الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة أحمد: الكرم الإماراتي يبدأ بفنجان قهوة وقطعـة حلوى ولا ينتهي أبداً

فاطمة أحمد: الكرم الإماراتي يبدأ بفنجان قهوة وقطعـة حلوى ولا ينتهي أبداً
14 ديسمبر 2009 22:50
لعله يبدو للبعض أن الكرم بل الضيافة من السهولة والتلقائية بحيث لاتحتاجان إلى آداب وتقاليد محددة. وأن من يعمل في مجال «الضيافة» غير ملزم باتباع دورات تثقيفية في هذا المجال. فالكرم خلق ومنقبة يفيض بهما الوجدان، وعطاء تطلقه اليد البيضاء دون حاجة إلى تعليم. لكن السيدة فاطمة أحمد (60 عاما) إحدى عاملات فريق الضيافة في «نادي تراث الإمارات» ترى أن للكرم آدابا وسلوكيات، وللضيافة أساليب ومواقيت. وقد خلصت إلى هذه النتيجة إبان اتباعها عدة دورات في فنون إعداد وتقديم القهوة العربية، وتحضير الحلويات الشعبية، والمأكولات المحلية، حدا نالت شهادات تقديرية وجوائز تكريمية. ورثت فاطمة أحمد- أم عبدالله- الكرم أبا عن جد كونها ابنة بلد أصيل يفخر بكرمه وعطائه وحسن ضيافته ووفادته، ومضت في رحابه ربع قرن تعمل في مجال تحضير القهوة والحلويات الشعبية، في أقسام الضيافة التابعة للمؤسسات التراثية والنسائية. وقد راقها عملها هذا لأنه يعكس قيم الكرم وطيب الاستقبال، ويساهم في التعريف بعادات وتقاليد الإمارات، وذلك من تقديمها أصناف الحلوى التي تعدها لزوار المؤسسات التي عملت بها طوال 33 عاما. خطوة أولى أحبت أم عبدالله حين كانت في العشرينات من عمرها ولديها 6 أولاد وبنات؛ أن تعمل في مجال «الضيافة» خاصة أنها عاصرت قيام الدولة، ورغبت أن تفيد مجتمعها في أي مجال أو عمل، تقول في ذلك: «كنت منذ صغر سني أتقن تحضير القهوة والحلوى والمأكولات الشعبية، ففكرت في الانضمام إلى ركن الضيافة في الجمعيات التراثية والنسائية، حيث كانت دولتنا في بداية نهضتها وتستقبل وفودا وزوارا عرب وأجانب، وقد دعت الحاجة إلى توفر أقسام ضيافة في القصور والجمعيات والمؤسسات لتعكس قيمنا وتقاليدنا الحميدة. وبالفعل كانت تلك خطوتي الأولى في العمل الذي كنا نتقاضى عليه رواتب مجزية». تعدل من جلستها فوق الفراش الصوفي، قبالة منقل الغاز الذي تصب على مقلاته الساخنة أقراص العجين على هيئة رغيف أو كرات، وتضيف: «كان ركن أو قسم الضيافة يغطي عدة فئات أهمها: القهوة العربية، المأكولات والحلويات الشعبية، الفوالة والتمور والفاكهة، والدخون والبخور والعطور. وقد عملت في كل تلك الفئات رغم ميلي إلى فئة «إعداد الحلوى الشعبية» عبر العديد من المؤسسات التراثية وأهمها «نادي تراث الإمارات». «السنع» و»الإيتيكيت» يومض وجه أم عبدالله بضحكة تطلقها إثر تدافع الأطفال نحوها ليحصلوا على مقادير من حلوى «اللقيمات» تعدهم أنها ستقدم لهم المزيد، فيبتسمون مفسحين المجال ليتقدم السياح نحوها. ثم تلتفت قائلة: «أقوم مع زميلاتي طوال أيام المهرجانات والملتقيات التراثية والسباقات الرياضية الشعبية، بتقديم شتى أصناف الحلويات والمعجنات