الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التكنولوجيا تحتفظ بسيولة نقدية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي

31 يناير 2009 00:31
من المعلوم أن كبريات شركات التكنولوجيا الأميركية لديها فائض كبير في السيولة النقدية، إلا أن العديد من المدراء التنفيذيين في الصناعة قللوا من احتمال أن تتجه هذه الشركات الى استخدام هذه الموارد المالية في إعادة جزء منها الى أصحاب الأسهم أو المضي قدماً في عمليات التملك والاستحواذ في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتسم بالتباطؤ والكساد· وعوضاً عن ذلك فقد آثرت هذه الشركات التعامل مع الأزمة المالية - التي تركت العديد من الصناعات الأخرى تناضل من أجل الحصول على الموارد المالية في الوقت الذي جفت فيه ينابيع الائتمان - بوسائل تقليدية فيما يختص إنفاق الأموال وبطريقة طالما كانت تثير الهجوم والانتقادات إبان فترة الظروف الاقتصادية الجيدة· وكما يقول ستيف بلمر المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت التي تتمتع بسيولة نقدية بحوالي 21 مليار دولار ''سوف نستمر نحتفظ بالسيولة النقدية بعد أن أصبح الجميع يعتبر أن الأموال النقدية هي الملك المتوج في هذا المناخ· فلقد أصبح معظم الأشخاص يميلون الى التشدد في حراسة أموالهم النقدية لأن لا أحد يعلم متى سوف يحتاج الى هذه الأموال''· ولكن الموقف المالي القوي الذي تتمتع به صناعة التكنولوجيا جعلها في وضعية متفردة وبشكل جعل كبار اللاعبين في الصناعة يتميزون بقدر كبير من المرونة المالية· ففي الوقت الذي استمرت فيه شركات مثل مايكروسوف وجيسكو تحتفظ بكميات هائلة من السيولة النقدية حتى قبل انفجار فقاعة الدوت كوم في أوائل هذا العقد فإن الشركات الأخرى مثل آبل وجوجل قد نجحتا في استغلال النجاح الذي حققته في السنوات الأخيرة لكي تنضم الى قائمة النخبة الجديدة من كبار الأثرياء بالأموال النقدية· والآن فإن التجارب السابقة للتباطؤ الاقتصادي الى جانب المخاوف من أن تصبح هذه الشركات في حاجة ماسة للاحتياطيات المالية من أجل التحرك في أسواق التكنولوجيا التي تشهد النمو بوتيرة متسارعة قد جعل هذه الشركات أكثر حرصاً وحذراً في الإنفاق· وهنالك العديد من الخبراء في منطقة وادي السيليكون الذين يتذكرون بعض التجارب التي اقتربت من الفشل في السابق عندما وجدت شركة أنتل نفسها مجبرة على الحصول على الاستثمار من شركة آي بي إم في أوائل حقبة الثمانينيات· وكذلك الحادثة الشهيرة التي قبل فيها ستيف جوبز ضخ أموال نقدية بقيمة 150 مليون دولار من قبل مؤسسة مايكروسوفت بعد وقت قصير من عودته لتقلد منصب الرئاسة في شركة آبل عام ·1997 أما شركة أنتل فقد أصبحت أيضاً تتجه الى الاحتفاظ بأموال نقدية كافية من أجل تمويل أعمالها الخاصة بالبحوث والتطوير لمدة عام واحد، وكذلك السيولة المطلوبة لتطوير الجيل المقبل من تكنولوجيا الرقائق، كما يشير روبرت بيرجلمان الأستاذ في كلية ستانفورد لإدارة الأعمال· ومضى يقول : ''إن شركة أنتل أصبحت لا تألو جهداً في تجميع هذه الاستثمارات الهائلة التي لا تنافسها في مقدارها سوى شركة سامسونج في كوريا الجنوبية''· على أن السيولة النقدية التي تحتفظ بها شركات التكنولوجيا العاملة في مجالات الصناعة أقل حاجة الى رؤوس الأموال أصبحت الآن تتجاوز بكثير مثل هذه المتطلبات· فعلى الرغم من أن شركة جوجل تنفق مبلغاً لا يزيد على ملياري دولار سنوياً على أعمال البحث والتطوير والاستثمارات الرأسمالية، فقد أصبحت هذه الشركة تستحوذ الآن على سيولة نقدية بقيمة تبلغ 26 مليار دولار مما يجعلها شركة التكنولوجيا التي تتمتع بأكبر قدر من الأموال في العالم أجمع· وهو الأمر الذي يتناقض بشدة مع ما حدث في آخر تباطؤ اقتصادي عالمي عندما كانت هذه الشركة لديها أموال تقل عن 4 مليارات دولار، علماً بأن السيولة التي تتمتع بها الشركة حالياً تشكل حوالي ثلث قيمتها السوقية· ومنذ آخر تباطؤ شهدته صناعة التكنولوجيا فقد عمدت العديد من الشركات في الصناعة الى الاستجابة للضغوط من أصحاب الأسهم عبر تقليل ميزانياتها الخاصة بالإنفاق أو من خلال استعادة شراء الأسهم أو تنفيذ عمليات صغيرة الحجم في مجال التملك والاستحواذ· والآن فإن الاحتفاظ بهذا القدر الكبير من الأموال جعل هذه الشركات تتمتع أيضاً بـ ''سلسلة متسعة من الخيارات'' في المستقبل وبشكل سوف يتيح لها تنفيذ عمليات للتملك والاستحواذ أكبر حجماً والاستثمار بفعالية في أعمالها التجارية بالإضافة الى البعث برسالة الى زبائنها بأنها ما زالت تتمتع بنفوذ قوي في الساحة، كما يقول فرانك كالديروني كبير المراقبين الماليين في شركة جيسكو التي تتمتع بمبالغ نقدية صافية بقيمة 20 مليار دولار·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©