فاطمة الحمادي تبحث عن تجسير الشرق والغرب

ضمن اهتمام وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإبداع الشاب كانت مساهمة الروائية الإماراتية فاطمة الحمادي في روايتها “بين طرقات باريس” التي أصدرتها الوزارة، علامة مهمة على تواصل هذا المنجز الذي يعد سمة بارزة لعصرنا الحديث الذي وصف بـ “عصر الرواية”. تضم الرواية عدداً من الفصول التي تصل الى 12 فصلاً وهي “شتاء فرنسا”، و “فضول باتجاه رمال الصحراء العربية”، و”العشاء الأخير” و”شمس جديدة تشرق على بناية العجوز”، و”من أرض الطاهرين أتت لتقيم في عاصمة بلاد الغال”، و”أخيراً يالويس” و “النية”، و “الطريق الى رأس الخيمة”، و”سلام من صبا باريس”، و “لا تقل إني فاعل ذلك غداً” و”لم أعد مالكاً لك” و”من بين الأهداب تأتي دموع الفرح والحزن”. ويأتي إصدار الرواية ضمن توجه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لتبني مشروع طباعة الإصدارات على اختلاف مضامينها ومحتوياتها الفكرية والثقافية بهدف إحياء مشروعها الأكبر والهادف الى تنمية المجتمع عبر تثقيفه وتزويده بالوسائل المعرفية. وقدمت الروائية فاطمة الحمادي لروايتها قائلة “بين طرق باريس” هي قصة تدور أحداثها ما بين الشرق والغرب، ما بين صحراء المشرق وشوارع المغرب، ما بين إمارة رأس الخيمة وباريس. وافتتحت الرواية بعبارة حملت في طياتها علاقة باريس بالإبداع حيث تقول فيها الحمادي “لا أرى في فرنسا سوى لوحة الموناليزا ورواية البؤساء”. اعتمدت فاطمة الحمادي في روايتها أسلوباً واقعياً شفيفاً جمع بين السرد الغني بتحولاته الأسلوبية والحوار المنضبط المتوافق مع بنية الشخصيات “العجوز والفتى وكلارك ولويس وسالي وباتريك ورابيا وماثيو وبريجيت”. واقترنت فصول الرواية لدى فاطمة الحمادي بمقدمات توصيفية قبل الابتداء في كل فصل حيث سبق الفصل الثاني عبارة تقول فيها “أفضل شيء في الحياة أن تجد عيناً تسهر عليك، وقلباً يدعو لك بإخلاص، وحباً لا يعرف مساوئك”، وفي عبارة أخرى “إن كان نتاجي فاشلاً.. فتعال واقنعني باليأس”. وفي هذا الإطار لا يزال المنتج الروائي الإماراتي متواصلاً بالرغم من وتيرته البطيئة إلا أننا من خلال رواية “بين طرقات باريس” لفاطمة الحمادي نشعر بقوة الأرض التي تقف عندها الرواية الإماراتية الطامحة نحو المستقبل الأكثر إنتاجاً.