نَفِدَ.. نَفَذَ

النفذ هو: المنفذ والمخرج والخَرْق. والنفذ يجمع على «أنفاذ». قال جرير في هجائه البعيثَ: وعاوٍ عوى من غير شيء، رميته بقارعة أنفاذها تقطر الدما من المجاز قولهم: رجل نافذ. أي ماضٍ في جميع أموره وطريقه نافذ غير مسدود، وفلان ذو نفوذ، أي ذو سلطان. ويتعدى فعل نفذ بالهمزة: نقول: «أنْفذ الوزير الأمر» إذا قضاه وأمضاه. وفي حديث بر الوالدين: «الاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما». أي إمضاء وصيتهما، وما عهدا به قبل موتهما. النافذة.. الشباك يطلق الناس اليوم النافذة على الشباك وهو استعمال لا عيب فيه وهو استعمال محْدث. ولكن القدماء لم يكونوا يستعملون النافذة بهذا المعنى، وإنما كانوا يستعملونها في صفة الطعنة للرمح فيقولون طعنة نافذة. نفد: النون والفاء والدال أصل صحيح، كما يقول ابن فارس يدل على انقطاع شيء وفنائه. قال الزمخشري في الكشاف: «لو استقرأ أحد الألفاظ التي فاؤها نون وعينها فاء لوجدها دالة على معنى الذهاب والخروج (نَفِد الزاد) فيه ذهاب وخروج». ونفد الزاد: خروج غير أنه بمعنى الثقب والاختراق. بعض الناس يقول: «نَفِد صبري» بفتح الفاء والصواب «نفِد صبري». قال تعالى: «ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله» (لقمان 27). ما عندكم ينفدُ وما عند الله باق» (النحل 96). «قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تَنْفَدَ كلمات ربي» (الكهف 110). والمصدر هنا هو النفاد، وقال تعالى: «إن هذا لرزقنا ما له من نفاد» أي ما له من فناء. (ونفِدَ الزاد يَنْفَدُ نَفَاداً) إذا فني. وهو فعل لازم وإذا تعدى بهمزة ظل لازماً أو تعدى (أنفَد الرجل ماله). فصاحة أتى الحجاج بامرأة من الخوارج فقال لأصحابه: ما تقولون فيها؟ قالوا: عاجلها بالقتل أيها الأمير. فقالت الخارجية: لقد كان وزراء صاحبك خيراً من وزرائك يا حجاج، قال: ومن هو صاحبي؟ قالت فرعون استشارهم في موسى عليه السلام فقالوا: أرجهِ وأخاه. وأتى بأخرى من الخوارج فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه فقيل لها: الأمير يكلمك وأنت لا تنظرين إليه، فقالت: «إني لأستحي أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه». إسماعيل ديب