أميركا وروسيا تتفقان على مواصلة لقاءات 5+1

أعلنت الولايات المتحدة وروسيا أنهما اتفقتا خلال اجتماع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرجي في نيويورك مساء أمس الأول على النأي بخلافهما حول أزمة جورجيا وجنوب القوقاز عن قضيتي إيران وكوريا الشمالية، وبالتالي استئناف الدول الست الكبرى ''مجموعة 5+''1 المعنية بتطويق البرنامج النووي الايراني· وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية دان فريد أن رايس ولافروف اتفقا على ضرورة عقد اجتماعات لوزراء خارجيات الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا لبحث الخطوات الواجب اتخاذها لإقناع إيران بوقف برنامجها النووي وتشديد معاقبتها إذا امتنعت عن ذلك· وأضاف أنهما قررا أن يواصل المديرون السياسيون لوزارات الخارجية الست العمل معاً في هذا الشأن، كما اتفقا على أن تقيم الحكومتان الأميركية والروسية تعاوناً وثيقاً للتوصل الى أفضل طريقة لتمرير رسالة تؤكد أن المجموعة ''سليمة''· وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام ''مجلس العلاقات الدولية'' الأميركي للأبحاث الدبلوماسية بعد محادثاته مع رايس ''وافقتها الرأي على وجوب لزوم الواقعية· اننا على خلاف بشأن القوقاز لكننا قررنا عدم السماح لهذا الوضع بأن يشكل عقبة في طريقنا''· وأضاف ''التعاون بين روسا وأميركا اساسي، لكن بعد رد الفعل شديد الانفعالية الصادر عن الغرب وعلى الاخص الولايات المتحدة، فرن العودة الى الواقعية ستستغرق بعض الوقت''· وأوضح ''بحثنا ملفي كوريا (الشمالية وايران وأهافنا لم تتغير· التخلي عن هذه المسائل بسبب خلافات حول القوقاز سيكون موقفا غير مسؤول''· وقال لافروف ''لم أشعر بأي تصلب أو لهجة عدائية لدى رايس''· ووافقه الرأي دانيال فريد، قائلاً ''لم يكن هناك صراخ أو ضرب على الطاولة أو سخط· ووزيرا الخارجية محترفان كانت محادثاتهما بناءة ويمكنني وصفها بأنها تبادل لائق وعميق لوجهات النظر تم التعبير خلاله بشكل واضح عن الخلافات''· وذكر أن رايس قالت للافروف ''إن الاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كان خطأ جسيما وإن روسيا لم تحظ بأي دعم دولي ذي مغزى، بل أثارت على لنفسها متاعب كبرى''· لكن لافروف نفى صحة تصريحات رايس ومسؤولين بأن بلاده أصبحت معزولة دولياً بعد توغل قواتها في جورجيا خلال حرب جنوب القوقاز في شهر أغسطس الماضي· وقال ''إننا لا نشعر إطلاقا بالعزلة· بل تلقينا هذه السنة طلبات لعقد لقاءات ثنائية أكثر من أي وقت مضى''· وأضاف أن تصرف موسكو لم يكن سوى رد على ''العدوان الجورجي على مواطني أوسيتيا الجنوبية''· وكررت رايس انتقادها روسيا· ورأت في حديث لشبكة ''سي· ان· بي· سي'' التلفزيونية الأميركية أن روسيا لم تحقق أي مكسب من غزوها جورجيا عدا الإضرار بسمعتها· وقالت ''كل ما فعلوه هو أن أثاروا الشكوك في مدى أهليتهم لعضوية المؤسسات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية في مجتمع دولي متكامل''· وأضافت: ''تمد روسيا قدماً في النظام الدولي والتكامل وتبقي القدم الأخرى خارجه· ذلك حقاً وضع غير مريح''· وقبل اجتماع رايس ولافروف، قال مسؤول أميركي كبير طلب عدم كشف هويته: ''من الواضح أن علاقتنا مع روسيا تمر بفترة مضطربة''· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون مكورماك: ''لدينا هنا بعض المصالح المتبادلة''· وظهر الوزيران مبتسمين ولم يدليا بأي تصريح قبل بدء اجتماعهما في أحد الفنادق الكبرى في نيويورك· ولكي تصرف رايس المصورين الصحفيين، قالت للافروف ''فلنتصافح ربما بعدها يذهبون''· وأجاب لافروف وهو يصافحها ''هل تعتقدين أن هذا الأمر يكفي''· ثم خرج المصورون من القاعة· في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الدول الست ستعقد اجتماعاً جديداً على مستوى المديرين السياسيين لوزارات الخارجية ''خلال الايام المقبلة''· وقال لصحفيين في نيويورك ''إن الوضع في ايران مهم للغاية وخطير وجدي ونحن لم نتوقف عن بحث هذه المسألة والمديرين السياسيين سيجتمعون''· وأضاف ''سنواصل بكثير من العناد مواجهة هذا الوضع المقلق للغاية وسوف نعقد بعد ذلك اجتماعاً آخر على مستوى وزراء الخارجية''· صرح وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني بأنه أُبلغ بأن الدول الست الكبرى قد تجتمع في شهر نوفمبر المقبل لبحث فرض عقوبات أخرى على إيران وقال إنه من المهم ألا يتم عزل روسيا كي تتمكن من التعاون في هذه القضية· وقال لصحفيين كانوا يرافقونه إلى نيويورك ''ذلك هو السبب في أنه من المهم ألا نعزل روسيا لأن موسكو ستقرر ألا تتعاون كما كانت تتعاون من قبل في الملف الإيراني وبالنسبة فذلك مشكلة''