ترقق العظام لدى المراهقين الصائمين

يرغب المراهقون عادة من الجنسين، بأداء فريضة الصوم، أسوة بأولياء أمورهم وأسرتهم المدرسية· إنما يلاحظ الأطباء أنه بسبب امتناع أو تحوّل المراهقين الصائمين عن تناول الألبان والأجبان خلال شهر رمضان الكريم، بفعل الشهية والميل إلى تناول وجبات أخرى دسمة، تكثر الإصابة بأمراض العظام وآلامها، كالترقق والهشاشة· يقول الطبيب برهان تراما، اختصاصي أمراض العظام: ''يتكون العظم من أنسجة حية، وينمو الهيكل العظمي بطريقة متواصلة منذ الولادة وحتى نهاية سن المراهقة، ويصل إلى ذروة الصلابة والحجم قرابة سن العشرين· وخلال فترة النمو تكتسب العظام كثافة قصوى بفضل عوامل التغذية والنشاط الجسدي والتعرض لأشعة الشمس، خصوصاً أن أولى فترات النمو العظمي تقع خلال السنتين الأوليين، وتقع الفترة الثانية خلال سن البلوغ بين الثالثة والخامسة عشرة، إذ إن النسيج العظمي المكتسب لدى الفتيات يعادل الكمية الزائلة منه خلال السنوات التي تبدأ وتعقب سن اليأس لديهن''· يضيف تراما: ''إن الكالسيوم وفيتامين D عناصر أساسية لنمو العظم (سوء التغذية خلال فترة النمو والبلوغ يضعف نمو العظم إلى درجة كبيرة، ويعرضه إلى ''ترقق العظام) فالكالسيوم مكون بنيوي أساسي للنسيج العظمي، يُخزّن في العظم ويعطي القوة للهيكل العظمي، فنسبة 99% من الكالسيوم في الجسم مخزونة في الهيكل العظمي الذي يقوم بدور ''المخزن'' للكالسيوم من أجل الحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم· لذا يجب أن تبقى مستويات كالسيوم الدم ثابتة، من أجل وظائف الكالسيوم الأخرى كدوره في الوظيفة العصبية والعضلية''· وقاية غذائية وتقول اختصاصية التغذية جود الزعيم: ''تكون الحاجة للكالسيوم عالية جداً في سنوات المراهقة أثناء النمو السريع للهيكل العظمي·· ويتوفر الكالسيوم في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى التي تمتلك ميزة إضافية بأنها موارد جيدة للبروتين· ومن الموارد الغذائية الجيدة للكالسيوم: الخضروات والفاكهة، مثل: البروكولي والتين والمشمش والبرتقال، ومن المكسرات اللوز والسمسم، إضافة إلى الأسماك بما فيها المعلبة ''السردين والتونة''· تضيف: ''تتمثل الحاجة اليومية للكالسيوم لدى فئتي الأطفال والمراهقين الصائمين، وفق المقادير التالية: مقدار 800 ميلي غرام يومياً للفئة العمرية 3-9 سنة· و مقدار 1300 ميلي غرام يومياً للفئة العمرية 10-17 سنة· أما محتوى الأغذية التقريبي من الكالسيوم فهو: 250 ميلي لتر حليب كامل الدسم يحوي 280 ميلي غرام كالسيوم· 250 ميلي لتر حليب خال الدسم يحوي 275 ميلي غرام كالسيوم· 150 غرام لبن يحوي 245 ميلي غرام كالسيوم· 50 غرام جبن يحوي 300 ميلي غرام كالسيوم· بيضة واحدة تحوي 250 ميلي غرام كالسيوم· 3 حبات تين تحوي 505 ميلي غرام كالسيوم· 5 حبات مشمش تحوي 120 ميلي غرام كالسيوم· حبة برتقال واحدة تحوي 75 ميلي غرام كالسيوم· 25 غرام لوز يحوي 60 ميلي غرام كالسيوم· علاج ناجع ويشير الطبيب زياد عطية، اختصاصي أمراض العظام، إلى أن علاج ترقق العظام ''يعتمد العلاج لدى المراهقين الصائمين على توفر عدد من العوامل المهمة: أولاً: تناول وجبات خلال الإفطار يتوفر فيها (الكالسيوم وفيتامين D، وفيتامين A والمغنيزيوم والفسفور) ففيها فائدة كبيرة في تعويض حاجة الجسم لهما خلال ساعات الصيام، كالأسماك والبيض والأجبان، والحلوى المصنوعة من الحليب والمكسرات ''أم علي- رز بحليب''· إضافة إلى الرياضة وتقوية عضلات الجسم، حيث يفترض بالمراهقين الصائمين ممارسة الرياضة المنزلية لمدة ربع ساعة قبل السحور والنوم· ثانياً: تناول أقراص دواء ''الكالسيتونين'' لأنه يقلل التخريب العظمي خلال صيام المراهقين ويساعد على تقوية العظم (حصراً- بوصفة طبية من الطبيب) وتناول أقراص دواء ''البيفوسفونات'' وهو دواء غير هرموني يمنع تخريب العظم خلال فترات صوم المراهقين (حصراً- بوصفة طبية من الطبيب)· وينصح عطية المرضى، موضحاً ''هناك أدوية أخرى، تتصل بكل حالة ترقق عظام -على اختلافها- نتجت أو يمكن أن تنتج للمراهقين خلال شهر رمضان الكريم، يقرها الطبيب المعالج يُفترض الالتزام بها''·