الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سليمان العلي: المراقب الجوي شرطي مرور ينظم حركة الطائرات

سليمان العلي: المراقب الجوي شرطي مرور ينظم حركة الطائرات
24 ابريل 2012
عندما نسافر على متن الطائرة من مكان لآخر نعتقد أن وصولنا بالسلامة هو مسؤولية طاقم الطائرة فقط، وتتوجه الأنظار نحو قائد الطائرة الذي يحمل مسؤولية أرواح بشرية يقلها، ولا ندري أن هذا الطيار لن يقوم بعمله على أكمل وجه دون أن يتواصل مع المراقبين الجويين الموجودين في مراكز الملاحة الجوية على الأرض في كل دولة، ومنهم المواطن سليمان العلي، الذي يعمل مشرف عمليات المراقبة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني - مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية. شغف سليمان العلي الكبير بمجال المراقبة الجوية، جعله على اتصال دائم بقسم الموارد البشرية بالهيئة العامة للطيران المدني حتى لا تضيع الفرصة عليه مرة أخرى، وفي فبراير 2002 أسعفه الحظ، حيث تلقى مكالمة هاتفية من الهيئة العامة للطيران المدني للحضور لاختبار تحديد مستوى والذي أثبت فيه جدارته. إلى ذلك، يقول «عندما تلقيت المكالمة الهاتفية التي تحدد موعد المقابلة الشخصية، كنت خارج الدولة؛ فقطعت الإجازة، وركبت أول طائرة عائداً إلى أرض الدولة، وفي المقابلة أبديت كل اهتمامي وصبري وتضحياتي في سبيل الانخراط في هذا المجال، فأثرت إعجاب الأشخاص الذين قاموا بمقابلتي، وزرعت الثقة في نفوسهم بأني جدير بهذه الوظيفة». مرحلة التدريب يقول العلي (38 سنة) «رأيت إعلاناً للهيئة العامة للطيران المدني في الجريدة عن دورة تدريبية في مجال المراقبة الجوية للمواطنين، فشدني هذا الإعلان ولم أعرف السبب، علماً بأنني لم أسمع عن هذا المجال قط، فأجريت بحثاً عن طريق الإنترنت عن عمل المراقب الجوي ودوره الحيوي في الطيران المدني، فأيقنت أن هذه هي المهنة التي كنت أبحث عنها، وعند الصباح توجهت مباشرة إلى العاصمة أبوظبي لتقديم الطلب على الوظيفة شخصياً، وانتظرت حتى وصلني الرد بأني قد تأخرت في التقديم الطلب، وعليَ الانتظار حتى تنظيم دورة أخرى». ويشير إلى أنه في مارس 2002 تلقى البشارة بموافقة الهيئة العامة للطيران المدني على انضمامه للدورة التدريبية في مجال المراقبة الجوية، والتي بدأت عام 2002 ولمدة ثلاث سنوات تقريباً، وهي مقسمة، بحسب سليمان، كالآتي «4 أشهر التدريب والعمل في قسم الاتصالات التابع لوحدة عمليات المراقبة الجوية، و3 أشهر في السويد لخوض الدورة الأساسية للمراقبة الجوية - برج المراقبة، و8 أشهر في التدريب والعمل مساعد مراقب جوي، و3 أشهر في السويد لخوص الدورة التأهيلية للمراقبة الجوية، ثم 12 شهراً في التدريب الحي على المراقبة الجوية في وحدة عمليات المراقبة الجوية». ويبين العلي أنه تخرج في دورة المراقبة الجوية عام 2005، مكتسباً خبرات كثيرة تزداد يوماً بعد يوم، وفي سنة 2009 أصبح مدرباً للمراقبين الجويين المبتدئيين، وقد تخرج على يديه مجموعة من المراقبين المواطنين والأجانب، وفي سنة 2010 رشح لتولي منصب نائب مشرف عمليات المراقبة الجوية، كما حصل في هذه السنة على رسالة شكر من نائب المدير التنفيذي لخدمات الملاحة الجوية على إشرافه المتميز في تذليل الصعوبات لعودة إحدى الطائرات بسلام إلى إحدى مطارات الدولة. ويصف العلي سنة 2011 بـ»السنة الذهبية»، وذلك لأنه تمت فيها ترقيته إلى مشرف عمليات المراقبة الجوية، ومن ثم محقق في حوادث الطائرات وممتحن، (أي يجري اختبارات للمتدربين) والموظف المتميز لشهر نوفمبر. طبيعة العمل حول طبيعة عمله، يقول العلي «المراقب الجوي هو شرطي مرور جوي ينظم حركة الطائرات باختلاف أنواعها وسرعاتها في الجو المملوء بالمسارات المتقاطعة، ويمنع التصادم بين الطائرات، ويعمل على تحقيق سرعة انسياب الحركة الجوية والحفاظ على انتظامها، وتقديم الإرشادات والمعلومات المفيدة لسلامة الرحلات الجوية وكفاءتها، وإبلاغ الجهات المختصة عن أي طائرة بحاجة إلى مساعدات البحث والإنقاذ، وأيضاً نساعد مطارات الدولة على استيعاب هذا الكم الهائل من الطائرات القادمة والمغادرة، حيث نساعدهم بشكل أساسي في تنظيم تلك الحركة الجوية». ويضيف «من خلال عملنا مراقبين جويين، نمثل دولتنا الحبيبة، ونظهر الصورة المشرقة لوطننا في التعامل مع الطائرات القادمة أو المغادرة أو العابرة لأجواء الدولة»، ويلفت إلى أن المراقب الجوي في أول اتصال