تراجع مبيعات الملابس إلى النصف متأثرة بانكماش الطلب

خفضت شركات توريد الملابس أسعار منتجاتها الشهر الحالي بنسب تراوحت بين 10 إلى 15% في أعقاب تراجع الطلب خلال الشهرين الماضيين إلى النصف، بحسب مديري مبيعات في محال ألبسة· وأرجعوا تراجع المبيعات إلى تأثيرات الأزمة المالية العالمية، التي رفعت مستوى ''الحذر من الشراء'' لدى شريحة واسعة من المستهلكين، بسبب توقعات بمزيد من التراجع وانخفاض في قيمة السلعة· وأفرزت الأوضاع الراهنة لسوق الألبسة مطالبات بتخفيض بدلات الإيجار لإنقاذ العاملين في سوق التجزئة· وقال نوشيد باريان مدير مبيعات أحد محال الملابس الرياضية بمركز مدينة زايد إن مبيعاته سجلت تراجعاً خلال الربع الأخير من العام الماضي بنسبة تجاوزت 50%· وبين عبدالصمد محمد مدير مبيعات أن شركات توريد الملابس خفضت الشهر الحالي أسعار منتجاتها بنسبة 10%، فيما انخفض عدد الزبائن إلى متوسط 7 زبائن يوميا مقارنة بنحو 30 مرتادا خلال الفترة ذاتها العام الماضي· وكانت الأزمة المالية العالمية التي اشتعل فتيلها سبتمبر الماضي وامتدت من الولايات المتحدة إلى دول العالم ألقت بظلال سلبية على نشاط عدة قطاعات اقتصادية في مقدمتها العقارات والسياحة والأسهم، الأمر الذي انعكس على مستويات الربحية والمبيعات حتى فيما يخص السلع غير الكمالية، كما أدت من جانب ثان إلى انخفاض أسعار سلع استهلاكية رئيسية في الأسواق العالمية بعد تزايد مخزونها بسبب انخفاض الطلب عليها، مثل القمح والسكر والقهوة والحليب· ويعود ذلك في الأساس إلى اضمحلال السيولة جراء فقدان الثقة بالأسواق وانهيار أعتى بنوك الاستثمار في الولايات المتحدة، رغم أن أسعار الفائدة تحوم حول مستويات مقبولة في الوقت الراهن تختلف عن تلك المرتفعة التي كانت سائدة قبيل اندلاع الأزمة· وذكر مدير مبيعات هانج تن للملابس أشرف تيب أن أسعار الأقمشة انخفضت بنحو 10 إلى 15% الشهر الماضي، في ظل تراجع المبيعات بنحو 60% مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي· وأفاد ابراهيم عبدالرحمن مدير التسويق والمبيعات بإحدى شركات توريد الملابس الجاهزة بأن تخفيض الأسعار يأتى ضمن خطة الشركة للحفاظ على نسبة النمو في الطلب خلال العام الماضي، وتقليل حجم الأضرار التي قد تنجم عن انخفاض المبيعات نتيجة لتداعيات الأزمة المالية العالمية على سلوك العملاء· وطالب مدير محلات ''هايل'' للشيلة والعباية صالح عبدالله بضرورة تخفيض الإيجارات، حتي لا يتعرض البائعون لخسائر· وبين أن إيجار المحل مساحة 9 أمتار ارتفع إلى نحو 120 ألف درهم سنويا، لافتا إلى أن المبيعات اليومية تتراوح بين 2000 إلى 3000 درهم حالياً، مقابل 12 إلى 15 ألف درهم لنفس الفترة من العام الماضي· ووصف نور حسين مدير مبيعات أحد محال الأقمشة تأثير الأزمة على السوق بأنها ''عاصفة شديدة''· وقال: نبيع بالكلفة لتحصيل تكاليف التشغيل ولا فائدة''· وأشار إلى أن الطلب انخفض بنحو 80% مقابل حجم البيع قبيل الأزمة المالية العالمية· وشدد على أن الخوف من ''التفنيش'' أي تسريح الموظفين من شركاتهم أصبح هاجساً يسيطر على المستهلكين من مختلف الجنسيات· وأشار حسين إلى أن إجازة نصف العام الدراسي خلال الشهر الحالي شهدت تراجعا في المبيعات بما لا يقل عن 40% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي·