الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر السراب... أصالة المعمار الإماراتي

قصر السراب... أصالة المعمار الإماراتي
14 ديسمبر 2009 22:54
فعلا هو اسم على مسمى، إنه قصر شامخ وسط الربع الخالي، وبالتحديد بصحراء ليوا في المنطقة الغربية بدولة الإمارات العربية، حيث تم تصميم القصر بطريقة تعكس حضارة وعراقة المنطقة بعاداتها وتقاليها التي يسعى سكانها بشتى الطرق إلى المحافظة عليها، بل وإبرازها على أكمل وجه لإخوانهم المواطنين والمقيمين من باقي الإمارات، وحتى للسياح الذين انبهروا بجمال وسحر المكان. كثبان ذهبية وطرق ملتوية لقد تم بناء هذا المنتجع المتكامل بقلب الصحراء، حيث شيد على بعد عشرات الأمتار من مدخله الرئيسي على الشارع، فخلق بذلك إمكانية التمتع بصور الكثبان الرملية الذهبية المتفاوتة الارتفاع. والطريق الملتوية التي تشعر السائح وكأنه في رحلة سفاري ممتعة وسط رمال متغيرة الألوان فتارة صفراء ذهبية، وتارة أخرى حمراء نارية ومرات بنية ترابية، بانوراما صحراوية رائعة تزيد من جمال المكان، كما بني هذا المنتجع على كتف كثيب رملي مطل على واد طبيعي يمتد لكيلومترات من الشرق إلى الغرب. مارسلو تولوزان القصر يعكس الطراز الإمارتي الأصيل لقد أبدعت شركة التطوير والاستثمار السياحي بأبوظبي في تشييد هذا القصر فعلا، وعن الديكور الداخلي والخارجي للقصر حدثنا السيد مارسلو تولوزان، كبير مديري التصميم بالشركة، حيث قال: “لقد اعتمد المعماريون الطراز الإماراتي الأصيل، مشكلين بذلك معلماً متميزاً يبرز تقاليد وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحفة معمارية شاهدة على أمجاد الماضي بحضاراته العريقة، التي تعود أزمنتها لأكثر عن سبعة آلاف سنة، حيث أن شكله الخارجي يجمع بين القصور والقلاع القديمة، كما أن الجدران صممت بطريقة وملمس ولون يوحي بأن المبنى قديم وتراثي”. وأضاف قائلا: “لقد تطلب هذا العمل من المصممين والمهندسين المعماريين الذين كلفوا بالمشروع أشهرا طويلة، في إجراء دراسات ولقاءات في مختلف المواقع الأثرية والحصون والمعابر الرئيسية في منطقة أبوظبي، ومع كبارالمسؤولين في متحف العين الوطني”. أفلاج تروي ظمأ الصحراء عند المدخل الرئيسي للقصر، وعلى الجانبين الأيمن والأيسر اصطفت جرار كبيرة الحجم يرجع عمرها إلى مئات السنين، حيث كانت في الماضي تستخدم لحفظ المياه وتبريدها، وليس بعيدا عن تلك الجرار، تم تشييد أفلاج تظهر للزائر طريقة السقي عند أهل الإمارات قديماً، والتي مازالت تستخدم إلى يومنا هذا في بعض المناطق من الدولة لفاعليتها وقلة كلفتها، أما في الأعلى فقد شيدت أسقف متفاوتة العلو مصنوعة من سعف وأخشاب النخيل، ومتدرجة الحواف حتى تقي مدخل البيت من تسرب الماء عند هطول المطر، مما يوحي بذكاء وحنكة الأهالي في الماضي، وحرصهم الشديد على كل كبيرة وصغيرة في البيت. أسلحة وأواني تروي تاريخ المنطقة تم تزيين غرفة الاستقبال بأوان فخارية ونحاسية قديمة، وعلقت على الجدران بنادق وأسلحة كان يستخدمها رجال المنطقة في الماضي للصيد وما شابه، كما وضعت في بعض الزوايا تلك الحقائب الجلدية التي كانت توضع على ظهور البعير، وعلقت على الجدران كديكور بعض من السجاد اليدوي الذي ترمز أشكال الطرز فيه إلى القبيلة والمنطقة، إضافة إلى دلال قهوة نحاسية استخدمت كديكور داخلي فوق الطاولات الخشبية، أما المكتبة فقد ضمت رفوفها كتبا قديمة جدا عن دولة الإمارات العربية المتحدة، والقائد الباني الوالد زايد رحمه الله، وهي تضم كتبا قديمة تروي تاريخ المنطقة، وما مر عليها من أحداث مختلفة. كما عرضت نظارات الرحالين الأجانب الذين زاروا المنطقة في الماضي البعيد، ودونوا شهادات مغامراتهم كالمستكشف البريطاني الراحل الـ”سير ويلفرد تيسيغر” عبر صحراء الربع الخالي في الفترة الممتدة ما بين 1945 و1949, إضافة إلى الطبول الأواني، وكل ما استعمل قديماً وأُعيد ابتكاره حديثاً. أما الردهات والمطاعم وقاعات الاستقبال فقد أطلقت عليها تسميات تقليدية، كغرف المها، مطعم الواحة، ردهة عنتر وعبلة، الليوان، فيما أطلق نجم سهيل على المكان الذي وضع فيه التيليسكوب بغية مراقبة النجوم ورؤيتها عن كثب، وقد تم تجهيزه في أعلى نقطة على أحد الكثبان الرملية مما يزيد في وضوح الرؤية وجمال المنظر الليلي على ضوء القمر وبريق النجوم .
المصدر: ليوا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©