الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أنامل النساء تزخرف اللوحات بالخط العربي

أنامل النساء تزخرف اللوحات بالخط العربي
2 يوليو 2010 21:44
تقيم إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة معرض “فن القلم” في مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة بمنطقة التراث بالشارقة القديمة، ويستمر المعرض حتى الثامن من الشهر المقبل. والمعرض هو نتاج مجمل الأنشطة التي قام بها مركز فن الخط العربي والزخرفة خلال الفصلين الدراسيين السابقين، مشتملا على 37 عملا فنيا أنجزها تسع عشرة فنانة من بينهن ثلاث من الإمارات وخمس من اليابان وواحدة من كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا، وتوزعت الأخريات على الباكستان وتركيا ودول العربية. وبدا في المعرض أن الفنانات قد تأثر صنيعهن العربي الصميمي بثقافتهن الشخصية، ويتضح ذلك في أعمال الفنانات اليابانيات حيث الأعمال طولية في أغلبها ويتجه بناء التصميم نحو الأعلى في امتداد عمودي، في حين تذكّر رشاقة الخط وقوته وصلابته بفن الخط الياباني، ذلك الفن العريق في الثقافة اليابانية، وسواها من الثقافات الآسيوية التي ما يزال شكل الأحرف التي فيها تصويريا. وكذلك تزين البعض من هذه الأعمال بنقوش وزخرفات ذات ألوان متعددة وتبدو للناظر إليها كما لو أنها خلفية للخط بوصفه مركز العمل ونقطة التوازن المركزية فيه على نحو ما يحدث في اللوحة المعاصرة، وربما تكون الأجمل من بين هذه الأعمال تلك التي كانت خلفيتها زرقاء فيروزية أقرب إلى لون البحر في لحظة صفائه، فقد وظفت الفنانات اليابانيات والفنانة الكورية إمكانات الخط العربي وجمالياته في إنتاج أعمال تنتمي إلى الحروفية العربية تماما لكنها متأثرة بكلاسيكيات فن الخط الياباني. أما المنتج الذي يحمل توقيع الفنانات العربيات، فجاء غالبا أفقيا، وقد استفاد من هذا الامتداد لإعطاء قيمة أخلاقية، وربما وعظية أيضا للكلام في اللوحة، فجاءت هذه القيمة ذات مسحة دينية عزز من حضورها الألوان البنية المائلة إلى الأصفر والأزرق التي هي ألوان صوفية بامتياز. وتبدو الفنانة العربية أكثر ميلا إلى التقشف في الزخرفة والتزيين، ربما لذلك بدت هناك مساحات بيضاء واسعة مرفقة بتزيينات تتكرر وحداتها الهندسية أفقيا وعموديا، وتأخذ جماليتها الخاصة من ذلك التناغم بين عناصرها الفنية التي كما لو أن دورها في الإحاطة بالكلام هو إبراز هذا الكلام كي تصطدم عين المتفرج به أولا ثم بقية العناصر التي يتكون منها التصميم. وبالنظر إلى أن هذا المعرض هو منجز نسائي إلى حدّ كبير، فإن المرء يحسب أن هذا الفن، أي فن الخط العربي وزخرفته سوف يؤول إلى النساء وليس من الضرورة أن تكون هذه النساء من العربيات المسلمات بل من الواضح أن عظمة هذا الفن قد تركت أثرا بيِّنا على نساء من ثقافات أخرى ومعتقدات أخرى أيضا. ويعزز من ذلك، على ما يبدو، أن هذا الفن المتطلب وقتا وجهدا ذهنيا وتخييليا وتركيزا عاليا وثقافة متخصصة، أن النساء أكثر دأبا على الاستمرار في مزاولته وأكثر حدبا على الاستغراق في تفاصيله، خصوصا وأن أي خطا ولو بمقدار درجة واحدة في بناء التصميم سوف يقود إلى خطأ في بناء اللوحة كله لتصير شيئا آخر لا ينتمي لهذا الفن.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©