الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إجازة الربيع «هدنة» دراسية تتحول إلى محنة منزلية.. أحياناً

إجازة الربيع «هدنة» دراسية تتحول إلى محنة منزلية.. أحياناً
2 يناير 2012
قاربت إجازة الربيع على الانتهاء، وقد حلت بعد شهور عدة قضاها التلاميذ ما بين فصول الدراسة والاستذكار سعيا وراء النجاح، وهدأت الخواطر ربما للغالبية منهم بعد أن أدوا الامتحانات على أكمل وجه.وخلال الإجازة واجهت بعض الأسر صعوبة في الإجابة على السؤال، كيف وأين يقضي الأبناء فترة العطلة؟ حيث تتباين الآراء ما بين باحث عن المعاهد والدورات التدريبية التي تصقل مهارات الطالب خلال فترة الإجازة وما بين باحث عن الرفاهية لتعلم السباحة وضروب الرياضة المختلفة، في حين ضمت بعض الأحياء السكنية مجموعات الأطفال في ألعاب كرة القدم والألعاب الجماعية الأخرى. وفي المقابل حول بعض أولياء الأمور الهدنة من العام الدراسي إلى محنة لسوء استغلال وقت الفراغ وتهيئة الأبناء للفصل الدراسي الثاني. (أبوظبي)- الكثـير من الآباء والأمهات يحرصون على استغلال إجازة الفصل الدراسي الأول لأولادهم على النحو الأمثل، وما إن تبدأ الإجازة يبدأ الآباء يتساءلون “أين سيقضي أولادنا وقت فراغهم ؟ وبماذا يقضونه؟ وماذا سيفعلون خلال أيام الإجازة ؟ ويحتار الكثيرون في ماذا يفعلون، وفي الوقت ذاته يحتارون أين يسجلون أولادهم وما الفرص المقدمة لهم، البعض من الأهالي يجد وجود الأطفال كابوسا مزعجا في البيت حيث يقضي منهم وقته في المنزل في اللعب واللهو ما قد يعرض هؤلاء إلى مشاكل يتوجب على الأهل الاستعداد لها والعمل على حلها وآخرون يقضون فراغهم في ممارسة ما هو مفيد لهم. استثمار الطاقة إن استغلال فراغ الإجازة عند الأطفال يعزز نشاطهم بجانب تنمية المواهب الكامنة، كما تُعد ممارسة الرياضات المختلفة وفنون الرسم تندرج في إطار الأساليب الناجعة لتفريغ طاقات الأطفال، وعن ذلك توضح الأخصائية الاجتماعية ندى أحمد أن الطلبة في الفترة الحالية يبحثون عن أنشطة أخرى غير تلك التي عهدناها منذ أن كنا صغارا، فهم يتطلعون إلى نشاطات تثري عقولهم وتنمي مواهبهم الكامنة في ذواتهم كما يبحثون عن التسلية والإبداع، ومن الجميل أن يفكر الجميع من الآباء والأمهات والمسؤولين في خلق جو مرح ومسل لأولادنا المتعطشين والذين يعيشون في حالة يسودها الملل والفراغ في فترة إجازة الفصل الدراسي الأول والتي تستمر تتعدى أكثر من 15يوما. وتشير إلى ضرورة الاهتمام بالأطفال، خاصة أن أمرهم أسهل بكثير عن الشباب لأنهم يرضون بما يُوفر لهم من تسالي وجو تملؤها المتعة والحيوية، إلا أننا نطمح إلى أن نجد ما يمكننا من خلاله استغلال فراغ أوقاتهم وفي نفس الوقت استثمار طاقاتهم الكامنة وإبرازها للمجتمع. من جهتها تؤكد صالحة حمد، ربة بيت، أن الأطفال بطبيعتهم يحبون الحركة والنشاط وهذه الطاقة الكامنة يطلقها الأطفال في المدرسة حيث يقضي وقته مع زملائه، وبالكاد يرجع البيت وقد نفذت منه طاقته الكبيرة، لذا تواجه الأمهات مشكلة في الإجازة وتجدها تبحث عن معهد لتعليم أطفالها الرياضيات واللغة الانجليزية . وتضيف، الطفل في الغالب قد لا يجد المتعة في هذه المعاهد لاعتمادها على أسلوب التعلم فقط متناسية أسلوب الترفيه والتنفيس عن هؤلاء الصغار الذين يحبون الأساليب المرحة، لذا قد يلتزم بعضهم للذهاب في البداية ومع الأيام يتثاقل ولا يتشجع للذهاب للتعلم. وعن جدولها الذي أعدته لهذه الإجازة تشير صالحة التي لديها 4أبناء من