لبنى القاسمي: استراتيجية التنويع الاقتصادي في الإمارات نجحت في خلق نموذج رائد

أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية أن استراتيجيه دولة الإمارات للتنويع الاقتصادي نجحت في خلق نموذج اقتصادي رائد أبهر العالم في الوقت الذي أصبحت فيه الدولة مركزاً تجارياً ومالياً واستثمارياً مميزاً على المستوى العالمي. وقالت معاليها خلال لقائها بوفد من طلبة مدرسة ستانفورد الاقتصادية الأميركية والذي يزور الدولة حالياً إن اقتصاد الإمارات يعد ثاني أكبر اقتصاد في الوطن العربي وأكثر اقتصاديات الشرق الأوسط انفتاحاً وحيوية. وأوضحت معاليها أن سياسة التنويع الاقتصادي التي انتهجتها الإمارات على مدى السنوات الماضية نجحت في خلق اقتصاد قوي ومتنوع ساهمت في تجاوز التحديات المختلفة ومنها تداعيات الأزمة المالية العالمية الحالية، مشيرة إلى توجه الدولة لتعزيز جهود التنويع الاقتصادي من خلال التركيز على قطاعات جديدة مثل الطاقة المتجددة والبتروكيماويات والطيران والصناعات التكنولوجية المتقدمة. وأكدت معاليها أن الأزمة المالية العالمية أثبتت متانة اقتصاد الإمارات وقوته نتيجة حكمة القيادة وحزمة المحفزات الاحترافية التي تم اتخاذها واستراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الإمارات على مدى السنوات الماضية، مشيرة إلى أن مساهمة القطاعات غير النفطية بلغت أكثر من 63 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لعام 2008 بقيمة 590 مليار درهم. وأكدت معاليها تركيز الإمارات على الصناعات التي تتمتع بتنافسية عالية على المستوى العالمي بالإضافة إلى القطاعات الجديدة الأخرى مثل الطاقة المتجددة والسياحة والنقل والطيران، لافتة إلى دعم الدولة للمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة سواء من خلال التمويل أو إيجاد فرص تصديريه لها في الأسواق العالمية. وأشارت معاليها أن الدولة تستقبل سنويا حوالي عشرة ملايين سائح أجنبي في الوقت الذي يتنقل من مطاراتها عشرات الملايين من الركاب والمسافرين إلى أنحاء مختلفة من العالم مــا يثبت المكانة الحيوية للإمارات على مستوى العالم، وأوضحت معاليها أن الإمارات استحوذت على معظم الاستثمارات الأجنبية المتدفقة إلى المنطقة مما يعكس متانة اقتصاد الإمارات وتنوعه ومستوى الثقة والشفافية التي تتمتع بها. وقالت إن الإمارات تمثل السوق الأفضل لرجال الأعمال والمستثمرين لامتلاكها مقومات استثمارية متطورة وأسواقا تنافسية عالية الجودة وقدرتها على مواجهة التحديات المختلفة، وأكدت معاليها على المكانة التجارية المتقدمة لدولة الإمارات على مستوى العالم والتي تستند إلى مقومات أساسية تعتمد بشكل أساسي على البنية التحتية المتطورة والخدمات التنافسية عالية المستوى والموقع الجغرافي المتقدم. ولفتت إلى الدور الكبير لقطاع التجارة الخارجية في اقتصاد الإمارات والذي يجسد أهمية الإمارات كبوابة تجارية أولى لدول المنطقة ومكانتها في خريطة التجارة العالمية، مؤكدة على النمو الجيد الذي يحققه قطاع التجارة الخارجية في الإمارات في الوقت الذي بلغت فيه قيمة التجارة الخارجية غير النفطية عام 2008 حوالي 215 مليار دولار بنمو حوالي 45 في المئة عن عام 2007، وتوقعت أن يرتفع حجم التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات بنسبة 10 في المئة خلال عام 2009. وأشارت معاليها إلى دور الإمارات في الحفاظ على البيئة وتعزيز دور الطاقة المتجددة، مشيرة إلى مبادرة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في خفض الانبعاث الكربوني والمساهمة في تنويع الاقتصاد الإماراتي. وحول دور المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية في الإمارات أوضحت معاليها أن الإمارات لا تميز بين الرجل والمرأة في العمل كما في الحياة الاجتماعية بل الخبرة والإبداع والمثابرة في العمل هي عوامل أساسية في التعيينات والوظائف، مشيرة إلى أن نسبة النساء في الجامعات تصل إلى حوالي 70 في المئة في الوقت الذي وصلت فيه نسب محو الأمية إلى مستويات متقدمة جداً بلغت أكثر من 90 في المئة. وأضافت معاليها أن المرأة الإماراتية دخلت أصعب الميادين وحققت نسبا عالية من النجاح وأثبتت الجدارة إذ تشغل النساء في الإمارات أربعة مقاعد وزارية في حكومة الإمارات التي كانت خالية من أي امرأة قبل أربع سنوات فيما تستحوذ النساء على نسبة 22.5 بالمئة من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي في الوقت الذي تدير فيه المرأة استثمارات كبيرة أكدتها إحصائيات استحواذ المرأة على 50 في المائة من المشاريع الصغيرة مما يظهر الاهتمام بتعزيز دور المرأة في النشاط الاقتصادي المحلي.