له مع أي طيار يذكر اسم الدولة قبل البدء بإعطاء تعليمات للطيار، ومن هذه الناحية، فإن الهيئة العامة للطيران المدني وضعت أسساً وقواعد للمراقب الجوي في كيفية التعامل وخدمة مستخدمي أجواء الدولة من شركات خطوط الطيران المختلفة المدنية والعسكرية. وحول وجود صعوبات يواجهها المراقب الجوي في عمله، يرد العلي «الهيئة العامة للطيران المدني تعمل جاهدة في تذليل كل الصعوبات وتسخير إمكاناتها لتطوير الأجهزة ملاحية الموجودة في غرفة عمليات المراقبة الجوية، وإنها من أحدث الأجهزة تطوراً على مستوى الشرق الأوسط، لتساعد المراقب الجوي على تأدية عمله بأكمل وجه، والإسهام في تقليل ضغوط العمل والحفاظ على أمن وسلامة الطائرات، وتكمن هذه الأجهزة المتطورة في شاشات الرادار حجم (32 بوصة) مع شاشات الاتصال الصوتي التي تعمل باللمس، والاتصال اللاسلكي عالي الجودة مع الطائرات، ورادارات موزعة في أنحاء الدولة لتعطي أكبر قدر من التغطية». مهنة حيوية يصف العلي مهنة المراقبة الجوية بأنها كغيرها من المهن الحيوية التي يحتاج فيها الإنسان إلى حضور ذهن مستمر وإصدار أحكام صحيحة واتخاذ قرارات لا تحتمل الخطأ، ويشبهها بمهنة الطبيب، حيث إن الخطأ فيها يمثل كارثة، فالمراقب الجوي يتعامل مع مئات الطائرات وآلاف المسافرين كل يوم، وهو يعلم أنه غير مسموح بالخطأ في مجال عمله مما يولد لديه ضغوطا متواصلة، وهذا لا يعني أن العمل في مجال المراقبة الجوية صعب بل هو ممتع، كما أنه ليس روتينياً مملاً لأن فيه تحد للصعوبات، ويعتقد أن كل مراقب جوي يجلس خلف شاشة الرادار يقوم بدور بطولي في كل ساعة على مدار اليوم. من جانب آخر، يذكر العلي المتطلبات الأساسية التي يجب أن تتوافر في من يريد العمل في هذا المجال ويقول «لا بد من الرغبة في الالتحاق بمثل هذا المجال، كما أن وجود حد أدنى من الإلمام باللغة الإنجليزية والمواد العلمية خصوصاً الرياضيات أمر مهم، ولا بد من توافر قدرات خاصة تمكن المراقب الجوي من التصرف بحكمة في الظروف الطارئة والحالات غير الطبيعية مثل تغير الأحوال الجوية وحالات الطوارئ». أجهزة ملاحية ويلخص العلي سمات ومواصفات المراقب الجوي الناجح بأنه هو الذي يضع نصب عينيه أنه يؤدي العمل على أكمل وجه بغض النظر عن أي اعتبار لأي عامل خارجي؛ لأنه يتعامل مع أرواح بشرية وممتلكات تحتاج إلى التركيز والحرص الشديدين، وقد يكون هو أو أحد أفراد عائلته ضمن هؤلاء الناس الذين تقدم لهم الخدمة، وفي حالة الخطأ هناك أجهزة ملاحية متطورة في قسم المراقبة الجوية وفي قمرة القيادة بالطائرة تنبئ المراقب الجوي والطيار بالخطأ بوقت كاف حتى يتم تصحيحه إما عن طريق المراقب أو الطيار أو كليهما. ويعتبر أن مهنته من المهن المتطورة وتتغير ماهيتها مع توالي الأيام والسنوات؛ وذلك لأن الزيادة الكبيرة في حركة الطيران وعدد الرحلات تحتم على هيئات ومنظمات الطيران المحلية والعالمية بتطوير مهنة المراقبة الجوية بما يستوعب هذه الزيادة، وذلك بإعادة صياغة بعض القوانين واللوائح أو بالتخطيط لزيادة أو تعديل بعض مسارات الطائرات. ويشدد على الدور التكاملي الذي يلعبه المراقب الجوي مع قائد الطائرة، ويوضح «الشريك الرئيس للمراقب الجوي هو قائد الطائرة الذي دون تعاونه يكون من الصعب على المراقب إتمام عمله بسهولة، فالطيار يعرف كيف يطير بطائرته والمراقب يعمل على تنظيم حركتها ويحافظ على سلامتها، فلو أن كل قائد طائرة تلقى التعليمات والإرشادات من المراقب الجوي وعمل بحذافيرها من دون تردد أو نقاش لتم العمل على أكمل وجه ووصلت الطائرات بأمان وسلامة إلى كل مكان تتجه إليه». توطين مجال المراقبة الجوية ويشجع العلي المواطنين والمواطنات على العمل في مجال المراقبة الجوية، قائلاً إن «ما تقوم به الهيئة العامة للطيران المدني وبالذات مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية بالتعريف بهذا المجال في كل المحافل المحلية من مدارس وجامعات وكليات على مستوى الدولة لدليل على النية الصادقة لتوطين هذا المجال وتشجيع الكوادر الوطنية من المواطنين والمواطنات للانخراط في هذا العمل بما يخدم الوطن، وإني أرى ثمار هذا التعريف قد حان وقت قطافها وإني أشجع كل من له الرغبة في هذه الوظيفة بعدم التردد وسيرى إن شاء الله كل الدعم من جميع المديرين والمشرفين والمدربين والمراقبين خلال فترة التدريب وما بعد التدريب».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©