دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى حدود مفتوحة مع إقليم اوسيتيا الجنوبية الجورجي الانفصالي·وبالموازاة شدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على ضرورة أن يخفف الكرملين من إحكام قبضته على السلطة·
ودعا بوتين الى ''إلغاء الحدود'' بين روسيا واوسيتيا الجنوبية معارضا في الوقت نفسه ضم هذه المنطقة الجورجية الانفصالية بشكل كامل الى اتحاد روسيا· وأعلن بوتين ''فيما يخص عملية الضم ، في الوقت الراهن ، يكفينا المساهمة في اعادة بناء اقتصاد اوسيتيا الجنوبية والغاء الحدود بين اتحاد روسيا وجمهورية اوسيتيا الجنوبية لمنح الناس امكانية (···) التواصل بحرية بدون إجراءات رسمية''·
وخلال لقاء مع مسؤولين محليين في حزبه روسيا الموحدة في منطقة سمارا (فولجا) قال ان ''هناك قاعدة قانونية في طور الانشاء في اطار الاتفاق المبرم بين اوسيتيا الجنوبية وروسيا''· واعترفت روسيا بالمنطقتين الجورجيتين الانفصاليتين، اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في 26 اغسطس بعد التدخل عسكريا في جورجيا ردا على هجوم تبليسي على اوسيتيا الجنوبية في الثامن من اغسطس· وتتهم تبيليسي موسكو بالسعي الى ضم المنطقتين الانفصاليتين·
من جانب اخر قال الرئيس الروسي إن روسيا لا يمكنها أن تعمل إذا ظلت كل السلطات متركزة في قبضة الكرملين مما يمثل اختلافا عن أسلوب السيطرة الذي اتبعه سلفه في الرئاسة فلاديمير بوتين· وقال ميدفيديف في عاصمة منطقة كامتشاتكا الواقعة أقصى شرق روسيا ''من السيئ للغاية أن يتخذ الرئيس كل القرارات بما في ذلك تلك المتعلقة بالمسائل الاجرائية· يعني هذا أننا لا نملك نظاما للادارة''·
وأضاف في اجتماع لمسؤولين محليين حضره العديد من كبار الوزراء ''لا يمكننا ببساطة العمل هكذا· نحن بحاجة للعمل بسرعة أكبر واتخاذ قرارات عقلانية في الادارة·'' وعانت أسواق المال في روسيا الشهر الحالي من أسوأ خسائرها خلال عشر سنوات· وكان السبب الرئيسي في ذلك هو اضطراب الاسواق العالمية لكنه أدى أيضا إلى لفت الانتباه إلى تدخل الكرملين المفاجئ في الاقتصاد والذي أضر بثقة المستثمرين· ورفض ميدفيديف وبوتين الذي يتولى حاليا منصب رئيس الوزراء مخاوف المستثمرين من أن تشجع هذه الازمة والمشاكل السياسية القائمة بين روسيا والغرب على خلفية الغزو الروسي لجورجيا الكرملين على فرض أسلوب سيطرة أكثر صرامة للدولة على الاقتصاد·
ويبدو أن تصريحات ميدفيديف تشير إلى أنه حريص على المضي إلى أبعد من ذلك وتغيير الطريقة التي تدار بها روسيا وهي الخطوة التي يرى فيها مجتمع الاعمال شرطا لخلق اقتصاد قوي يتمتع بمناخ جاذب للاستثمارات· واتسم حكم بوتين بتركيز السلطات في الكرملين مما أثار انتقادات في الغرب· وكان بوتين يتخذ القرارات الاساسية بينما تقلص دور الحكومة والبرلمان بشكل كبير·
لكن مسؤولين في حاشية ميدفيديف يقولون إنه ما لم تنتقل روسيا إلى أسلوب حكم أكثر نظاما يستند إلى قواعد ومؤسسات واضحة فإن النمو الاقتصادي قد يبدأ في التراجع ولن تتمكن روسيا من المنافسة على الساحة الدولية· ويضع الكرملين هدفا وهو جعل روسيا أحد الاقتصادات الرائدة في العالم بحلول عام ·2020 ولا يبدو أن تصريحات ميدفيديف تشير الى إلى أنه يخطط للتخلي عن سلطات رئاسية إلى بوتين·
وظهر أمس ميدفيديف البالغ من العمر 43 عاماً ومحامي الشركات السابق والمعروف أنه من مستخدمي الانترنت بكثافة ومحبي اليوجا في قاعدة فيليوتشينسك البحرية مرتديا زي البحرية· وتفقد ميدفيديف بصحبة وزير الدفاع الروسي أناتولي سرديوكوف وضباط كبار الغواصة التي بنيت عام 1978 وهي مسلحة بصواريخ عابرة للقارات وقادرة على حمل رؤوس نووية كما انضم الرئيس إلى حفل شاي مع طاقم العمل في الغواصة·
وقال ميدفيديف للبحارة إن الحكومة ملتزمة بتوفير أوضاع اجتماعية أفضل لهم بما في ذلك الاسكان· وأضاف ''نتحدث عن عشرات المليارات من الروبلات الروسية (مليارات الدولارات)· أعتقد أننا سنحل في النهاية مشكلة توفير مساكن ملائمة للجيش·'' وذكر ميدفيديف أنه لا الضغوط الغربية ولا المشاكل الاقتصادية قادرة على التأثير على التزام روسيا بالحصول على قوات مسلحة قوية· وقال ''فيما يتعلق بالمشاكل العالمية الاخرى نتمتع نحن باقتصاد قوي· لدينا مواد وموارد عقلية كافية تجعلنا لا نعتمد على أحد''
عدد اليوم
