الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. العرب يغيرون سياساتهم

غدا في وجهات نظر.. العرب يغيرون سياساتهم
25 ابريل 2015 19:51

يقول د. رضوان السيد : تغيرت السياسات العربية، فتوقفت الانهيارات. وتغيرت الانطباعات الإقليمية والدولية. نحتاج بشدةٍ لنجاح واحد، وقد تحققت عدة نجاحاتٍ مرةً واحدة!

كانت عملية «عاصفة الحزم» حداً فاصلاً بين عهدين أو مرحلتين أو سياستين. فقد درجنا بعد عملية «القاعدة» ضد الولايات المتحدة، على تخبئة رؤوسنا في الرمال، كأنما العرب جميعاً هم الذين ارتكبوا تلك الجريمة الهائلة، ويكون علينا أن نتلقّى الضربات من دون ردود أفعالٍ ثائرة أو لافتة. وهكذا جرى احتلال العراق بعد أفغانستان، والاندفاع في الحرب العالمية على الإرهاب (التي شاركنا فيها من باب الواجب ورفع التهمة!). ثم وبنتيجة عدم التأكد هذا تجرأ علينا آخرون غير الأميركان والأوروبيين والروس والصينيين! وفي طليعة من تجرأ علينا غير هؤلاء الإيرانيون والأتراك. وجاء بعدهم الإريتريون والإثيوبيون..الخ. وبدوافع مناقضة ومصطنعة تمرد علينا (وليس على الذين استضعفونا!) «القاعديون» و«الزرقاويون» و«الداعشيون».. وحتى حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وهذا الاستهداف من اليمين واليسار والوسط بعث الانقسام أو المزيد من الانقسام في صفوفنا مجتمعاتٍ ودولاً. فقد اندفع البعض بالخليج وخارجه باتجاه إيران و«حزب الله» والنظام السوري، واندفع آخرون باتجاه تيارات العنف بحججٍ مختلفة مثل دعم المقاومة أو حتى اتقاء الشر. وعلى اختلاف الاهتمامات والتصرفات كان الهم الحاضر دائماً وعلى مدى عقدٍ وأكثر محاولة إرضاء الولايات المتحدة أو الحصول على نسيانها للزلاّت على الأقلّ!

ما بعد العاصفة
يقول د. شملان يوسف العيسى : مطلوب منا شن حملة سياسية وإعلامية ضد من يروجون للغوغائية وتحشيد الشارع بالشعارات الدينية والمذهبية ومن يتاجر بالعروبة والدين من أجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة. و يخطئ من يظن أن دول الخليج قد حققت انتصاراً بوقف إطلاق النار وبدء عملية إعادة الأمل، التي ستضمن استئناف العملية السياسية حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية من أجل إنقاذ اليمن من عملية الاستيلاء بالقوة، التي قام بها أنصار الرئيس السابق علي صالح و«الحوثيون» ومن ورائهم. هنالك مسؤوليات جديدة تقع علينا في الخليج من أهمها سياسة إعادة النظر في علاقاتنا مع الدول والأحزاب والحركات السياسية، التي اتخذت مواقف سلبية من الخليج وشعوبه واتهامنا بأن لدينا طموحات سياسية في اليمن.
علينا أن نثبت لدول العالم والمثقفون العرب وأحزابهم وحركاتهم السياسية المؤيدة لولاية الفقيه والطائفيين من العرب بأننا لا نملك مطامح سياسية في اليمن، وكل ما نريده هو أمنه واستقراره وإعادة إعماره، حتى ينعم هذا الشعب الشقيق بنعمة الرخاء الاقتصادي والازدهار وإخراجه من حالة التخلف الحضاري.
مطلوب منا شن حملة سياسية وإعلامية ضد من يروجون للغوغائية وتحشيد الشارع العربي بالشعارات الدينية والقومية والمذهبية ومن يتاجر بالعروبة والدين من أجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة. علينا كعرب في الخليج التركيز على المساعدات الإنسانية للأشقاء في اليمن خصوصاً اللذين يعيشون تحت حزام الفقر والذي يقدر عددهم ما بين 6 و7 ملايين يمني يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة. لقد قدمت دول الخليج مساعدات ضخمة للشعب اليمني، لكنها استغلت من قبل السياسيين اليمنيين الفاسدين ولم تصل للشعب المنكوب.
علينا أن نبين لدول العالم وكل المعارضين لدول الخليج ماذا قدم العرب لليمن، وماذا قدم الإيرانيون لمساعدة الضعفاء من شعب اليمن سوى أسلحة الحرب والدمار، التي زادت من وتيرة الحرب الأهلية في اليمن.

