الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تفاح» مولدافيا يقاوم «الحصار» الروسي

«تفاح» مولدافيا يقاوم «الحصار» الروسي
25 ابريل 2015 21:15
راكوفات (أ ف ب) فرضت موسكو في يوليو الماضي حصاراً على استيراد الفواكه والمعلبات المولدافية في رد على توقيع السلطات المولدافية اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك باتت العائدات بالكاد تغطي النفقات، في حين أن الزراعة في الأساس لا تدر الكثير من المال. وكلفت هذه الإجراءات التي طالت أفقر بلد في أوروبا والزراعي بغالبيته، 145 مليون دولار أتت كلها تقريباً على حساب مزارعي التفاح. وقد اهترأت عشرات آلاف الأطنان من التفاح في الحقول، إذ لا يملك صغار المزارعين القدرة على حفظها. وزاد من الطين بلة، تراجع قيمة العملة المحلية بنسبة 30% تقريباً منذ نوفمبر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع في كلفة التسليفات المصرفية وفي استيراد المبيدات. ولتعويض هذه الخسائر، حاول الكثير من المزارعين التوجه إلى أسواق أخرى. وفتح اتفاق التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ منذ سبتمبر الماضي باباً، «إلا أن الدخول إلى السوق الأوروبية أمر صعب وبطيء»، على ما يؤكد آسفا رئيس جمعية «يوني اجرو بروتيكت» السكندرو سلوساري. ويوضح أن مولدافيا «صدرت بالكاد أربعة الآف طن من التفاح إلى أوروبا، وبالتحديد إلى رومانيا. وهذه كمية ضئيلة جداً بالمقارنة مع إنتاجها السنوي البالغ 400 ألف طن من التفاح». وفي مبادرة غير متوقعة، استثنت موسكو «بصفة تجريبية»، من الحصار نهاية فبراير الماضي، عشرة مصدرين مولداف للتفاح. وقال نائب وزير الزراعة فلاد لوجين، إن حوالى عشرة شاحنات ثقيلة محملة 200 طن من التفاح توجهت إلى روسيا. وقبل الحصار كانت السوق الروسية تمتص 200 ألف طن تقريباً من التفاح سنوياً، فيما بقية الإنتاج يستهلك محلياً، ويشمل مصانع الأغذية المعلبة، أو يصدر إلى دول رابطة الدول المستقلة من بينها كازاخستان. ويوضح سلوساري أن المستهلك الروسي لم يحرم كلياً من الفاكهة المولدافية، «فنحن ندرك جيداً أن غالبية ما نرسله إلى بيلاروسيا وكازاخستان ينتهي في الواقع في روسيا». إلا أن هذا الأمر يفرض تكاليف إضافية مرتبطة بالنقل، وأسعاراً أقل بنسبة 30% بالمقارنة مع تلك التي كانت معتمدة سابقاً في عمليات التصدير من دون وسيط باتجاه موسكو. ويؤكد سلوساري «من دون دعم الدولة سيموت جزء كبير من البساتين». ويعتبر فوركوليتا أن الدولة ينبغي أن تبذل المزيد في سبيل الزراعة «القطاع الاقتصادي الوحيد الكفيل بتحقيق الأرباح». إلا أن الكارثة الناجمة عن الحصار الروسي أظهرت ضرورة تنويع الأسواق. ويوضح المسؤول نفسه «السوق الروسية غير مستقرة ولا يمكن الاعتماد عليها. صحيح أن المنافسة ضارية في الاتحاد الأوروبي، إلا أن ذلك يدفعنا إلى أن نصبح مهنيين أكثر وأن نزيد قدرتنا على المنافسة. ويجب أن نوجد فيها الآن». في بوكوفات على بعد ثلاثين كيلومتراً من العاصمة كيسيناو، أقام يون كيليانو مزرعة تتمتع بقسم للتوضيب وببرادات حديثة جداً. ويتم فرز التفاح بحسب اللون والحجم لتصديرها إلى ليبيا ومصر وكازاخستان. وهو يؤكد أنه بحث عن أسواق جديدة في دول الاتحاد الأوروبي «إلا أن البيروقراطية الأوروبية» عرقلت مساعيه. ويختم قائلاً «نحن المولداف لطالما عانينا من أننا نقع عند تقاطع مصالح مختلفة. هذا قدرنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©