باكستان تقتل 22 متشدداً وتبحث فتح جبهات جديدة

قال مسؤولون باكستانيون أمس إن القوات الباكستانية قتلت 22 متشددا في منطقة كورام على الحدود مع أفغانستان بعد أن قالت الحكومة إن من المحتمل فتح جبهات جديدة مع المتشددين في شمال غرب البلاد. وبدأ الجيش في أكتوبر هجوما كبيرا في وزيرستان الجنوبية هي منطقة قبلية يسكنها البشتون على الحدود مع أفغانستان وقال إنه قتل نحو 600 من أفراد طالبان الباكستانية لكن لم يتسن التحقق من جهة مستقلة من ذلك العدد. غير أنه يعتقد أن الكثير من المتشددين فروا إلى مناطق قبلية أخرى تشيع بها الفوضى وتسكنها أغلبية من البشتون على الحدود مع أفغانستان. وتريد الولايات المتحدة من باكستان التعامل مع فلول طالبان الأفغانية الموجودة على الحدود في إطار استراتيجيتها لتحقيق الاستقرار في أفغانستان بعد ثماني سنوات من إطاحة قوات قادتها واشنطن بحكومة طالبان. وحسب وسائل إعلام باكستانية فقد كان من المقرر أن يصل قادة عسكريون أميركيون منهم قائد القيادة المركزية الجنرال ديفيد بتريوس إلى إسلام اباد أمس لإجراء محادثات. وقال مسؤولون وضباط مخابرات إن قوات باكستانية مدعومة بالمدفعية والمقاتلات هاجمت متشددين في منطقة كورام الليلة قبل الماضية وأمس ودمرت عشرة من مخابئهم. وصرح مسؤول رفيع في الحكومة طلب عدم نشر اسمه “قتل نحو 15 متشددا في قصف في وقت متأخر السبت ووافتنا أنباء بمقتل سبعة آخرين أمس” وأكد مسؤولو مخابرات عدد القتلى وقال مسؤول عسكري إن خمسة جنود لقوا حتفهم أيضا خلال القتال. والهجوم الذي يشنه الجيش في وزيرستان الجنوبية هو أكبر هجوم للجيش منذ سنوات ويشارك فيه 30 ألف جندي. ورد المتشددون بشن تفجيرات في بلدات ومدن في هجمات لقي فيها المئات حتفهم. وحقق الجيش مكاسب كبيرة في وزيرستان الجنوبية وسيطر على سلسلة من معاقل طالبان لكن يعتقد أن الكثير من المتشددين فروا إلى مناطق أخرى في شمال غرب البلاد بما في ذلك كورام وأوراكزاي ووزيرستان الشمالية. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس إن الجيش ربما يحول تركيزه إلى أوراكزاي الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة بيشاور المتاخمة لكورام. وتمثل أوراكزاي وكورام معقلين لحكيم الله محسود زعيم طالبان الباكستانية. وتراجع جيلاني عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق أمس الأول وقال فيها إن الجيش أنهى هجومه على طالبان في معقلهم جنوب وزيرستان ليقول إن الهجوم مستمر. وقال للصحفيين في مدينة كراتشي في تصريحات أذاعها التلفزيون الحكومي حية على الهواء مباشرة “ربما قلتها في سياق مختلف”. وأضاف قوله “العملية في جنوب وزيرستان مستمرة بنجاح كبير.. ولا يمكنني الإفصاح عن أي جدول زمني لانتهائها”. ويقول مسؤولو مخابرات إن قوات أمنية تتحرك ضد المتشددين في أوراكزاي منذ أسابيع لكن كورام تتسم بالهدوء بصورة كبيرة. ويقول الرئيس الأميركي باراك أوباما إن تحقيق الانتصار في أفغانستان لن يكون ممكنا إلا بتعاون باكستان وبذل جهود أكبر للقضاء على مخابئ المتشددين داخلها. ويخشى مسؤولون باكستانيون أن تدفع خطته بإرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان بالمتشددين نحو الحدود مما يسبب المزيد من المشكلات لباكستان التي تسعى جاهدة أيضا لتحسين اقتصادها الذي تضرر بسبب المخاوف الأمنية. وتسببت محاولات الولايات المتحدة لدفع باكستان للقضاء على مقاتلي طالبان والقاعدة وكذلك هجمات الطائرات الأميركية بلا طيار على متشددين مشتبه بهم في إثارة مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في باكستان وفي توترات سياسية.