السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض الزهور الدولي يحتفي بالوردة الشامية ويبرز أهميتها التاريخية

معرض الزهور الدولي يحتفي بالوردة الشامية ويبرز أهميتها التاريخية
2 يوليو 2010 20:49
قدمت أجنحة معرض الزهور الدولي، الذي استضافته دمشق، أزهارها وورودها وأعشابها الطبية أيضاً، كما عُرضت بعض الصناعات القائمة على زراعة الزهور وتقطيرها، واستخلاص الزيوت العطرية منها، وقدمت شركات إنتاج الزهور ما تشتهر به، وعرضت أجنحة أخرى نماذج لتنسيق المروج الخضراء، وتبارى المشاركون في إظهار أحدث وأجمل ما لديهم من أساليب لتنسيق النباتات والأزهار، فضلاً عن عرض بعض التصميمات الهندسية الخاصة للحدائق والساحات العامة، وعرض بعض دور النشر المختصة بإصدار كتب النباتات. كانت دمشق على موعد مع عبق الوردة الشامية في معرض الزهور الدولي، الذي احتضنته حديقة تشرين كبرى حدائق دمشق، وافتتح في 24 يونيو ليختتم فعالياته اليوم. وحفل المعرض بورود وأزهار ونباتات زينة من إحدى عشرة دولة عربية وأجنبية، بينها الأردن ولبنان والسودان والعراق وتركيا وأندونيسيا وإيطاليا، بينما تمثلت دول أخرى بوكلاء وشركات كتايلند وسيريلانكا وألمانيا. وضم المعرض 106 أجنحة، شغلها 38 منتجاً، وإحدى عشرة جمعية أهلية تعنى بزراعة وإنتاج الزهور، فضلاً عن سبع جهات حكومية سورية مختصة، في مقدمتها محافظة دمشق التي تشارك وزارة السياحة في إقامة هذا المعرض سنوياً. الوردة الشامية وصف وزير السياحة السوري سعد الله آغة القلعة معرض العام الحالي بباقة ورد كبرى تقدمها دمشق لساكنيها وزوّارها، مشيراً إلى أن المعرض نشاط سنوي للسياحة الداخلية والعربية، ويعكس الاهتمام بالعناصر الجمالية في حياة المدن وبيئتها ونظافتها. وتشكل الوردة الشامية شعار معرض الزهور الدولي بدمشق، ويعتبر السوريون أن هذه الوردة التاريخية تتكامل مع الآثار الحضارية في سوريا، حيث يُنظر إليها كرمز لمفاتن الطبيعة السورية المتنوعة. وفي بداية المعرض وُزعت على زائريه 15 ألف وردة، كما سبق افتتاحه تنظيم زيارة إلى منطقة القلمون للاطلاع على أماكن زراعة الوردة الشامية في قرية المراح قرب دمشق والتي تشتهر بزراعة وإنتاج الوردة الشامية وصناعة منتجاتها من ماء الورد وشرابه، كما تمت زيارة منطقة دنحي القريبة من مدينة يبرود، حيث يعتمد المزارعون هناك على الري السطحي وبالتنقيط في زراعة الوردة الشامية. وقام المشاركون بزيارة قرية عين التينة القريبة من معلولا الشهيرة واطلعوا على مزارع الوردة الشامية. وقال رئيس اللجنة العلمية لمعرض الزهور الدكتور نبيل البطل إن «الجولة تسهم في تعريف المشاركين بالطرق الصحية والسليمة للتعامل مع هذه الوردة، وإظهار الجوانب الطبية والعطرية والعلاجية التي تتميز بها». أما رئيس جمعية الوردة الشامية، فأكد أن هذه الوردة اشتهرت في العالم كله نظراً لفوائدها الكبيرة من حيث الزيوت وماء الورد. وقال المهندس الزراعي غالب رشدي إن الشام عرفت بالوردة الشامية منذ آلاف السنين، حتى أن الشاعرة الإغريقية سافو التي عاشت في القرن السادس قبل الميلاد، كانت تطلق عليها لقب ملكة الأزهار، وهي تعرف في كل أنحاء العالم باسم روزا داماسكوس، لأنها وفدت من دمشق، ووصلت شجيراتها وعطورها وزيوتها إلى جميع أنحاء أوروبا، ولا تزال رسوماتها بالحصى الملون تفترش أرض قصر الحمراء بغرناطة. جلسات علمية وبيئية يتميز معرض الزهور الدولي الحالي بتقديم جلسات حوار علمية تتناول مواضيع متنوعة حول الوردة الشامية وخطط تطويرها، والأزهار والنباتات في تركيا ودول أخرى، وفرص تبادل النباتات بين هذه الدول، كما ركزت بعض الجلسات على تنسيق الحدائق والأزهار والنباتات. ويهدف المعرض إلى نشر الوعي لحماية البيئة وتنمية المعرفة بالاحتباس الحراري وتسليط الضوء على أهمية الأزهار والورود والأشجار في مواجهة تغير المناخ، وكذلك التعرف على بعض المصطلحات البيئية كالتنوع الحيوي والتدهور البيئي والبيئة المستدامة، وبقية الموضوعات التي تنشر الوعي البيئي، ولاسيما بين الجيل الجديد. ولوحظ مشاركة أكثر من مائة طفل بالرسم بالألوان المائية على لوحة قماشية بطول خمسين متراً، إضافة إلى قيام الأطفال ضمن ورشة النشاطات التفاعلية بتنفيذ مجسمات بمادة الصلصال، وتشكيل لوحات فسيفساء، والرسم على الجرار الفخارية، إضافة إلى الرسم على الوجوه، بينما يقوم أطفال آخرون بالتدرب على تجهيز الأزهار وتنسيقها، وتعرض الأعمال المميزة للأطفال في جناح خاص. كما حفل المعرض بنشاطات فنية كثيفة، فهناك فرق موسيقية تعزف للجمهور يومياً، إضافة إلى فعاليات تراثية وعروض فنية ومسرحية تشارك فيها فرق فنية وعربية وأجنبية. من «الجاحظ» إلى «تشرين الكبرى» معرض الزهور الأول أقيم أول مرة عام 1973 في حديقة الجاحظ في حي المالكي، واستمر فيها عشر سنوات، قبل أن ينتقل إلى حديقة فندق الشيراتون المطل على ساحة الأمويين، لكنه ومنذ عام 1989 استقر في حديقة تشرين كبرى حدائق دمشق وأجملها، ليصبح موسماً من مواسم الجمال الطبيعي الشامي. ويختتم معرض الزهور بحفل يقام في خان أسعد باشا التراثي، حيث سيشهد عروض أزياء من الزهور. كما توزع فيه الجوائز على أجمل جناح، وأفضل تنسيق لباقة ورد، فضلاً عن تقديم جائزة لأحسن صورة فوتوغرافية التقطت من المعرض.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©