الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية تعيد للأذهان ذكريات الكساد العظيم

الأزمة المالية تعيد للأذهان ذكريات الكساد العظيم
26 سبتمبر 2008 23:49
عندما انهارت البورصة الأميركية في عام ،1929 تذكر هيلين هاس المتقاعدة أنها وقفت في الصف مع أمها أمام بنك في شيكاجو لسحب مدخراتها البالغة 50 دولاراً وخرجت من البنك بدولارين فقط· ويذكر اميرسون كولو أن أسرته خسرت مزرعتها في كنساس عندما أغلق البنك، تاركاً والده دون مال لشراء البذور لمحصول العام التالي· وفي حين ترك الملايين أعمالهم أثناء الكساد العظيم الذي أعقب ذلك، يذكر كارل اوليس أنه كان يضطر للوقوف في طابور للحصول على خبز قديم، وقال أوليس: ''لم يكن باستطاعتنا شراء الخبز الطازج، وكان هناك مخبز على الرصيف المقابل، كان أفضل ما يمكننا عمله هو شراء الخبز القديم المخبوز من أسبوع وإعادة تسخينه في المنزل''· والمشرعون الأميركيون ناقشوا خلال الأسبوع الماضي خطة قيمتها 700 مليار دولار لإنقاذ بنوك الاستثمار لتجنب ما يقول البعض إنه قد يكون أكبر أزمة مالية منذ الكساد العظيم· وفي حين أن أغلب الأميركيين لم يشعروا بأثر يذكر للاضطرابات التي تشهدها وول ستريت، إلا أن الحديث عن الأزمة المالية يعيد إلى الأذهان ذكريات أزمة الائتمان قبل ثمانية عقود والتي أخرجت جيلاً كاملاً من العاملين من مزارعهم وظائفهم واقتربت بالكثيرين من الموت جوعاً· وتقيم هاس (94 سنة) في دار للمسنين في فونيكس، وتذكر كيف سمحت أمها بإقامة غرباء في منزل الأسرة في غرب شيكاجو في الثلاثينات لمساعدتها على كسب عيشها، في حين كان العاطلون في الخارج يواجهون الموت جوعاً· وقالت: ''الناس كانوا يموتون من الجوع، كانت طوابير من الناس تصطف للحصول على تفاحة·· كان أمراً مؤسفاً''· وعلى الجانب الآخر من البلاد في بالتيمور لم تكن حياة أوليس أفضل حالاً، ويبلغ أوليس حالياً 83 عاماً، وكان يكنس الممرات وينظف السيارات للحصول على بضع سنتات إضافية لأسرته التي كانت تعيش على وجبات بسيطة من البازلاء والقمح مع خبز قديم· وكان كولو في ذلك الوقت يرقب الأسر في ريف كانساس وهم يعودون إلى نظام المقايضة لتدبير عيشهم وسط أزمة النقود في الثلاثينات عندما سقط نحو تسعة آلاف بنك مثل قطع الدومينو في الولايات المتحدة· وقال كولو البالغ من العمر حالياً 86 عاماً: ''كانت من اللحظات الدرامية المهمة في حياتي لحظة الحصول على دراجة، كانت أمي تورد الدجاج المتبل للمالك وبهذه الطريقة دفعت ثمن الدراجة·· رحمها الله''· وغيرت الأزمة الراهنة بالفعل شكل وول ستريت حيث أفلست بنوك استثمار أو اشترتها الحكومة أو اضطرت للارتماء في أحضان مؤسسات أكبر منها· وبالنسبة لجيل من المسنين يشبه ذلك ما حدث في الثلاثينات والتجربة القاسية المتمثلة في تبدد مدخراتهم وصعوبات المعيشة، والجوع الذي غير أسلوب إدارتهم لحياتهم على مدى فترة طويلة من التحسن البطيء التي أعقبت ذلك· وادخرت هاس وزوجها مثل الكثيرين من أبناء جيلهما كل ما أمكنهم من مال كل شهر لسداد أقساط منزلهم وشراء سلع غالية الثمن مثل سيارة بعد سنوات طويلة من الادخار· وقالت: ''لم تكن هناك بطاقات ائتمان، ما كان زوجي يستطيع شراء أي شيء إلا بعد أن يجمع ثمنه نقداً''، لم يحصل كولو الذي أصبح وزيراً وهو الآن متقاعد في سنسيناتا على بطاقة ائتمان حتى عام ،1948 ومنذ ذلك الحين كان يسوي مديونياته كل شهر· وقال: ''بسبب كراهيتي للدين لم أكن أنتظر على مديونية بطاقات الائتمان، فالمبالغ كانت تدفع دائماً بالكامل كل شهر''، ولم يتضح بعدُ كيف يمكن أن تحل الأزمة الراهنة· ولكن مع استمرار الاضطرابات في الأسواق يبدو كولو واضحاً تماماً مثل أبناء جيله في أنه لا يريد أن تعود أيام الكساد العظيم· وقال: ''نأمل ألا نصل إلى ذلك''·
المصدر: فونيكس-الولايات المتحدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©