الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظرية التعلم وعملية العلم

26 سبتمبر 2008 02:15
دخلنا في السنة الجديدة ومازالت هموم التعليم مستمرة، والكل يتحدث في مطلع كل سنة دراسية جديدة عن تطوير التعليم، وأن الأمور ستكون في أفضل حالاتها، ويكثر الحديث عن مخرجات العملية التعليمية في المدارس والجامعات· جميل أن نشـاهد تلك الرغبة في تقديم الجديد والمُفيد في عالم العلم والتعلم، ولكن يجب الاعتراف بأن الاهتمام الآن منصب على التطوير ونسيان التربية التي هي جزء لا يتجزأ من التعليم، وكان ذلك واضحاً في الأحداث التي مرت علينا في الصحف والتلفاز· وكان الواقع دليلاً كافياً على أن كل تلك التصاريح من المسـؤولين ما هي إلا أمانٍ للمستقبل، فالمشاهد لواقع المدارس يشعر أن هناك خللاً كبيراً في نظرية التعلم وعملية العلم· نظرية التعلم ما زالت متخلفة في مدارسنا، وهي سبب في الحالة الدراسية التي تتكرر في حياة الطلاب، فمع بداية التعليم وحتى الآن ما زالت طريقة تلقين الدروس هي الحشو، والمعلم يقوم بحشو عقل الطالب بمعلومات المادة، وما تلبث هذه المعلومات أن تتبخر في اليوم التالي، فهذه الطريقة أصبحت من الطرق البدائية جداً، ونحن الآن في عام 2008 ويجب أن تكون طرق التدريس متطورة، ولا ننكر محاولات إدخال التكنولوجيا كطريقة جديدة لإيصال المعلومات، ولكن عملية الحشو ما زالت موجودة، خصوصاً أن هناك المعلومات التي يجب أن يتبعها تطبيق عملي لكي ترسخ في عقل الطالب، وللأسف الشديد، فإن التعليم لدينا محصور في أربعة جدران خلال ثماني ساعات يتلقى فيها الطالب التعليم· اتساءل لماذا لا تقوم المدرسة بالخروج من تلك الجدران ومحاولة تلقين الطلبة مادتهم الدراسية في حديقة مثلاً، أو مكان من الأماكن الهادئة لتغيير الجو، وهذه الطريقة هي تغيير للروتين اليومي لدراسة الطلبة، فهي تساعد على الفهم وإيصال المعلومة بسهولة، وفوق ذلك غرس جزء مهم وهو محبة الطالب للدراسة، والدليل على ذلك، انظروا إلى المراكز الصيفية والطلبة الملتحقين فيها ونسبة تعلمهم وحبهم لتك المراكز التي في أغلبها هي رحلات علمية عملية تكون فيها الممارسة والمشاهدة والتعلم، فهذه هي فعلاً عملية العلم التي تختلف كثيراً عن نظرية التعلم في المدارس التي لن تتغير ما لم نغير نظرتنا للتعليم ونطورها بطريقة تحبيبها للطالب ومتعة الدراسة· نعم متعة الدراسة، فلو سألنا أكثر الطلبة فسيكون ردهم أين المتعة في التعليم، وتأففهم من الدراسة والذهاب للمدرسة، ولو كان الأمر بأيديهم لما ذهبوا، ولكن هو واقع الحياة، والمتعة هي في تغيير الجو التعليمي، انظروا للدول الأجنبية وكيفيه إمتاع الطالب وغرس محبة الذهاب للمدرسة والإقبال على التعليم، ويكفي أنهم يقومون بأهم الأمور وهي ربط الأسرة بالمدرسة الذي نجده مفقوداً لدينا· بالله عليكم هل حدث في مدرسة أن حضر الآباء إحدى الحصص مع أبنائهم، هل حدث مرة أن تم عمل يوم ترفيهي يتنافس الأب فيه مع ابنه، او أن يقوم الأب بالمشاركة في مساعدة ابنه في حل واجباته الدراسية؟ طبعاً لم نر ذلك، فلم لا يتم إدخال هذه الجزئية في الدراسة والتنسيق مع الشخصيات المشهورة للحضور للمدارس والقيام بزيارة لها والمشاركة في عملية التعليم، تلك الأمور وغيرها هي التي تساعدة على جعل الطالب يستمتع بدراسته ويومه التعليمي· وأخيراً، كفاية علينا ما نصرفه على الخبراء الأجانب الذين لم يقدموا شيئاً ملموساً لغاية الآن، فكل ما نحتاجه هو تغيير نظرية التعلم والتحول لعملية العلم التي تعتمد على النظري والعملي في حياتنا الدراسية، ويكفي أيضاً أن تشكل لجنة لزيارة الدول المجاورة والاستفادة منها وإدخال تلك الأفكار لمدارسنا، وكل ذلك مجرد تنسيق وتنظيم، ولن يكلف كثيراً، فلنجعل مخرجات التعليم طالباً يسعى ويبحث عن العلم بإرادته ويكون مستمتعاً بذلك ولنغير نظرية التعليم وعملية العلم· عبيد الكعبي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©