تفاعلت سوق أبوظبي للأوراق المالية بقوة مع أنباء الدعم المقدم من حكومة أبوظبي لإمارة دبي بقيمة 10 مليارات دولار، لتعوض بارتفاعات الأمس غالبية الخسائر التي تكبدتها منذ نهاية نوفمبر الماضي، بإضافة 207 نقاط إلى مؤشر السوق الذي اخترق حاجزي 2700 و2800 نقطة في جلسة واحدة.
وأغلقت سوق أبوظبي أمس على ارتفاع نسبته 7.93% عند المستوى 2821.11 نقطة، مدفوعة بارتفاع نحو 30 سهماً بالحد الأعلى، في وقت اختفت فيه عروض البيع عن شاشات التداول مقابل طلبات شراء كبيرة.
وأدى انحسار عروض البيع إلى تقليص أحجام تداولات السوق إلى نحو 152.5 مليون درهم، توزعت على 57 مليون درهم، وتم تنفيذها من خلال 1.222 ألف صفقة.
وأشار وضاح الطه الخبير في أسواق المال المحلية إلى أن السوق كانت مستعدة لهذا النوع من الارتفاعات بالنظر إلى حاجتها للأنباء المطمئنة بعد سلسلة من الانخفاضات المبالغ فيها.
واعتبر الطه أن الأنباء التي ذاعت حول دعم حكومة أبوظبي لدبي تعتبر تمثيلاً واقعياً للتعاون الاستراتيجي القائم بين الإماراتين دون شروط أو ضمانات.
وأضاف أن إمارة دبي استطاعت من خلال إعلانها أمس التأكيد على قدرتها المتعلقة بسداد التزاماتها قصيرة الأمد، فضلاً عن تأكيد المصرف المركزي بدعمه المباشر والقوي لكافة مصارف الدولة.
وزاد “تلك الأنباء ساهمت في إيقاف نزيف السوق واسترجاعها جزءاً من الخسائر التي تكبدتها”.
وقلل الطه من أهمية ضعف أحجام تعاملات السوق رغم ارتفاعاتها القياسية مشيراً إلى أن ضعف التداولات يعد أمراً استثنائياً بسبب ارتفاع الأسهم إلى حدودها العليا.
وقال الطه الأمر لا يعتبر ضعفاً في السوق بقدر ما هو دلالة على محدودية العروض مقابل ارتفاع حجم الطلبات”.
من جهته، أشار جمال عجاج مدير التداول في شركة الشرهان للأسهم والسندات إلى أن المستثمرين أظهروا رغبة في عدم البيع، مستندين إلى توقعات بفرص تحقيق السوق مزيداً من النمو والارتفاع والتحسن.
واعتبر أن هذا التوجه يعتبر مبرراً في ظل قيام غالبية المستثمرين بالشراء على أسعار مرتفعة ولا يريدون البيع بخسارة في الوقت الراهن.
وأضاف “بالنسبة للمستثمرين الذين قاموا بعمليات شراء في الفترة الأخيرة فإنهم قد يقومون بعمليات تسييل لجني أرباح على عدد من الأسهم”.
واتفق الطه مع عجاج في توقعات جني الأرباح، مشيراً إلى أنه في ظل معطيات الارتفاعات الأخيرة يبدو أنه من الصعب المواصلة بنفس النهج صعوداً، إذ تعتبر الأسعار الحالية محفزاً للعديد من المضاربين على عمليات جني أرباح على أسهم منتقاة.
وأشار عجاج إلى أنه وبالنظر إلى طبيعة تداولات الأمس، فقد كانت الغلبة للمستثمرين الأفراد، تبعاً لأحجام التداولات، بعد قيام المؤسسات بعمليات الشراء خلال الجلسات الماضية.
وشهدت عمليات الشراء المؤسسي تدنياً من حيث القيمة، إذ بلغت نحو 38 مليون درهم، في المقابل، بلغت قيمة عمليات الشراء الفردية في سوق أبوظبي امس نحو 114.6 مليون درهم، إلا ان حجم مبيعاتهم بلغت قيمتها 126.4 مليون درهم، بحسب البيانات الإحصائية الصادرة عن سوق أبوظبي.
من جانب آخر، تركزت عمليات الشراء في فئة المستثمرين الأجانب، حيث بلغ صافي الاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي أمس نحو 15.5 مليون درهم كمحصلة شراء، في حين سجل المستثمرون المحليون صافي استثمار بقيمة 10.8 مليون درهم كمحصلة بيع، إلى جانب العرب حيث بلغ صافي استثماراتهم نحو 4.6 مليون درهم كمحصلة بيع أيضاً.
وقادت أسهم الشركات العقارية موجة الصعود والنشاط في السوق أمس، حيث سجلت أسهم الدار وصروح ارتفاعات بالحد الأعلى، عند سعر 4.92 و2.76 درهم على التوالي. وتصدر بنك الخليج الأول قائمة الأسهم ارتفاعاً بالحد الأعلى عند سعر 15.95 درهم، وسهم أبوظبي الإسلامي عند سعر 3.12 درهم.
