الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانون يقدمون نتاج نصف قرن من البحث والتجريب في الفن التشكيلي

فنانون يقدمون نتاج نصف قرن من البحث والتجريب في الفن التشكيلي
24 ابريل 2013 00:48
العين (الاتحاد)- افتتح في مركز القطارة للفنون بالعين امس الأول، معرض بعنوان «الفن العراقي المعاصر» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويضم أعمالاً لأحد عشر فناناً عراقياً يمثلون أجيالاً وتجارب مختلفة. وقال الفنان العراقي علي رشيد إن تنظيم معرض «الفن العراقي المعاصر» يعتبر خطوة مهمة لترسيم خارطة هذا الفن الذي تجاوز عمره أكثر من نصف قرن من التجارب الغنية، والبحوث في مجال التقنيات والأساليب، و إغناء اللغة البصرية بالجوانب الفكرية العميقة من خلال استلهام ملامح هذا العالم بكل تحولاته الاجتماعية والسياسية، والفكرية، متأثراً بسكونية اللوحة التزينيّة إلى فضاء مليء بأسئلة تتوارد عن علاقة الفنان بواقع العصر الذي يعيشه. وأضاف رشيد أن أبرز ما يميز أعمال الفنانين هو خروجها عن الأساليب النمطية، وتحقيقها للبحث البصري المعاصر في التعامل مع الحدث أو الخامة، حيث قدمت هذه التجارب صوراً لفاعلية الفن العراقي وتجلياته البصرية، ودور الفنان العراقي في تحقيق موازنة جمالية بين المنابع الأساسية لهذا الفن، وبين الحاضر بكل إيحاءاته وسياقاته المعرفية. رسم الفنان علاء بشير أحد الفنانين المشاركين بالمعرض تأملاته الفكرية والفلسفية، مستخدماً منهجه السريالي ومعالجاته الرمزية للكائن وعلاقته بواقعه، ولكن الواقع عنده مرير، و سريالية علاء بشير لا تبعثر المشهد ولا تفتت العبارة، فهو يضع المشاهد أمام الحدث، بل يدخله في كيان الفعل، ويجعله محاطاً بتفاصيله. أما الفنان العراقي سالم الدباغ قدم ثلاثة أعمال مثلت تجربته وبحثه القائم على الفضاء كسعة تأملية، وعلى العلاقة بين اللونين الأسود والأبيض، وهما اللونان الوحيدان اللذان استخدمهما وبحرفية عالية، مركزا على النزعة التجريدية الهندسية، والتي برع بها الفنان منذ بداية السبعينات. الفنان محمد السعدون ابتكر منذ عام 1986، صيغاً جديدة للتمرد على الأطر الجاهزة للفن سواء على مستوى المادة أو الطرح، وقد وظف أدواته الفنية بمفاهيمية ليركب أشكالاً وعلاقات بصرية ملغزة بالمعنى، تشكّل المادة غير التقليدية (أبواب، قطع أثاث، ثياب، كتب، غراء، نار) عنصراً من عناصر بحثه الفني، لتتفاعل بصرياً من الصياغات التركيبية من بناء وتنصيب تقودنا لمجاهيل، تفتح لنا حاضراً من الأسئلة عن معنى الفن اليوم، وضمن هذا السياق كان الفنان متواجداً في معرض الفن العراقي المعاصر. ويقدم الفنان علي رشيد أعمالاً هي امتداد لتجربته في رسم الأثر المرتبط باللحظة أو الزمن، للإشارة إلى شمولية المعنى في اللامرئي، حيث يحيلنا إلى قراءات متعددة، تتأتى وحسب بنية المتلقي الثقافية والاجتماعية والسياسية. ويعي الفنان منير حنون مسؤوليته كفنان في استخدام لغة تشكيلية حداثوية، تتمكن من الصمود والمجادلة والتأني، واستنفار الأسئلة في مجابهة هذا الشرخ اللا أخلاقي الذي ترسمه العولمة في عالمنا المنكوب بفوضى الانسحاق ومصادرة الآخر، حيث تنسج أعماله صدى خفياً لعالم تزداد غموضاً دلالاته ورموزه، وتتشابك تكويناته لتخلق فضاءً تخيلياً. وتعتبر مشاركة الفنانة إيمان محمود بأعمال أشبه بالمدونة، فاللوحة لديها تأخذ طابع التدوين، ضمن فضاء بصري، تتمثل شكل المخطوطة، تكتب عليها صياغات، تتشكل بصرياً، تحيل الناظر إلى ابتكار نصّه المقروء بمقابل نص يشير إلى الدلالة أكثر من النطق، وبهذا حولت الفنانة الحرف إلى سرد شكلي، يرمز لخطاب بصري، حاولت الفنانة أن تستجمع فيه فكرة الأثر ومدلولاته الفكرية. ويستنبط الفنان فاخر محمد أشكاله من غيابها على أرض الواقع ، فهو يؤسس عالماً غير مستنسخ لمفرداته البصرية، كي يذهب بنا إلى فضاء يقترب من أحلامنا، فضاء يعجًّ بصياغات شكلية، وعوالم لونية تبيح لنا فسحة التأمل بما هو بديل عن عالمنا الضاج بالمرارة والقبح. ويعرض الفنان وليد القيسي مجموعة من أعماله الخزفية، حيث تظهر من خلالها قدرته على تطويع الطين لصياغة ثمة غير نمطية لهذا الفن الذي لم ينعتق من أسئلة، وتوصيفات تحكمه بالبعد الجمالي التزييني، فأعاد إنتاج أشكاله التي تستمد براعتها البصرية المعاصرة من مقاربات تعيد تشكيل المشهد في فن الخزف بما يتلاءم وسعة الدلالة، والمعطى البصري الإيحائي. ويمهد الفنان صدام الجميلي في أعماله لعلاقة جدلية بين الواقع والتأويل، مختزلاً الكثير من الأشكال والتفاصيل وبرؤية تأملية، ليقودنا إلى مدلولات تتجسد في البعد الذهني للصيغ البصرية، حيث يعيد ترتيب خارطة اليومي وبأدق تفاصيله ملتقطاً المهمل والمبذول من محيطه، مستعيناً بالصورة وبقايا الإعلانات، وباللون وبالكائن المرسوم على هيئة من تشتته الحيرة، وتتملكه الأسئلة لصياغة نص بصري يحتفي باليومي والمعاش ويطرح فكرة الوجود ورهان البقاء. ويقدم الفنان مدحت كاكي تجربته المتمثلة بأسلوب اللون الأحادي من حيث استخدامه لتقنية الظاهر والمخفي، فهو يعمد إلى تغليف سطح العمل بلون أحادي كثيف بعد أن عالجه بألوان كثيفة أخرى، مستفيداً من تداخلاتها، التي ستظهر على شكل بقعة لونية ضئيلة هنا أو وهج لنقطة لون مغاير هناك من خلف اللون الأحادي المشكل للوحة، مستعيراً عملية التعرية لقشط بقعة أو حفر أخدود. الفنان محمد مهر الدين يقدم قدرة عالية على خصائص السطح وتأثير المادة واللون في صياغة اللوحة، وبعدها التأثيري والدلالي، وبمراحل أسلوبية متعددة. وعبر جميع المراحل المتمثلة لتجربته الفنية، ورغم ثراء وتنوع الأساليب في معالجة تقنية العمل لم يتخل عن البعد الإنساني في اللوحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©