منهجية عدنان حمد

حفلت مباريات بطولة كأس الأمم الآسيوية بالعديد من المفاجآت، أبرزها تعادل منتخبي الأردن واليابان، بعد أن كان “النشامى” الأقرب إلى الفوز، وفوز المنتخب السوري على نظيره السعودي بهدفين مقابل هدف واحد. وفي تقديري أن المدرب عدنان حمد نجح في اعتماد المنهجية السليمة لإعداد المنتخب الأردني منذ تعاقده معه حتى الآن، وساعده تطور إمكانات اللاعبين، خاصة الشباب منهم، الذين أصبحوا خير داعم للاعبين الكبار، وبالتالي الوصول بمنتخب الأردن إلى المستوى، الذي أثلج قلوب كل العرب، من خلال تقديم أجمل العروض الفنية واللمحات الجميلة، وإظهار أفضل التكتيكات والتكنيكات الكروية، التي هيمن وتفوق من خلالها على المنتخب الياباني الحائز على اللقب الآسيوي ثلاث مرات. والمتابع لمباراة المنتخب الأردني والياباني لمس بوضوح الرؤية السليمة للمدرب عدنان حمد لأحداث المباراة وانتهاجه واعتماده على تطبيق الخطط الدفاعية والهجومية المناسبة لإمكانات وقدرات لاعبيه، وفي مقدمتهم الحارس عامر شفيع، الذي ذاد عن مرماه بمهارة، والمهاجم حسن عبد الفتاح، الذي كان له شرف هز الشباك اليابانية، ومعهما محمد عبد الحليم وبشار بن ياسين وشادي ابو هشهش وحاتم عقل وعدي صيفي وعبد الله الذيب، وغيرهم، الذين استحقوا الثناء والتقدير لانضباطهم في الملعب وحسن تطبيقهم خطط المدرب عدنان حمد، خاصة في التنظيم الدفاعي والهجوم السريع المرتد الفعال، وبقدر سعادة الجمهور الأردني، الذي احتشد على مدرجات الملعب، ومعه الجمهور الخليجي وخلفهم الجمهور العربي، بالعرض الممتع، الذي قدمه لاعبو “النشامى”، فإن الألم قد اعتصر قلوب الجميع لهدف التعادل الياباني، الذي جاء في الوقت القاتل نتيجة خطأ المدافعين وحارس المرمى. لقد عودنا المدرب عدنان حمد على كيفية إحكام الدفاع عبر دراسته الواسعة ومعايشته الناجحة للأندية الإيطالية ومن ثم تطبيق الخطط الهجومية الفاعلة، التي تعلمها من أبرز المدربين، الذين أشرفوا على تدريبه وهو يلعب لنادي الزوراء والجوية في الدوري العراقي، ومن ثم لتشكيلة المنتخب العراقي. في الوقت، الذي يعد فيه تعادل منتخب الأردن مع اليابان بالمفاجأة، فإن الفوز، الذي سجله منتخب سوريا على منتخب السعودية 2 - 1، كان المفاجأة الكبرى مقارنة بمكانة ومستوى الفريقين ورصيدهما على المستوى الآسيوي إذا ما علمنا أن الفريق الأخضر هو المنتخب العربي الوحيد، الذي نال اللقب ثلاث مرات، وبشهادة كل من شاهد المباراة، فإن المنتخب السوري استحق الفوز الثمين إثر مثابرة واجتهاد لاعبيه وحسن تعاونهم في تطبيق خطط المدرب، خاصة عبد الرزاق نجم المباراة صاحب الهدفين، ليعطوا بذلك درساً مفيداً للاعبين السعوديين، الذين كانوا أسماء فقط في الملعب، والذي يهمنا أن ترتفع جميع المنتخبات العربية، التي تشكل نصف عدد الدول المشاركة إلى مستوى المسؤولية والثقة المناطة بها، وأن يكون التنافس على أشده مع الفرق الآسيوية على اللقب. almla3eb@yahoo.com