المحلية، خاصة «خبز الرقاق، واللقيمات، والجباب» التي ما إن يتذوقها الضيوف حتى يعاودون طلبها مجددا». تصمت وتعود بالذكرى الى الماضي البعيد وتضيف: «خلال السنة الأولى من عملي ضمن كادر فئة «المأكولات الشعبية والحلويات» تعلمت كيفية إعداد مجموعة من الوجبات والأطباق، منها ما هو دسم يعتمد على اللحوم والخضراوات، ومنها مأكولات خفيفة كالحلويات. لكن الناس لا يعلمون ربما أنني -وكثير غيري- خضت دورات في «فنون إعداد القهوة العربية» وكيفية تقديمها ومعانيها. ودورة أخرى في «تحضير المأكولات المحلية» ومقاديرها ومواعيد تقديمها. ودورات أخرى في «السنع- الإتيكيت» لأن أمور الضيافة لا تتم عشوائياً ودونما تنسيق». مهارات متعددة اكتسبت أم عبدالله مهارات عديدة إبان خوضها دورات في فنون المأكولات وتقاليد تقديمها، وهي تعتز بأنها اعتمدت على ما توفره البيئة المحلية وكذلك المواد الغذائية المستوردة كي تطور بعض الأصناف، تقول في ذلك: «ابتكرت من المعجنات أشكال تراثية بسيطة كالطيور والسفن أقدمها للضيوف، وطورت بعض أصناف الحلوى الشعبية حيث أضفت العسل والقشطة إلى «الجباب»بينما كان يقتصر على دبس التمر قديما». بعد سنوات من العمل المتقن نالت أم عبدالله شهادات تقديرية وجوائز تكريمية، وقامت بمهمة تعليم الفتيات والسيدات فنون إعداد وتقديم المأكولات الشعبية، تقول: «أخلصت في تعليمي لهن، ووضعت كل معلوماتي وخبرتي أمامهن، لأن عملنا يعتمد على الكرم وحسن الضيافة واستقبال ضيوف الدولة بشكل لائق يعرفهم بتراث بلدنا وعاداتنا وتقاليد أجدادنا الحميدة. لذا كنا نقيم دورات في فنون الطبخ، خاصة المحلي الخاص بالإمارات، سواء في المركز النسائي أو خلال ملتقى السمالية، كي نعلم ونورث الشابات كيفية الطهي، فمهمة تشجيعهن على التعرف على تلك المهن وممارستها كهواية ومن باب العلم بالشيء، هو واجب علينا نحوهن». في الداخل والخارج في كل مهرجان أو معرض أو مناسبة تختص بالتراث تكون أم عبدالله في مقدمة السيدات العاملات اللواتي يشاركن في الفعاليات، تقول في ذلك: «ليس هناك أجمل من رؤية الصغار والكبار، العرب والأجانب يتدافعون طلبا لتذوق الحلوى الشعبية ومأكولاتنا المحلية. إن تلذذهم بمذاق أطعمتنا يشعرنا بالغبطة والرضا، فكرمنا في الإمارات يبدأ بفنجان قهوة وحلوى لكن لاينتهي ولا يتوقف مطلقا». وتضيف: «تشكّل بعض المهن على الرغم من بساطتها خبرة كبيرة لمزاولها وتفتح له آفاق جديدة، فقد تمكنت بعد سنوات من عملي في قسم الضيافة أن أسافر في إمارات الدولة ومناطقها، وكذلك خارجها خلال مشاركة الدولة في المعارض والمؤتمرات والتظاهرات الاقتصادية، فعكسنا كرمنا وضيافتنا حتى ونحن في الخارج ضيوفا علي الناس، حيث كما نقوم برسم نقوش الحناء على أيادي زائرات جناحنا ونعطرهن بالبخور ودهن العود، ونقدم للضيوف أصنافا من التمور والقهوة العربية والحلوى الشعبية. وبذا اصطحبنا كرمنا معنا حيث نحل خارج الدولة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©