دروب الخير

إنّه شهر العطاء·· يحلو فيه للنفس الخيّرة أن تمارس شغفها الأثير بفعل الخير· وهيئة الهلال الأحمر هي إحدى الدروب المفضية نحو الهدف الجليل: تقاسم الرزق مع من حُرم منه، حتى تستقر البسمة فوق الشفاه جميعها· أمّا متطوعوها فتراهم هناك في المجمعات التجارية يلمع الأمل فوق جباههم، ويخالجهم يقين راسخ أنّ المارة ليسوا مجرد متسوقين تغويهم السلع الجذابة، لكنهم قبل كل شيء أناس فُطروا على حب الخيرات· تتكامل إرادات الخير في شهر الخير بين متطوع ينفق وقته في جمع الرزق، وبين متبرع يحلو له أن يشرك الآخرين في ما قُسم له من نعمة، فإذا الوفر عميم· يقف مندوب تسويق المشاريع الخيرية في هيئة الهلال الأحمر بليغ جنينة موظف عند المدخل الرئيسي في مركز المارينا في أبوظبي إلى جانب لوحة تحمل شعار هيئة الهلال الأحمر إغاثتهم ··· رسالتنا ، منتظرا تبرعات أهل الخير· يبدأ جنينة، الذي يعمل في الهيئة منذ ثماني سنوات، دوامه من الساعة 9 والنصف صباحا و حتى الخامسة والنصف مساء قبل أن يغادر تاركا مكانه لموظف آخر يتسلم مهمة جمع التبرعات التي يزيد الإقبال عليها في رمضان، وفق جنينة الذي يعلل ذلك برغبة الناس للتقرب من الله تعالى في الشهر الفضيل· ويضيف أن إفطار صائم، وكفالة اليتيم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد من أكثر المشاريع التي يزداد التبرع لها في رمضان، لافتا إلى أن النساء يتفوقن على الرجال عدديا في التبرع بينما ترتفع قيم تبرعات الرجال عن قيم تبرعات النساء· ورصدت هيئة الهلال الأحمر 19 مليون درهم كميزانية مبدئية لتنفيذ مشاريعها الرمضانية لهذا العام والمتضمنة ترميم وبناء مساجد· ويأتي تركيز الهيئة على تعزيز مشاريعها الداخلية خلال الموسم الحالي في إطار الاستجابة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر، الهادفة إلى إعطاء الأولوية للقضايا الإنسانية على الساحة المحلية، والتركيز على تلبية احتياجات الشرائح الضعيفة من محدودي الدخل والمتعففين· وعن آلية عمل مندوبي تسويق المشاريع الخيرية الموزعين في مختلف المراكز التجارية، والجمعيات التعاونية، والبنوك، يقول جنينة إنهم يسلمون التبرعات لهيئة الهلال الأحمر أسبوعيا· وتغطي المشاريع الموسمية الرمضانية داخل الدولة العديد من الشرائح وهي الأيتام، والعمال ذوو الأجور الضعيفة، والفئات المعوزة والضعيفة من محدودي الدخل، فيما تشمل المشاريع التي تنفذ خارج الحدود في 50 دولة، ورصد لها نحو 5 ملايين درهم كسوة العيد، وإفطار الصائم بالإضافة إلى مشاريع حفر الآبار، وبناء المساجد·