الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

درس من الحياة

24 أغسطس 2016 23:07
لا شك أن تجارب الإنسان مدرسته للمستقبل. واليوم سأبدأ بموضوع كم عانينا منه في أيام الدراسة، وهي المعادلة «لكل فعل ردة فعل تساويه بالمقدار وتعاكسه في الاتجاه». تفلسفنا كثيراً بمجرد أن سمعنا بهذه القاعدة النيوتنية، وطبعاً لا أريد أن أطيل في مواضيع فلسفتنا لكي أختصر عليكم الموضوع، لذا سؤالي هل فكرتم بهذه القاعدة ملياً؟!!! بالنسبة لي أخذت حيزاً كبيراً وأنا أتدبر وأفسر معانيها فوجدتها تنطبق على مجمل الأفعال التي تمارس من الناحية العملية، فالفعل في اعتقادي المتواضع والمقصود في المعادلة ليس فعلاً يدوياً أو حركياً أو غيره، بل هو فعل معنوي داخلي يقوم به الفرد يعود بالتالي عليه بنفس مقدار ما أعطى في هذا الاتجاه. عملية فلسفية معقدة بعض الشيء ولكن لنأخذ مثالاً لتسهيل الموضوع «شخص يتعامل مع الناس بأسلوب لبق وباحترام ومجتهد في واجباته الاجتماعية والأسرية، سوف تجدون ردة الفعل تأتي على هذا الشخص بالرضا ومحبة الناس له وتعاملهم بمثل ما يعاملهم»، لنأخذ مثالاً آخر، حيث «قرأت في أحد الكتب: لكي تحترف مهمه أو وظيفة أو رياضة فإنك تحتاج لقضاء عدد معين من الساعات يومياً في هذا الهدف لتعود بالاحتراف والإنجاز المطلوب». هنا وعندما نطبق القاعدة والمعادلة تجد فعلاً إنك في حال قمت بإعطاء وقت مناسب لأي أمر سوف يعود عليك بما كنت تبتغي من ورائه، لذا لنعمل على تجربتها سواء في علاقاتها، أو عملنا، أو تعاملاتنا، وفي كل أمر نهتم به لا بد أن تعطيه الوقت اللازم وسوف تجد النتائج المثمرة بعدها بإذن الله.. إن موضوع اليوم معقد قليلاً، إلا أن عقدته انطوت على الطريقة التي تم بها تدريس المعادلة الخارقة لنا، حيث كانت مجرد حديث حول الاحتكاك بين أمرين كمثال تصادم سيارة وأخرى، أو رائحة العطر وتأثيرها في المكان، وغيرها من الأمثلة التوضيحية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، الأمر الذي جعل المعادلة مجرد حديث عابر لمعلومة عادية، إلا أنها في الحقيقة تضم العديد من المعاني والعبر. ما قضيتم من وقت في أمر ما، إلا وعاد عليكم بما قضيتموه فيه، فمن يقض وقته في القراءة والتعلم يعود ذلك عليه بالخبرة والحكمة وغيرها من الفوائد، ومن يقض وقته في هموم الحياة ومشاكلها عادت عليه واتضحت في ملامحه تجاعيدها. فريح سعيد هلال القبيسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©