجن، واحتكاكي بمن يشاركونني نفس الهواية والاهتمام». وبالنسبة للطموح عند من أحيلوا إلى التقاعد مثله، يقول: «إن الطموح لابد وأن يستمر باستمرار حياة الفرد، وإلا ما كنت سعيت لاستكمال دراستي، فالطموح في هذه المرحلة يأخذ شكلا مختلفا عن طموحات وأحلام الشباب، لأنه في هذه المرحلة العمرية، يرتبط إلى حد كبير بتجارب الإنسان ومعارفه وخبراته التراكمية».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©