الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ناقلات النفط تعاني من تراجع أسعار الخام

ناقلات النفط تعاني من تراجع أسعار الخام
31 يناير 2009 00:32
ظلت الناقلات العملاقة الممتلئة بالنفط في المحيط الهندي وحتى خليج المكسيك ترسو رابضة على المرافئ في جميع أنحاء العالم أو تبحر ببطء في أعالي البحار الى وجهة غير معلومة· ويبدو أن هذه السفن تراهن على إضاعة الوقت وهي تعمل كمنصات عائمة لتخزين النفط، بينما تحتسب الشركات والدول التي استأجرت هذه السفن أن أسعار النفط قد انخفضت لأدنى مستوى لها بحيث أصبحت تتحفز للارتفاع· بل إن بعض الدول المنتجة باتت تحاول إجبار الأسعار على الصعود عبر استخدام الناقلات كوسيلة للاحتفاظ بالنفط في خارج الأسواق، بينما يحاول متعاملون استدرار الأرباح عبر الاندفاع في شراء النفط الآن من أجل تخزينه ثم بيعه بأسعار أعلى في وقت لاحق· والغريب أن تخزين النفط أصبح يكتسب شعبية جارفة الى درجة أن سعة المخزون في البر أصبحت تتسم بالندرة وارتفاع الطلب· وحتى قبل ستة أشهر فقط من الآن كانت شركات الطاقة تتدافع من أجل توصيل النفط الى الأسواق وهي تناضل من أجل تلبية الطلب المتنامي في ظل ارتفاع الأسعار· أما الآن وقد أخذ الاقتصاد العالمي يشهد التراجع والانكماش وبدأ الأشخاص في العزوف عن سياقة السيارات فقد انخفض الطلب على النفط بوتيرة متسارعة الى درجة أن نفس هذه الشركات ظلت تتصرف بطرق لم يكن من الممكن تخيلها حتى وقت قريب· فقد عمدت الدول والشركات المنتجة الى التوقف عن عمليات الحفر، بينما لجأت مصافي التكرير الى خفض إنتاج الجازولين وأصبحت الخطط الاستثمارية في جميع أرجاء الصناعة تعاني من التعثر والاضطراب· ولكن المشكلة التي تعاني منها الشركات لم تعد تتمثل فقط في تدني الأسعار وإنما أيضاً في التقلبات والهشاشة التي تتسم بها، وهو الأمر الذي يشير من الناحية التاريخية الى عدم الاستقرار الذي يسود السوق بعد أن أصبح اتجاهه ينطوي على الغموض وعدم وضوح الرؤية· ففي الفترة الوجيزة التي امتدت ما بين أعياد الكريسماس وحتى الأسبوع الماضي ارتفعت أسعار النفط بنسبة بلغت 40 في المائة قبل أن ترتد مجدداً الى مسارها الهابط بحدة· وفي الأسبوع الماضي انخفض سعر برميل النفط الخام بأكثر من 12 في المائة في يوم واحد فقط· وقال دانييل يورجين استشاري الطاقة ومؤلف كتاب ''الجائزة·· تاريخ أسواق النفط العالمية'': ''إن أسواق النفط تعاني من الاختناق وحدة التقلبات وبشكل ظل يزيد من حالة الشعور بالصدمة والغموض والارتباك''· وقبل عام من الآن، كان منتجو النفط وشركات التكرير يناضلون من أجل نقل منتجاتهم بالسرعة الكافية لمقابلة الطلب العالمي المتنامي ومطاردة الأسعار المتصاعدة· أما الآن وبعد أن تراجع الطلب والأسعار الى مستويات متدنية فقد أصبحت هذه الدول والشركات تستلقي على ملايين البراميل المخزنة في المستودعات· ولقد استمر تكدس هذه الكميات الهائلة في غضون فترة المائة يوم الأخيرة أو نحو ذلك بعد أن نأت معظم الدول بنفسها عن استهلاك النفط· وبالإضافة لذلك فقد عمدت الشركات الخاصة وشركات النفط الوطنية والشركات المتعاملة في النفط ومصافي التكرير مجتمعة الى تخزين كميات إضافية بمقدار 80 مليون برميل على ظهر 35 ناقلة عملاقة ومجموعة من السفن الأصغر حجماً، وفقاً لإحصائيات شركة فرونت لاين المالكة الأكبر في العالم للناقلات العملاقة· ولكن مختلف هؤلاء اللاعبين لدى كل منهم أسبابه في البحر أو البر· فشركات النفط الوطنية باتت من الواضح تأمل في إعادة الأسعار المتدنية الى مسار الصعود عبر الاحتفاظ بالنفط بعيداً عن الأسواق، حيث يقال إن إيران وحدها تستخدم عدداً يصل الى 15 ناقلة من أجل تخزين النفط الخام على أمل أن يؤدي ارتفاع الأسعار الى إنعاش اقتصادها مجدداً والذي يعتمد في معظمه على الصادرات النفطية· وكذلك فإن الشركات الخاصة المتعاملة في النفط مثل شركة فيتول ومؤسسة فايبرو قد عمدتا الى تخزين النفط في ظل توقعات بارتفاع الأسعار· ومما لا شك فيه فإن هذه الشركات تستقي معلوماتها من الأسواق التي ينشط فيها المتعاملون في بيع وشراء العقود المستقبلية لتسليمات النفط التي بدأت تشي فيما يبدو الى إمكانية ارتفاع الأسعار في وقت قريب· وقد لاحظ آدم سيمنيسكي كبير اقتصاديي الطاقة في دوتشه بانك أن إحدى الشركات المتعاملة أصبح بإمكانها شراء النفط بسعر فوري لا يزيد على 40 دولاراً للبرميل قبل أن تعمد الى تخزينه ثم بيعه عبر عقود للتسليم بعد عام من الآن بسعر بحوالى 60 دولاراً للبرميل· وهو يقول ''لقد أصبحت الشركات تدفع مبلغاً بحوالي 6 دولارات مقابل تخزين البرميل الواحد ثم تبيعه لاحقاً بربح نحو 20 دولاراً في البرميل· لذا أصبحنا نشهد وتيرة متسارعة في التخزين وفي استئجار الناقلات''· وعلى صلة بذلك ففي الوقت الذي تنبأت في مؤسسة جولدمان ساشز بأن التباطؤ الاقتصادي الحاد سوف يعمل في وقت قريب على خفض أسعار النفط الى مستوى 30 دولاراً للبرميل فقد توقع أحد كبار المسؤولين عن النفط في دولة الكويت مؤخراً بأن الخفض الكبير في الإنتاج الذي تنفذه منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) سرعان ما سيؤدي الى رفع الأسعار مجدداً· عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©