التباطؤ الاقتصادي العالمي يعصف بمبيعات الهواتف النقالة

ما زال التباطؤ الاقتصادي يمسك بخناق سوق الهواتف النقالة في العالم، بحسب مؤسسة جارتنر للبحوث في تقريرها ربع السنوي عن الصناعة· وعلى الرغم من بيع حوالي 304,7 مليون هاتف محمول في الربع الثاني من العام أي بقفزة بمعدل 12 في المئة مما تم بيعه في نفس الفترة من العام الماضي بفضل تنامي وازدهار المبيعات في الأسواق الناشئة، فإن هذا الرقم لا يزال يمثل تباطؤاً مقارنة بالربع الثاني من عام 2007 عندما قفزت مبيعات هواتف الموبايل بنسبة 21 في المئة عما كانت عليه في العام الأسبق· لذا فقد حذرت كارو لينا ميلانيسي رئيسة إدارة بحوث الأجهزة النقالة في مؤسسة جارتنر من أن حدة وشراسة المنافسة إلى جانب الضعف الذي يساور الاقتصاد أصبحت من ضمن العوامل التي تتسبب في جعل الزبائن في حالة انتظار قبل الشروع في شراء هواتف جديدة· وبالنسبة لكامل العام فقد ذكرت مؤسسة جارتنر أنها تتوقع أن تشهد مبيعات الهواتف النقالة نمواً بمعدل 11 في المئة إلى مستوى 1,28 مليار هاتف أي بوتيرة أقل من النمو الذي شهدته في العام الماضي بنسبة 16 في المئة· وبحسب الدراسة فإن المبيعات في الهند ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا استمرت قوية بينما شهدت تباطؤاً في النمو بأوروبا الشرقية والصين وأميركا اللاتينية· وكما تقول ميلانيسي استمر المناخ الاقتصادي يدلي بآثار سالبة على مبيعات الهواتف المحمولة في الأسواق الراسخة والناشئة على حد سواءً · وفي مواجهة التكاليف العالية للوقود والأغذية والمستويات العالية للتضخم فإن العديد من المستهلكين بدأوا فيما يبدو ينأون بأنفسهم على استبدال هواتفهم النقالة القديمة والتوجه عوضاً عن ذلك نحو شراء الأجهزة متوسطة القيمة بدلاً من الأجهزة الفخمة واالفاخرة كما تقول ميلانيسي· ولكن الاستثناء الوحيد في هذا الاتجاه يتمثل في الهواتف الذكية مثل جهاز آي فون من إنتاج شركة آبل الذي ينطوي على سعة لاسلكية للانترنت، لذا فإن مؤسسة جارتنر تتوقع أن تشهد السوق العالمية للهواتف الذكية نمواً بنسبة تصل إلى 52 في المئة إلى مستوى 190 مليون جهاز بحيث تبلغ حصتها السوقية 15 في المئة وبقيمة تقدر بحوالي 65 مليار دولار· وعلى الصعيد نفسه استمرت مؤسسة نوكيا الفنلندية تحتل موقع الصدارة كأكبر شركة في مبيعات هواتف الموبايل بمقدار 120,4 مليون هاتف جوال في الربع الثاني من العام، ولقد تمكنت بذلك من زيادة حصتها في السوق العالمية إلى 39,5 في المئة مقارنة بحصة بمقدار 36,7 في المئة في نفس الفترة من العام الماضي· وجاءت شركة سامسونج إليكترونيكس في المرتبة الثانية إذ تمكنت هذه الشركة الكورية الجنوبية من بيع 45,7 مليون هاتف قبل أن تزيد حصتها السوقية إلى 15,2 في المئة من حصة بمقدار 13,3 في المئة في عام ،2007 وعلى الجانب الآخر شهدت مؤسسة موتورولا تراجعاً في حصتها السوقية إلى 10 في المئة من مستوى 14,5 في المئة بعد أن تمكنت من بيع 30,4 مليون هاتف جوال، ولقد أصبح يتعين فيما يبدو على هذه الشركة الأميركية أن تعمد إلى تخفيض أسعارها طالما أنها ما زالت تفتقد إلى المميزات والمظاهر التنافسية في الأجهزة التي تنتجها كما تقول ميلانيسي· أما شركة إل جي اليكترونيكس الكورية الجنوبية فقد تمكنت من زيادة حصتها السوقية إلى مستوى 8,8 في المئة من مستوى 6,8 في المئة تاركة مجموعة سوني اريكسون المشتركة ما بين مؤسسة سوني اليابانية وشركة تليفون إيه بي اريكسون السويدية في المرتبة الخامسة، علماً بأن حصة سوني اريكسون في سوق الهاتف المحمولة العالمية تراجعت إلى مستوى 7,5 في المئة من 8,9 في المئة في نفس الفترة من العام الماضي·