كما وفر سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات دعماً لمؤشر السوق بارتفاعه بالحد الأعلى عند سعر 11.8 درهم، كما ارتفع سهم بنك أبوظبي الوطني ليخترق حاجز 13 درهماً بالحد الاعلى.
وعلى الصعيد القطاعي، سجلت جميع القطاعات المدرجة في السوق ارتفاعات شاملة بقيادة القطاع العقاري الذي ارتفع بالحد الأعلى إلى المستوى 550.6 نقطة.
وجاء في المركز الثاني ارتفاعاً قطاع الطاقة بنسبة صعود بلغت 9.61% ليغلق عند المستوى 182.23 نقطة، وتلاه قطاع الاتصالات بنسبة ارتفاع بلغت 9.3% ليغلق عند المستوى 2405.04 نقطة، وتلاه قطاع الخدمات بنسبة ارتفاع بلغت 7.98% ليغلق عند المستوى 1436.21 نقطة، وتلاه قطاع البناء بنسبة ارتفاع بلغت 7.69% ليغلق عند المستوى 2508.62 نقطة، وتلاه قطاع البنوك بنسبة ارتفاع بلغت 7.36% ليغلق عند المستوى 3885.01 نقطة.
مما ارتفع قطاع الصناعة بنسبة 6.7% ليغلق عند المستوى 2391.92 نقطة، وتلاه قطاع الصحة بنسبة ارتفاع بلغت 2.4% ليغلق عند المستوى 1251.32 نقطة، وتلاه قطاع الصحة بنسبة ارتفاع بلغت 2.4% ليغلق عند المستوى 1251.32 نقطة، في حين سجل قطاع التأمين أقل ارتفاع بنسبة 0.73% ليغلق عند المستوى 2951.41 نقطة.
أُغلق عند مستوى 1,871.20 نقطة
مؤشر “سوق دبي” يقفز 10,37% والمكاسب تتجاوز 12 مليار درهم
مصطفى عبدالعظيم (دبي) - سادت موجة من الانتعاش القوي لأسهم سوق دبي المالية امس فور إعلان حكومة دبي الحصول على دعم مالي بقيمة 10 مليارات دولار من حكومة أبوظبي وتسديد الصكوك المستحقة على شركة نخيل في تاريخ استحقاها دون تأخر، الأمر الذي دفع المؤشر العام للسوق الى الصعود بنسبة 10.37% بعد أن نجح في اضافة 175.85 نقطة جديدة ليغلق عند مستوى 1,871.20 نقطة.
وفيما غابت عروض البيع امس خلافا لما كان عليه الوضع في الأسبوع الماضي بدت علامات الثقة والاطمئنان واضحة على وجوه المتعاملين في السوق بعد أن تمكن الكثير منهم في تعويض الخسائر التي تعرضوا لها في جلسات سابقة، وسادت حالة من الارتياح القوي في أوساط المستثمرين، مما قاد الى تحقيق مكاسب خلال جلسة الأمس تتجاوز 11.9 مليار درهم.
وتفاعلت جميع الأسهم مع الإعلان الذي جاء واضحا وصريحا وعكس كثيرا من المعاني في نظر المستثمرين، بحسب رامي الثقفي مدير تنفيذي اول في بنك الإمارات دبي الوطني.
وأشار الى أن البهجة التي ارتسمت على وجوه المتعاملين امس ما هي إلا دليل على ثقة قوية من قبل المستثمرين في الوضع الاقتصادي لدولة الإمارات. واعتبر أن موجة الارتفاع التي شهدتها السوق خلال الجلسات الثلاث الماضية تشير الى ثقة كاملة في السوق بقدرة الإمارات ودبي على تجاوز الأزمات وانتقالها من مرحلة صناعة النجاح الى النجاح في إدارة الأزمات.
وسجلت سوق دبي تداولات بقيمة 429.46 مليون درهم امس بتنفيذ 4,817 صفقـة توزعت عـلى 338 مليون سهم، ليغلق المؤشر على 1,871.20 نقطة بارتفاع وقدره 175.85 نقطة عن إغلاقه السابق.
وتوقع الثقفي أن يستمر السوق في الصعود لجلسات متوالية وذلك بعد أن عادت السوق الى الأساسيات المرتبطة بالربحية الممتازة المتوقعة هذا العام، خاصة للبنوك، بالإضافة الى عودة المستثمرين الأجانب الى الأسواق بعد أن تسرعوا في سحب استمارتهم بناء على قراءات خاطئة وقيامهم بالبيع على المكشوف في بعض الأحيان وذلك لتدارك الخسائر التي تعرضوا لها.
وشهد التداول امس ارتفاع 28 شركة وهبوط 3 شركات. وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم خلال جلسة الأمس نحو 114.85 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 123.66 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، نحو 75.25 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 71.84 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 44.37 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 36.78 مليون درهم خلال نفس الفترة. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، من الأسهم امس نحو 234.48 مليون درهم لتشكل ما نسبته 54.60% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 232.28 مليون درهم لتشكل ما نسبته 54.09% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 2.20 مليون درهم كمحصلة شراء.
عدد اليوم
