الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

نعمة الفراغ.. والإجازة الصيفية

نعمة الفراغ.. والإجازة الصيفية
7 يوليو 2017 01:25
الحمد لله، له أسلمت، وبه آمنت، وعليه توكلت، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد... أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَن ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى ?اللهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-: (?نِعْمَتَانِ ?مَغْبُونٌ ?فِيهِمَا ?كَثِيرٌ ?مِنَ ?النَّاسِ: ?الصِّحَّةُ ?وَالْفَرَاغُ) (?أخرجه البخاري)?. هذا حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب الرِّقاق - باب ما جاء في الصحة والفراغ، وأنْ لاَ عَيْشَ إلاّ عَيْشُ الآخرة. إن نعمة الوقت من أعظم نعم الله على ابن آدم، لذلك يجب على المسلم أن يستفيد من كل وقته، وألا يفرط فيه، فالوقت هو العمر، والعمر هو الفرصة الغالية التي ينبغي عدم التفريط فيها. إن الواجب على المسلم أن يحرص على اغتنام أوقاف الفراغ فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير والنفع، فخير الناس أنفعهم للناس، وأحبهم إلى الله سبحانه وتعالى أنفعهم لعباده، كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سقَمِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَشَبَابَكَ قَبْلَ هَرمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ) (أخرجه الحاكم). نعمة وأمانة إن مشكلة الفراغ في العصر الحديث من أهم أسباب الانحراف والفساد، وكان السلف الصالح - رحمهم الله تعالى - يقولون: نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر، وإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، لذلك ينبغي العناية بالوقت وملئه بالعمل الصالح حتى لا يوجد فراغ، فالوقت نعمة وأمانة يضيعها كثيرٌ من الناس، وعندما نقرأ القرآن الكريم فإننا نجد توجيه القرآن الكريم للمسلمين بالإعراض عن اللغو، وهذا تقدير عميق لقيمة الوقت ورسالة لاستغلال وقت الفراغ ينبغي أن يلتفت إليها المسلمون، ونحن هذه الأيام يتمتع أكثرنا بنعمة الفراغ، وبعض الناس يفرّط تفريطاً عظيماً بهذه النعمة، حيث إن بعض الناس يستغل هذه النعمة وللأسف الشديد بما يعود وبالا ً عليه والعياذ بالله في الدنيا والآخرة، لذلك نجد أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يشير إلى أهمية الوقت فقد ورد في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكتسبه وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ) (?أخرجه الترمذي)?.  فجر جديد اعتاد رجل تضييع أوقاته بين اللهو والكسل والخمول، وكان كلما حَدَّثه أهله أن يُقلع عن حاله تلك التي خسر بسببها أعمالاً كثيرة وأرباحاً طائلة، قال لهم: العمر طويل والأيام آتية وسوف أعمل. فحضره الحسن البصري- رحمه الله - فاعترضه بقوله المأثور: «يا هذا، ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنم مني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة (جامع العلوم والحكم لابن رجب). وعند قراءتنا لهذا الموقف فإننا نجد فيه دلالة واضحة على أهمية العمر والزمن، وعمارة الوقت بخير العمل، حيث إن كثيراً من الناس يُضَيّعون أوقاتهم وأعمارهم سُدى، وفي طُرق الغواية والضلال، كما أن عامة الناس يحسبون أعمارهم بالأيام والشهور والسنوات، بينما أهل الصلاح والحكمة يحسبون أعمارهم بصالح أعمالهم التي تنفعهم في دنياهم، وَيُثَابون عليها في أُخراهم، وكل شيء يفقده الإنسان يتعلق الأمل بعودته إلا العمر، فإنه إن مضى لا يعود أبداً، لذلك علينا أن نكثر من فعل الطاعات والخيرات. نصائح لفلذات الأكباد من المعلوم أن الإجازة الصيفية قد بدأت، ونسأل الله أن تكون إجازة سعيدة طيبة مباركة على أبنائنا وفلذات أكبادنا، إنه سميع قريب، وبهذه المناسبة فإننا ننصح أبناءنا الكرام أن يغتنموا الإجازة الصيفية بما يعود عليهم بالفائدة والسعادة في الدنيا والآخرة: &rlm ?احرص ?يا ?بني ?على ?اغتنام ?أوقات ?الفراغ ?فيما ?يعود ?عليك ?وعلى ?مجتمعك ?بالخير ?والنفع، ?فخير ?الناس ?أنفعهم ?للناس، ?وأحبهم ?إلى ?الله ?سبحانه ?وتعالى ?أنفعهم ?لعباده، فعليك ?الالتحاق ?بمراكز ?تحفيظ ?القرآن ?الكريم، ?هذه ?المراكز ?التي ?تعم ?أرجاء ?الوطن، ?وكذلك ?الالتحاق ?بالمراكز ?الثقافية ?والدورات ?العلمية ?التي ?تقيمها ?المؤسسات ?كتعليم ?الكمبيوتر، ?والرياضة، ?والإسعافات ?الأولية، ?والأعمال ?النسائية ?للفتيات، ?فلو ?أن ?الأمة ?أحسنت ?استغلال ?طاقاتها?، ?لاستفادت ?وأفادت ?الآخرين، ?وشجعت ?العلماء ?والمخترعين، ?وحلت ?مشاكل ?البطالة، ?وعاش ?الناس ?في ?رَغَدٍ ?وأمان. &rlm?حافظ ?يا ?بنيّ ?على ?القول ?الطيب ?والعمل ?الصالح، ?فإن ?العمل ?الصالح ?القليل ?الدائم ?خيرٌ ?من ?العمل ?الكثير ?المنقطع، ?والله ?يحب ?من ?العمل ?أدومه ?وإن ?قلّ. &rlm?احرص ?يا ?بنيّ ?على ?اختيار ?أصدقائك، ?فالصديق ?يتأثر ?بصديقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©