جحود المتلقي وكرم المانح
يرى د. عبدالله المدني أن المتابع للتغريدات المتداولة في الخليج بين شباب دوله الأكثر ثراء التي التزمت منذ عقود طويلة بمد يد العون إلى الدول العربية والإسلامية، قروضاً وهبات ونفوطا مجانية ومساعدات تنموية، يُلاحظ وجود حالة من التذمر لديهم بسبب ثلاث حالات منفصلة ثبت فيها مجدداً أنّ المتلقي أدار، في أوقات الشدائد والمحن، ظهره للمانح أو طعنه.
كلنا يتذكر كيف عضّ صدام حسين اليد التي أعانته في حربه الطويلة مع إيران، بغزوه الكويت وتهديده دول الخليج الأخرى. وكلنا يتذكر كيف كان الفلسطينيون يحتفلون ويوزعون الحلوى في عام 1990 مع سقوط كل صاروخ عراقي على دول الخليج التي لم تقصر يوماً في دعم قضيتهم. وقتها لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي متوفرة بشكلها الحالي، وإلا لكان المتداول من التغريدات أكبر حجماً وأعنف خطاباً. لكن هذا ليس موضوعنا، لأنه بات شيئاً من الماضي الذي نحاول نسيانه. على أنّ المشكلة تكمن في أنه كلما حاولنا النسيان تكرر الحدث نفسه بأبطال آخرين، وهذا ما سيقودنا إلى الحالات الثلاث التي أججت مواقع المغردين الخليجيين مؤخراً.

مآسي المتوسط.. كارثة إنسانية
يقول ويليام لايسي سوينج : في هذا الشهر، الذي لم ينته بعد، أُعلن عن فقدان ما يصل إلى 2000 من مواطنينا العالميين، الذين غرقوا في البحر قبالة السواحل الليبية.
موتٌ بالجملة تشهده هذه الأيام مياه البحر الأبيض المتوسط، الذي صار هو أخطر منطقة للمهاجرين في العالم، إذ ابتلعت مياهه 3279 شخصاً في 2014 الماضي، وهو عدد قد نعتبره يوماً ما صغيراً إذا استمرت الاتجاهات الحالية لنسب ضحايا «قوارب الموت».
وفي هذا الشهر، الذي لم ينته بعد، أُعلن عن فقدان ما يصل إلى 2000 من مواطنينا العالميين، الذين غرقوا في البحر قبالة السواحل الليبية على الأرجح، وهو ما يمثل ضعف ما سجلته المنظمة الدولية للهجرة، التي أرأسها، في مثل هذه الفترة من العام الماضي بعشرين مرة.
وفي الأسبوع الماضي، تلقت المنظمة تقارير تفيد بموت 400 مهاجر في انقلاب قاربهم في 14 أبريل جنوب مالطا، و50 آخرين يوم الجمعة، وما يصل إلى 800 شخص قبالة السواحل الليبية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي يوم الاثنين، أفادت تقارير بوجود قاربين آخرين يغرقان في البحر- أحدهما يقل على متنه ما بين 150 و200 مهاجراً، والآخر 300 مهاجراً.

إيران والدرس الخليجي
يرى د. خليفة علي السويدي أنه كما بدأت عملية «عاصفة الحزم» بقرار خليجي، انتهت كذلك كي تبدأ مرحلة الأمل والبناء بعيداً عن مكر الأعداء. إيران تتعلم لكن بطريقة عملية، فبعد نجاح تجربتها في لبنان بتأسيس حزب لها، وتوغلها في سوريا دفاعاً عن رجلها، وعمقها في العراق حتى تلاشت بين البلدين الحدود والسدود، بعد أن قلبت إيران كل تلك الصفحات بنجاح يقابله الصمت العربي الذي رفع شعار ليس في الإمكان أفضل مما كان، اعتقدت إيران ان الملعب هي من تحدد حدوده، وترسم شروطه، فحاولت التدخل في مملكة البحرين بزعزعة اللحمة الوطنية بين مكونات هذا البلد الخليجي المتعمق في أصوله العربية، فكان «درع الجزيرة» لها بالمرصاد، هناك قررت أن تجرب غزو الخليج لكن من الجنوب، بيد أن سفنها تكسرت أشرعتها في «رياح الحزم»، فلماذا تقحم إيران نفسها في هذا الرهان؟

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©