الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزائريون يحصِّنون سياراتهم ضد العين والحسد بالأدعية والأذكار

جزائريون يحصِّنون سياراتهم ضد العين والحسد بالأدعية والأذكار
2 يوليو 2010 20:50
يعتقد سائقون أن إلصاق الأدعية والأذكار على الزجاج الخلفي لسياراتهم يحميها من «العين والحسد». ومن الأذكار التي يُكثر الجزائريون وضعها على مرْكباتهم عبارة «ما شاء الله» أو «قل ما شاء الله»، ويقصد بها واضعوها لفت انتباه غيرهم إلى ضرورة ترديد هذه العبارة إذا شعروا في قرارة أنفسهم بالإعجاب بمرْكبتهم، بدل ترديد عبارات قد تجلب الضرر لها كوقوع الحوادث والأعطاب. فخمة وعادية اللافت، أن أصحاب السيارات الفخمة هم الذين يضعون أكثر من غيرهم هذه العبارة في الزجاج الخلفي لسياراتهم، ولكن الأمر لم يبق حكراً عليهم، فقد ركب الكثير من أصحاب السيارات العادية الموجة وزينوها بدورهم بهذه العبارة، وزاد عليها بعضُهم بالبنط العريض «بسم الله ما شاء الله»، بينما وضع آخرون عبارة «هذا من فضل ربي». ويفضل آخرون وضع آية الكرسي أو المعوذات الثلاث داخل سياراتهم كأن يعلقوها في إطار صغير قرب المِقود، أو يلصقوها أيضاً بالزجاج الخلفي للسيارة وكأنهم يسندون إليها مهمة «رد سهام» العين على الحاسد. وكان الجزائريون في العقود الماضية يحاولون تفادي العين والحسد عبر أساليب أخرى موروثة من التقاليد الشعبية ومنها وضع القليل من أشواك التين الشوكي أو الصبَّار في مؤخرة السيارة، حتى تدخل، معنوياً، عين العائن فيرتدُّ إليه بصرُه خاسئاً وهو حسير. الخامسة إلا أن أشهر هذه الأساليب هي وضع»الخامْسة» على الزجاج الخلفي لسياراتهم ومركباتهم المختلفة. و»الخامْسة» هذه هي صورة اليد وهي منتصبة في وضعية «قف» وسمِّيت كذلك نسبة إلى أصابع اليد الخمسة. وكان الجزائريون يعتقدون أنها فعَّالة في درء العين والحسد، وتوارث الجزائريون هذا الاعتقاد منذ العهد التركي على الأرجح (1517- 1830م)، وكانوا إلى عهد قريب يضعون رسوم «الخامْسة» في البيوت والمحال والسيارات وفي كل ملك من أملاكهم التي يرون أنها قد تكون عرضة للعين والحسد. ولكن هذه العادة بدأت في الاختفاء منذ نحو 10 سنوات حتى أصبح من النادر رؤيتها، واقتصر استعمالُها تقريباً على زخرفة اللوحات التشكيلية كرمز فني ذي دلالات تراثية بحتة. ويعود السبب في اختفائها إلى الحملة التي شنها الأئمة والفقهاء على هذا الرمز وتأكيدهم أن أصول استعماله يهودية وأن يهود الجزائر الذين كان عددُهم يصل إلى 120 ألفاً قبل الاستقلال في صيف 1962، هم الذين روجوا لهذا «الطلسم» ونسبوه زوراً وبهتاناً إلى فاطمة ابنة النبي الكريم لتضليل الناس وإفساد معتقداتهم وإيقاعهم في البدع والضلالات، وأدى ذلك إلى العزوف كلية عن استعمال «الخامْسة» واستبدالها بآية الكرسي والمعوذات وبعض الأذكار والأدعية لصدِّ العين. بسم الله يفضِّل آخرون تزيين سياراتهم بعبارة «صلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم» قصد تذكير كل سائق يقرأ هذه العبارة على السيارة التي أمامه بالصلاة على النبي الكريم وبالتالي ربح حسنات معه. وتنتشر أذكارٌ وأدعية أخرى على الزجاج الخلفي لمرْكبات الجزائريين ومنها «بسم الله توكلتُ على الله» و»لا تنسَ بسم الله» ودعاء «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين» داخل الكثير من السيارات، وغيرها من الأذكار والأدعية التي أصبحت تزين شتى المركبات وأضحت إحدى السلع الرائجة لدى باعة قطع الغيار. وإذا كان الانتشار المستمر لهذه الظاهرة يؤشر لمدى تدين الجزائريين، فإنه يدل من جهة أخرى على مدى تخوفهم من العين والحسد، حيث يعتقد كثيرٌ منهم أنهما سببٌ رئيس في حوادث المرور التي تفتك بأرواح 4300 جزائري سنوياً وتحيل سياراتهم حطاماً في رمشة عين، وهو ما لقي انتقاداً واسعاً باعتبار أن هذا التفسير هروبٌ من الاعتراف بحقيقة تهور السائقين وقيادتهم بسرعة فائقة ما يفض في النهاية إلى حوادث مميتة.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©