الذكور إلى إنه سيكون موزع ما بين زيارة الأماكن السياحية بالدولة والتعرف عليها إلى زيارة الأهل وتخصيص أسبوع ونصف في التسجيل بأحد مراكز التدرب على الفروسية ليساعد كل هذا في تطوير وتحسين بنية أجسادهم ومعرفة مهارات ركوب الخيل. إجازة مفيدة ولا يختلف جدول سالم الشامسي الذي أعد برنامجا يتضمن الكثير من الأنشطة المفيدة حيث يقول: على الأسر أن تولي اهتماما خاصا بأبنائها الطلبة لأنهم أساس بناء المجتمع، وإذ ما اهملوا نشأ جيل ضعيف لن يساهم في بناء وتطوير نفسه، وان ما اهتمت الأم بطفلها وسخرت كل قدرتها للقضاء على الفراغ الذي يعيشه الطفل في فترة الإجازات المدرسية ما سيساعد على التطوير الفردي ومساهمته في المجتمع بصورة أكبر. ولفت إلى أنه من أجل أن يعيش الأبناء إجازة ممتعة ومفيدة فقد اتفق على تخصيص 3 أيام من الإجازة بعمل مسابقة قراءة قصة وتلخيصها مع مسابقة أخرى بتوفير معلومات مفيدة ومفصلة لبعض الأماكن السياحية الموجودة في الدولة وتقديمها كبحث وسيحصل البحث الفائز على هدية قيمة، وبخصوص البرامج الترفيهية، فقد تم الاتفاق بعمل مخيمي ترفيهي يشمل برامج متنوعة تعلم الطفل مهارات حياتية كالاعتماد على النفس والصبر وممارسة أنشطة مختلفة وجميعها تقوم على توجيهات سليمة عند الطفل وغرس العادات والسلوكيات الحسنة. بينما اعتبرت هيام عبد الخالق، موظفة بالقطاع الخاص، أن الإجازة تمثل التحدي الحقيقي للأسر العاملة إذ يتوجب على الآباء والأمهات تغيير الروتين المنتظم إلى آخر تسوده الفوضى والتغير السريع بسبب حجم المتعة والترفيه الذي يتوقعه التلاميذ أثناء العطلة، وذلك بتغيّر النسيج الاجتماعي إذ لا يوجد متنفس اجتماعي أسرى يستوعب التلاميذ أثناء العطلة ويلبي مطالبهم الترفيهية الأمر الذي يضيف عبئاً مادياً ومعنوياً على كاهل الأسر. وقالت أنا عادة أميل لإشراك أطفالي بمعهد تعليمي لتعلم اللغة الفرنسية إلى جانب تنظيم رحلات قصيرة للمرافق العامة والترفيهية. تجديد النشاط في مقابل ذلك لم تفكر زينب إبراهيم 37عاماً أن تعد برنامج ترفيهيا لأبنائها الثلاثة، ولم تبحث لهم عن معهد أكاديمي لقضاء أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة بل جعلتهم يلعبون في المساء في الحي مع رفقائهم، وفي الصباح تصحبهم إلى والدتها تخوفاً من تركهم في المنزل خاصة وأن عمل والدهم يتطلب عودته في المساء. وأوضحت أنها لا تميل إلى تسجيل أبنائها في المعهد التعليمي وتعتبره إرهاقاً للتلاميذ وإكراهاً لهم قد يدفع بهم لاستقبال الفصل الدراسي الثاني خصوصاً وأن المذاكرة تستنفد جهدهم أيام الامتحانات مما يستوجب إجازة تجدد طاقاتهم وتجعلهم مهيئين للعودة بنشاط وحماس أكثر. مشاهدة التلفاز ويعترف زايد عبدالله طالب بالصف السادس أنه لم يحضر أي برنامج تدريبي، ويفضل قضاء إجازته في الرياضة ومشاهدة التلفاز ومطالعة القصص وتصفح الإنترنت، وزيارة الأهل والأقرباء، لكنه لا يكترث كثيرا بموضوع القراءة ويفضل الابتعاد عنها قليلا، ولا يفعلها إلا بضغط من والديه، ويؤكد أن المدرسة لا تساعده في وضع مخطط لكيفية قضاء إجازته. أما الإجازة بالنسبة لهند البلوشي بالصف الرابع، فهي مناسبة وفرصة للعب واللهو المباح مع تصفح الإنترنت والزيارات العائلية، بعيدا عن أجواء الدراسة والقراءة، وان كانت تستثمر جزءاً من العطلة للتقوية في بعض الدروس التي تعاني ضعفا فيها . رأي مختص وأخيراً جاءت الإجازة كلمة تتردد بين التلاميذ والطلاب، وتجدهم سعيدين بقدوم الإجازة وتفكيرهم مرتبط بالنوم