الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التشكيلي المصري إبراهيم عبدالملاك يهتف لحرية المرأة في 86 عملا فنيا

التشكيلي المصري إبراهيم عبدالملاك يهتف لحرية المرأة في 86 عملا فنيا
14 ديسمبر 2009 22:53
لفت موضوع حرية المرأة انتباه إبراهيم عبدالملاك ليقدمه في معرضه الجديد بقاعة بيكاسو بالقاهرة بعنوان “الحرية امرأة” الذي يعرض فيه 47 لوحة و39 تمثالا تمثل صرخة احتجاج ضد كل ما تتعرض له المرأة من قهر وتحجيم لحريتها. كما تعكس الأعمال عشق الفنان للمرأة باعتبارها رمزا للحب والحنان والحياة ويطلب لها ومنها التحرر من القيود والاسهام في حركة المجتمع يأتي معرض “الحرية امرأة” في إطار مشروع الفنان التشكيلي إبراهيم عبدالملاك “سنوات من الحب” الذي يقدمه منذ تسعة أعوام مستثمرا فيه المرأة كنافذة حسية وحدسية يطل منها على الوجود بأبعاده المادية والفلسفية والاجتماعية. وفي أعمال المعرض المتنوعة يقدم إبراهيم احتجاجا إبداعيا على حبس المرأة داخل مفاهيم اجتماعية وسياسية ودينية مغلوطة تبدو في مجملها معتقلا نسائيا لا يليق بالجمال الذي وهبه الله للمرأة ذلك المخلوق الرقيق الفياض، ويسعى إبراهيم في أعماله الى اعلاء قيمة المرأة رغم القيود العديدة التي تكبلها، ويحاول الخروج بها من أسوار الجسد الى براح أعمق يتيح لها الحرية والانطلاق. وجوه النساء وملامحهن التي تكتسي بالحزن والشجن هي أبطال لوحات ابراهيم وتبدو أعماله أقرب إلى التعبيرية الرمزية، وأحيانا يلجأ إلى التجريد لجرأة الشكل الذي يقدمه، وهناك مفردات كثيرة وموتيفات شعبية مستلهمة من الحضارات المصرية القديمة والقبطية والإسلامية موجودة بقوة في أعماله لتأكيد فكرة المعرض فنجد النخل والورود والآلات الموسيقية حاضرة في اللوحات والتماثيل لتضيف لمسات ابداعية على مضمون العمل وتقربه الى عين المشاهد. ويقول إبراهيم إن المثير في موضوع معرض “الحرية امرأة” هو فكرة الموضوع ذاتها والتي تدور حول قيمة الحرية وأهميتها بالنسبة للمرأة لأن المجتمع الذي يمنح المرأة حريتها ولا يصادر عقلها يجعلها تنتج أبناء أسوياء وتكون قادرة على إقامة علاقات صحية أما المجتمعات التي تقهر المرأة فتقدم لنا امرأة تصدر قهرها لمن حولها وتخرج أبناء مشوهين فكريا وتربويا وهناك بعض المجتمعات تقهر المرأة وتضع حول عنقها ذلك الأسر الرجولي لقهر المرأة والقضاء عليها. ويضيف أنه عكف على إنجاز لوحات المعرض وتماثيله خلال العامين الماضيين وركز على رفض كافة القيود التي تتعرض لها المرأة ونظرة المجتمع اليها وتسليط الضوء على هذا الكائن الرقيق الناعم والحساس الذي بداخله طاقات جبارة. ويؤكد أنه منحاز للمرأة في كل اعماله ويخشى عليها من هذا السجن لهذا جاءت كثير من لوحات المعرض التي تضم وجوه النساء الحزينات محتوية على إطارات داخل اللوحة للتنبيه إلى سجن المرأة وقهر جماليات النفس البشرية وهي جماليات روحية أكثر منها شكلية. تماثيل منحوتات يشير إبراهيم إلى أن التماثيل والمنحوتات التي قدمها في المعرض تسير في نفس الاتجاه وصحيح انها أتت جمالية على مستوى الشكل الا أن عدم اكتمال بعض التماثيل واختفاء وجوه بعضها. ويقول إنه لجأ في أعماله الى الذاكرة البصرية كما استعان بالتاريخ، وتسلح بأفكار كل المبدعين الذي سبقوه، وكانوا مؤمنين بحرية المرأة، وكان التحدي أمامه ان يعكس من خلال لوحاته وتماثيله قيمة المرأة وجمالها الروحي والخارجي ولذلك حرص على ان تكون معظم اعماله تعبيرية رمزية وقليل منها سريالي وتجريدي لأنه يريد ان يوصل فكرة قهر المرأة لأكبر قطاع من المجتمع، موضحا أن اختلاف الوسيط الذي لجأ إليه سواء في التصوير والرسم بخامة الاكليريك أو اللجوء للورق الذهبي للرسم أو خامة البرونز التي صب فيها منحوتاته لم يبعده عن هدفه الذي أراد الوصول اليه وساعده على مبتغاه ردود الفعل الايجابية وخبرة السنوات والمصالحة مع الذات والصدق الفني وهو ما كان له مردوده على أعماله كفنان يبتغي الاصلاح لكل الأطراف المقهورة. ويقول إبراهيم إن تعدد الأشكال الفنية بالمعرض من نحت ورسم وتصوير أفاد الهدف حيث كان هناك مزج متكامل بين الرسوم والمنحوتات وكلها صبت لصالح المرأة والتركيز على عالمها وتوجيه صرخة ضد كل من يحاول قمعها، مضيفا الناقد الفني محمد كمال إن أعمال المعرض تعبر عن عشق ابراهيم لأنثاه التي هي أمه وأخته وحبيبته ومحاولته إقامة جسر إبداعي طائر تعبر عليه النساء ليخرجن من أسوار الجسد إلى براح الوطن مستغلا كل المفردات التي تفضي به إلى هدفه الرئيسي وهو إنصاف المرأة ورد حقوقها اليها، وإذا كانت نساء المعرض يتشحن بالحزن والشجن والصبر في ملامحهن فإن الفنان وظف خلطته الفنية السحرية لإدراك هدفه التعبيري المحدد وهو انتزاع الحرية المجازية للمرأة الأسيرة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©