تقوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعتبارا من اليوم بزيارة خمس دول كانت يوما تحت السيطرة الكاملة للاتحاد السوفييتي السابق وتهدف الزيارة إلى محاولة تبديد مخاوف تلك الدول من أن تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا قد يجيء على حسابها. وغادرت كلينتون أمس بلادها متوجهة إلى أوكرانيا وبولندا وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا في أول رحلة لها وهي على قمة الهرم الدبلوماسي الأميركي إلى هذه الدول التي ظلت جميعها تدور في فلك الاتحاد السوفيتي لعشرات السنين. وتسببت مساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى “إعادة ضبط” العلاقات مع روسيا في إثارة شكوك المنطقة خاصة جورجيا من احتمال أن تهمل واشنطن مصالح دول المنطقة مقابل تحسين علاقاتها مع موسكو.
وينفي مسؤولون أميركيون ذلك قائلين إن تحسين العلاقات الأميركية الروسية في صالح الدول المجاورة لروسيا لأن هذه الدول لن يتعين عليها الاختيار بين أي منهما.
وعادت أشباح الحرب الباردة مرة أخرى هذا الأسبوع عندما ألقى مسؤولون أميركيون القبض على 10 يشتبه في انهم جواسيس لروسيا كما احتجز آخر في قبرص لكن واشنطن وروسيا قالتا إن هذه الواقعة لن تضر بالعلاقات بينهما.
ويقول محللون ومسؤولون أميركيون إن زيارة كلينتون ربما تساعد في الرد على مخاوف المنطقة بشأن تحسن العلاقات الأميركية الروسية. وقال ماثيو روجانسكي نائب مدير برنامج روسيا وأوراسيا التابع لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن كلينتون “تحاول إصلاح بعض الضرر الذي يعتقد أنه حدث نتيجة إعادة الضبط (للعلاقات مع روسيا).. فكرة أن أميركا تخلت بشكل أساسي عن حلفاء ما بعد الحقبة السوفيتية”.
وقال فيليب جوردون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا للصحفيين هذا الأسبوع “تحسين العلاقات مع روسيا لا يكون على حساب علاقاتنا مع الدول المستقلة ذات السيادة الواقعة قرب روسيا.. ستكون هذه فرصة... للتأكيد على ذلك وإبرازه”. وتبدأ كلينتون رحلتها في كييف حيث ستلتقي اليوم الجمعة بالرئيس الأوكراني الجديد فيكتور يانوكوفتيش الذي تولى منصبه في 25 فبراير وسرعان ما حقق التوقعات التي كانت سائدة قبل الانتخابات وهي أنه سيعيد أوكرانيا مرة أخرى إلى سيدها السوفييتي السابق. وخلال رئاسة يانوكوفيتش وافقت أوكرانيا على السماح للأسطول الروسي في البحر الأسود بالاحتفاظ بقاعدته في القرم حتى عام 2042 وتخلت عن هدف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وهو الهدف الذي كان يعمل على تحقيقه الرئيس السابق فيكتور يوشينكو ذو التوجهات الغربية. ويقول يانوكوفيتش إنه يعتزم وضع أوكرانيا على مسار وسطي بين روسيا وأوروبا أي تحسين العلاقات مع موسكو وفي الوقت ذاته تقريب بلاده من باقي الدول الأوروبية.
وقال ستيفن بايفر وهو محلل في معهد بروكينجز للأبحاث وسفير أميركي سابق في أوكرانيا “من الأمور التي أتمنى أن تقوم بها الوزيرة عندما تصل إلى كييف هو أن تقول.. استمعوا إلي.. في الظاهر يبدو وكأنكم ملتم بشدة تجاه روسيا. “إذا كنتم فعلا راغبين في علاقة أكثر توازنا فقد يتعين عليكم أن تهتموا أكثر بعلاقاتكم مع الولايات المتحدة ومع أوروبا.” بعد ذلك تتجه كلينتون إلى كراكوف في بولندا يوم السبت لحضور اجتماع لعصبة الدول الديمقراطية ثم تزور أذربيجان وأرمينيا اللتين تتنازعان حول أقليم ناجورنو قرة باغ الساعي للانفصال عن أذربيجان وتقطنه غالبية أرمنية. وتختتم كلينتون الرحلة يوم الاثنين في جورجيا للاجتماع مع الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي.
عدد اليوم