والسهر ومشاهدة الأفلام والسفر لقضاء العطلة في مكان ممتع، والمعلمات يحتفلن في آخر يوم لهم ويختصرن أوقات الحصص الدراسية وترى الفرحة والابتسامات على وجه الجميع فالدراسة انتهت. إلى ذلك تجد فاطمة العلي، متخصصة إرشاد أسري ارتباط أذهان الناس بأن الإجازة للراحة والنقاهة، ونتيجة لذلك نرى الأطفال ينامون لساعات طويلة في النهار، ويسهرون لساعات متأخرة بالليل، متناسين أن أيام الإجازة وأيام الدراسة واحدة، فاليوم عبارة عن دقائق وثواني ويحتاج إلى القيام بأعمال مفيدة وحين نبادر بسؤال الطفل ماذا تعمل ؟ يقول لك أنا عندي إجازة فهو اقتنع أن الإجازة ليس بها أي عمل وإنما راحة وتضييع وقت ولعب. وأضافت العلي تعتبر الإجازة بوجه عام بالنسبة للطلبة امتيازًا خاصًا، إذ أن الوقت لا يحتسب خلالها، وتحرره من الالتزام بالمواقيت التي يتقيد بها خلال العام المدرسي حين يكون لكل عمل يقوم به وقت محدد، مثلاً النوم والاستيقاظ في ساعة محددة، والدرس ضمن فترة محددة، والنشاطات الترفيهية لها وقتها، واحتساب الوقت خلال العام الدراسي يجعل فترة الجلوس مع الوالدين قصيرة نسبيًا، وبالتالي لا يكون لديهما الوقت الكافي للاستماع إلى كل ما يواجهه الطفل من مشكلات، فيما يكون حضورهما أكبر خلال الإجازة، فيتاح لهما الوقت الكافي للاستماع إلى طفلهما والإجابة عن أسئلته، واكتشاف رغباته ومراقبته عن كثب وهو يكبر، مما يساعد الطفل في بناء ثقته بنفسه بشكل قوي، خصوصًا إذا كان الوالدان صاحبي عقلية منفتحة ويتميزّان بالهدوء فيقدمان له نموذج تماهٍ إيجابيًا عن العلاقة الأسرية. وأشارت إلى أنه لو تطرقنا إلى الجانب النفسي والتربوي، فإننا كلما حاولنا استثمار فراغ أولادنا بمختلف الأنشطة فإن ذلك ينعكس بالإيجاب عليهم، فهذه الأنشطة التي يمارسها الأولاد تعزز الثقة بالنفس وترفع من مستوى التقدير الذاتي عند الشخص، بالإضافة إلى ذلك هي تفتح مجالا للطالب في إبراز إبداعاته للمجتمع والتعرف على هواياته وميوله، مما يضفي نظرة إيجابية على الشخصية، على عكس ذلك الطالب الذي نراه مهملا من قبل والديه لا يعرف أي الطرق يسلك، فتارة نراه يمارس النشاط الفلاني وما أن يمل ينتقل إلى غيره وهكذا بلا هدف يذكر، والنتيجة هي انعدام الثقة بالنفس والانطواء والانغلاق على الذات، كذلك الطفل الذي لا يُستغل وقته نراه طفلا عدوانيا عنيدا متمردا وعصبيا، وذلك نتيجة كبت الطاقة الموجودة لديه وعدم تفريغها فيما يرغب، لذا من الضروري جدا أن يحاول الوالدان قدر الإمكان توفير أنشطة حتى وإن كانت بسيطة متمثلة في قضاء وقت على البحر أو في الحديقة، وهذه لها أثر إيجابي على نفسية الشخص. «إنجازاتي في الإجازة» اقترحت فاطمة العلي متخصصة الإرشاد الأسري على الأمهات إحضار صندوق ملون ومختلف لكل طفل وأن تكتب عليه «إنجازاتي في الإجازة»،وأن تطلب منه أن يكتب كل عمل يقوم به ويضعه في الصندوق. وبعد الانتهاء من إنجازه، يتم فتح الصناديق وحساب عدد الإنجازات لكل واحد، التي من الممكن أن تتضمن، حل 10 مسائل حسابية متفرقة، رسم وقت الفجر ووقت الغروب والتفكر في عظمة الخالق، وقراءة قصة واستخراج 3 فوائد منها، والبحث عن أماكن ممتعة لزيارتها داخل الدولة أو خارجها وجمع معلومات عنها، وعرض فيديو أو فيلم هادف ومناقشته، تعليم أحد أفراد الأسرة شيئا عن الصلاة أو أي معلومة تفيده في طاعة رب العالمين وتعليم الصغار الأحرف، وغير ذلك من الأعمال التي تراها الأسرة مناسبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©