الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند وسابقة «تيلانجانا»

14 ديسمبر 2009 23:02
أقدم متظاهرون عبر ولاية "أندرا براديش" الهندية على إشعال النار في السيارات، وإحراق دمى على شكل سياسيين هنود معروفين، احتجاجاً على الخطط الرامية لإنشاء ولاية جديدة هي "تيلانجانا" التي كانت مجرد منطقة كبيرة ضمن مناطق ولاية "أندرا براديش"، وهي خطوة يحذر المحللون من أنها يمكن أن تتحول إلى سابقة تشجع حركات أخرى تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، وتطالب بتحويل مناطقها إلى ولايات. وكانت الحكومة المركزية الهندية قد أعلنت يوم الأربعاء أنها بصدد فصل "تيلانجانا" التي تعتبر من أفقر المناطق في البلاد حالياً، عن ولاية "أندرا براديش" التي تعتبر من أكبر الولايات الهندية، وتضم مدينة "حيدر آباد" التي توجد بها المقار الرئيسية لعدد من الشركات الهندية والعالمية مثل "مايكروسوفت"، و"جوجل". وهذا الموضوع -الانفصال وتكوين ولاية جديدة- لطالما كان مثيراً للمشاعر في الهند. وإعلان الأربعاء الماضي جاء بعد حملة لـ"تيلانجانا" للتحول إلى ولاية مستقلة استمرت خمسة عقود تقريباً، وقد شهد عام 1969 أحداث عنف دموية أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 400 شخص على الأقل. وقد فترت هذه الحملة مؤخراً بعض الشيء، ولكنها حصلت في الأسابيع الأخيرة على زخم من خلال الإضراب العلني عن الطعام الذي أُحيط بحملة دعاية واسعة النطاق، لأحد النشطاء المطالبين بانفصال "تيلانجانا" وتحويلها إلى ولاية وهو المدعو" كيه. تشاندرا سيكهار راو"، وكذلك من خلال سلسلة من الاحتجاجات العنيفة شهدتها مدينة "حيدر آباد" والتي سرعان ما تحولت إلى احتفالات صاخبة بالنصر يوم الأربعاء الماضي عندما استجابت الحكومة المركزية للحملة وأعلنت موافقتها على تحويل "تيلانجانا" إلى ولاية. بيد أن المشكلة كما يقول المحللون هي أن فصل "تيلانجانا" يمكن أن يتحول إلى سابقة، ونموذج يحتذى من قبل الحركات الأخرى المطالبة بتحويل مناطقها إلى ولايات. ومن أنشط تلك الحركات على الساحة في الوقت الراهن الحركة المطالبة بإنشاء ولاية "جوركلاند" في شمال غرب البنغال، وحركة "فيداربها" في "ماهاراشرا"، وحركة "بودولاند" في "أسام". وفي افتتاحيتها يوم الخميس الماضي قالت صحيفة "فاينانشال إكسبرس": "بصرف النظر عن الحجج المؤيدة والحجج المعارضة لشرعية قضية تيلانجانا، فإن الشيء المؤكد هو أن الحكومة المركزية برضوخها لمطالب استحداث ولاية جديدة، قد وضعت يدها في عش دبابير". غير أن نشطاء الحركات الانفصالية لديهم الكثير مما يمكن أن يشجعهم على المطالبة باستقلال ولاياتهم غير المثال الخاص بـ"تيلانجانا". فعلى رغم أن الاختلافات اللغوية هي التي تكون في الغالب الأساس الذي يتم على أساسه اقتطاع مناطق معينة من ولايات قائمة، إلا أن البعض يرون أن التفاوت في المستوى الاقتصادي بين سكان منطقة ما وبين بقية المناطق في الولاية ذاتها غالباً ما يكون هو السبب الذي يدعو بعض تلك المناطق للمطالبة بالانفصال. ويشار في هذا السياق إلى أنه في عام 2000 تم تحويل ثلاث مناطق إلى ولايات جديدة هي "تشاتيسجارث" التي اقتطعت من ولاية "مادهايا براديش" و"أوتاركهاند" التي اقتطعت من ولاية "أوتار براديش" و"جهاركهاند" التي اقتطعت من ولاية "بيهار" . وستكون "تيلانجانا" بعد انفصالها هي الولاية التاسعة والعشرون في الهند. ويعتقد بعض المراقبين أن الذي دفع الحكومة المركزية إلى الوعد بإنشاء ولاية جديدة الآن هو خشيتها من تفاقم الاضطرابات السياسية في ولاية "أندرا براديش". ففي سبتمبر الماضي لقي رئيس وزراء الولاية القوي "واي إس ريدي" مصرعه في حادث تحطم طائرة عمودية. وبعد موته لم يتمكن"كي روزياه" الذي حل محله من احتواء حركة انفصال "تيلانجانا". يذكر أن الحكومة المركزية لم تحدد إطاراً زمنياً لإنشاء ولاية "تيلانجانا"، وقد رأى بعض المراقبين نوعاً من التراخي في التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء "مان موهان سنج" في البرلمان الهندي يوم الجمعة الماضي عندما قال: "إن الحكومة لن تفعل أي شيء باستعجال". كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©